آخر الأخبار

هل يخشى الأردن هجوماً من الغرب؟ الملك عبدالله يحضر تدريبات لجيشه على صد غزو إسرائيلي محتمل

دخلت العلاقات
الأردنية الإسرائيلية مرحلة من التوتر خلال الأسابيع الأخيرة، وصلت ذروتها حد
الحديث عن «غزو إسرائيلي محتمل للأردن»، إذ ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية
أن الجيش الأردني قام بتدريبات تحاكي «غزواً إسرائيلياً للأردن.

الإعلام الإسرائيلي ربط، الإثنين 2 ديسمبر/كانون الأول 2019، بين التدريبات العسكرية الأردنية، وتوتر العلاقة بين عمان وتل أبيب، وأوضح أن التدريبات شملت تفجير الجسور على نهر الأردن لمنع عبور القوات الإسرائيلية، حيث حَضر التدريب الملك عبدالله الثاني وعدد من المسؤولين الأردنيين.

الموقع
الإسرائيلي «I24»
، قال إن
الجيش الأردني أجرى الأسبوع الماضي تدريبات غير اعتيادية تحاكي تفجير الجسور على
نهر الأردن من قبل الجيش الإسرائيلي و»الغزو الإسرائيلي» للأردن، وسط
تصاعد التوتر بين الأردن وإسرائيل.

وكالة الأنباء
الأردنية الرسمية «بترا» ذكرت سابقاً أن المناورات حاكت معركة دفاعية
تهدف إلى وقف غزو البلاد، وأنها تنطوي على استخدام العديد من الدبابات والطائرات
والمروحيات وعدد كبير من الأسلحة مع الهدف من «تدمير طليعة العدو والجسور
التي يمكن استخدامها كنقاط عبور داخل الأراضي الأردنية».

كما أفاد مراسل القناة «13» للتلفزيون الإسرائيلي، براك رافيد في حسابه على موقع «تويتر»، الإثنين، أن التمرين تلقى تغطية واسعة في الإعلام الأردني، فيما بدا أنه رسالة سياسية إلى إسرائيل فيما يتعلق بعمق الأزمة في العلاقات.

على الرغم من
عدم وجود إشارة صريحة إلى «الهجوم الإسرائيلي» أثناء التدريبات، إلا أن
وسائل الإعلام الأردنية وصفتها على أنها تهدف إلى «وقف غزو قوات دروع أجنبية
من الغرب» بما في ذلك تفجير جسور نهر الأردن «حتى لا تستخدمها قوات
العدو».

يسمى التمرين
«سيوف الكرامة 2019″، نسبة إلى اسم «معركة الكرامة» في عام
1968، التي هاجمت فيها قوات الجيش الإسرائيلي مقر حركة «فتح» برئاسة
ياسر عرفات، الواقع في قرية كرامة الأردنية.

بدوره قال
المراسل رافيد: «سألت بعض الخبراء الأردنيين، وأخبرني الجميع أنهم لا يتذكرون
تمريناً مشابهاً خلال العشرين عاماً الماضية. إلا أن هذا حدث غير عادي يشير إلى
عمق الأزمة مع الأردن».

توتر العلاقات
الأردنية الإسرائيلية بات أكثر وضوحاً من خلال المحاكمة العلنية التي تجريها محكمة
أمن الدولة الأردنية، لإسرائيلي تسلل إلى أراضي المملكة بطريقة غير مشروعة، في 29
أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

جاء ذلك وفق ما
أورده تلفزيون «المملكة» الأردني الحكومي عبر موقعه الإلكتروني الرسمي.

حسب المصدر ذاته، تقول وكالة «الأناضول»، شهدت جلسة الإثنين تلاوة لائحة الاتهام على الإسرائيلي كونستانتين كوتوف، التي شملت تهمتي «دخول أراضي المملكة بشكل غير مشروع، وحيازة مادة مخدرة بقصد التعاطي».

أضاف المصدر
أنه تم سؤال المتهم حول ما إذا كان مذنباً أم لا؛ حيث قال بأنه «غير مذنب
بتهمة تعاطي المخدرات، ومذنب في تهمة دخول الأردن بطريقة غير شرعية».

بناءً على عدم
اعتراف المتهم الإسرائيلي بتهمة «تعاطي المخدرات»، طلب رئيس المحكمة
شهود إثبات للإدلاء بشهادتهم في هذا الخصوص خلال جلسة جديدة الثلاثاء.

قال الملك عبدالله الثاني إنّ العلاقات الأردنية الإسرائيلية في أسوأ حالاتها الآن، ويرجع جزء من الأسباب إلى قضايا داخلية في إسرائيل. وأضاف: «نتأمل أن تتمكن إسرائيل من تحديد مستقبلها سواء في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، ومن المهم لنا جميعاً، وأقول هذا لأصدقائنا هنا في الولايات المتحدة، إعادة تركيز جهودنا على جمع مختلف الأطراف على طاولة المفاوضات والنظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس».

العاهل الأردني
استغل تواجده أمام معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في نيويورك، مساء الخميس 28
نوفمبر/تشرين الثاني، ليؤكد على أن حل الدولتين هو السبيل الأمثل للمضي قدماً في
حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام في المنطقة، محذراً مما وصفها بـ»عواقب
أي حلول إسرائيلية أخرى على حساب حقوق الشعب الفلسطيني».

أما الرسالة
الثانية التي تضمنتها كلمة الملك عبدالله الثاني فرأت أن إسرائيل لن تكون جزءاً من
الشرق الأوسط ما لم تحل القضية الفلسطينية، وذهب لحد اعتبار أن هناك «فرصة
أخيرة» للعودة إلى طاولة المفاوضات.

وفق مصادر
سياسية أردنية قريبة من دائرة صنع القرار تحدثت لموقع الجزيرة، فإن الملك عبدالله
الثاني اختار منصة معروفة بولائها للوبي الصهيوني ليقدم رسائله الأكثر صراحة
ووضوحاً فيما يخص القضية الفلسطينية.

برأي تلك
المصادر، فإن حديث الملك يعكس مدى القلق الأردني الذي يتطلب الاشتباك مباشرة مع
الطرف الإسرائيلي، وذلك على وقع شعور عمان المتنامي بوقوفها وحيدة وسط انهيار
الموقف العربي من الملف الفلسطيني، وتبدل أولويات حلفائه التقليدين، في إشارة إلى
السعودية والإمارات، وانحياز الولايات المتحدة الصارخ لصالح إسرائيل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى