آخر الأخبار

هل هي خطوة انتقامية من آل مخلوف؟ كل ما تريد معرفته عن الحزب القومي السوري الاجتماعي وحل النظام له

يبدو أنّ تسريبات الصراع المخفي ضمن أجنحة العائلة الحاكمة في سوريا تتجه لأن تثبت نفسها، ففي آخر فصول هذا الصراع سوريا أصدرت محكمة الاستئناف المدنية في دمشق التابعة لنظام الأسد قراراً بحل الحزب القومي السوري الاجتماعي التابع لرامي مخلوف ابن خال بشار الأسد.

وذكر مصدر قضائي لـRT الروسية أنّ القرار صدر بصفة المبرم أي نهائي وغير قابل للاستئناف.

وتم حل الحزب بحجة مشاكل في أمور التراخيص وطريقة الحصول عليها، فيما أشار المصدر إلى أنّ لقرار حل «الأمانة» تشعبات أخرى ذات طابع سياسي.

وفق بعض المصادر المعارضة، فإن قرار المحكمة بحل الحزب القومي الاجتماعي يعد خطوة انتقامية سياسية من عائلة مخلوف، حيث إن معظم أفرادها أعضاء في هذا الحزب، فضلاً عن أنهم من ممولي الحزب.

ورغم أن جميع المعلومات لا تزال غامضة، إلا أن تسريبات نشرتها صحيفة القدس العربي، بحسب مصادر مطلعة في دمشق، فإن هناك صراعات داخلية كبيرة بين بشار الأسد ورامي مخلوف.

ووفق ذات المصدر، فإن السبب الرئيسي للصراع هو أنّ الأسد تلقى طلباً من روسيا بتسديد مبلغ يقدر بمليارات الدولارات، إلا أنّ مخلوف الذي يسيطر على غالبية الأعمال التجارية والاقتصادية السورية الرسمية وشبه الرسمية رفض الإذعان للأسد، بحجة أن هذا الطلب كبير للغاية، ولا يمكن توفيره في الوقت المطلوب لروسيا.

وشبهت مصادر ما جرى مع آل مخلوف، عقب رفض الطلب، بسيناريو فندق الريتز كارلتون الذي قام به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مع أمراء ووزراء ورجال أعمال، وقالت إن بشار الأسد الذي أصيب بالحرج أمام روسيا، توجه إلى الانتقام من عائلة مخلوف، حيث أمر هيئة مكافحة غسل الأموال، وهيئة مكافحة الإرهاب، بالتحقيق على وجه السرعة مع 29 رجل أعمال سورياً، بمن فيهم رامي مخلوف، ومحمد حمشو.

ولفتت إلى أنباء عن وضعهم تحت الإقامة الجبرية، وذلك بهدف إجبارهم جميعاً على تسديد المبلغ، في الوقت المطلوب.

الحزب السوري القومي الاجتماعي هو حزب سياسي قومي يعمل في لبنان وسوريا كحزب رسمي مُسجل، وهو يدعو إلى إقامة دولة «الأمة السورية».

الحزب هو ثاني أكبر مجموعة سياسية قانونية في سوريا بعد حزب البعث العربي الاشتراكي، وفي لبنان، كان الحزب منظم للغاية خلال التاريخ السياسي للبلاد لأكثر من 80 عاماً، وحتى الآونة الأخيرة حينما أصبح مجموعة رئيسية في تحالف 8 آذار.

تأسس الحزب في بيروت في عام 1932 على يد أنطون سعادة كحزب معادٍ للإمبريالية ومعاد لوجود الانتداب الفرنسي، ولعب دوراً في السياسة اللبنانية، وشارك في محاولة الانقلابات في عامي 1949 و1961 وبعد ذلك تم قمعه بشكلٍ كامل.

كما أنّ الحزب كان مؤيداً وداعماً لاستمرار وجود الجيش السوري في لبنان انطلاقاً من اعتقاده بالقومية السورية.

وفي سوريا، أصبح الحزب قوة سياسية يمينية رئيسية في أوائل الخمسينيات، ولكن تم قمعها بشكل كامل في 1955-1956، وبحلول أواخر الستينيات انضم الحزب إلى اليسار وتحالف مع منظمة التحرير الفلسطينية والحزب الشيوعي اللبناني، على الرغم من التناقض الأيديولوجي الذي لا يزال قائماً فيما بينهم. وفي عام 2005، تم إضفاء الشرعية عليه في سوريا.

وفي عام 2013 تقرر فصل تنظيمي للحزب السوري عن اللبناني رغم اعتراضات رئيس الحزب في لبنان أسعد حردان، إلا أنّ أداء رامي مخلوف قسم الولاء للحزب أمام رئيس الحزب في سوريا عصام المحايري قبل مؤتمره العام الذي عقد بدمشق شرعن نهائياً الانفصال التنظيمي للحزب بين سوريا ولبنان.

وسوّغ مخلوف انضمامه للحزب بأنها استكمال لمسيرة عائلته التي كان الكثير من أفرادها أعضاء بهذا الحزب مقابل انضمام الكثير من العلويين لحزب البعث ومنهم صهر العائلة حافظ الأسد.

تدور تساؤلات عديدة حول أيديولوجية الحزب ورؤيته، حيث يقول منتقدوه إنه حزب يُبطن الفاشية والنازية في أيديولوجيته كالحديث عن أن السوريين «أمة تامّة» و «سورية للسوريين» وهو ما يشابه أحزاب اليمين المتطرف كذلك بفكره وأسلوبه وحتى علمه الشبيه نوعاً ما بالعلم النازي والحامل لما يُشبه الصليب المعقوف النازي.

وفق المبدأ الخامس للحزب، فإنه يعتبر أن «السوريين أمة تامة» وأن «القضية السورية قضية قومية قائمة بنفسها ومستقلة عن أية قضية أخرى».

كما أنّ دولة «الأمة السورية» تمتد من جبال طوروس في الشمال الغربي وجبال البختياري في الشمال الشرقي إلى قناة السويس والبحر الأحمر في الجنوب شاملة شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة، ومن البحر السوري في الغرب شاملة جزيرة قبرص، إلى قوس الصحراء العربية وخليج العجم في الشرق ويعبر عنها بلفظ عام: الهلال السوري الخصيب ونجمته جزيرة قبرص.

كان للحزب حينها جناح عسكري سميّ بــ «نسور الزوبعة» في الصراع العربي الإسرائيلي بعمليات عسكرية وفدائية كثيرة منذ بدايات الثمانينيات حتى نهايات التسعينيات وتعتبر سناء محيدلي واحدة من أشهر أعضاء الكتيبة إضافة إلى خالد علوان منفذ عملية مقهى الويمبي وسط بيروت.

بعد اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011 أعاد الحزب القومي السوري الاجتماعي تشكيل كتيبة «نسور الزوبعة» ولكن هذه المرة على شكل ميليشيا هدفها قمع الثورة السورية.كما كان له دور في المعارك التي تخوضها قوات الأسد وذلك من خلال التنسيق معها مع ميليشيا حزب الله خاصة في الساحل وحمص ودمشق والسويداء.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى