لايف ستايل

هل يساعد التعرُّق على طرد السموم من الجسم؟

أجمع العلماء منذ تسعينيات
القرن الماضي على أنَّ السموم الضارة الموجوة في البيئة المحيطة تتراكم داخل أنسجة
الجسم. وفي الوقت الحالي، وجد العلماء من جامعة
ألبرتا في كندا
أنَّ التعرق يطرد السموم، وتحديداً إثيرات ثنائي الفينيل المتعددة (PBDEs)، والتي تعمل كمثبط
لهب.

وأوضح الباحثون في دراسة
نُشِرَت في الدورية العلمية Biomedical Research
International أنَّ
دراسة العرق، إلى جانب دم الإنسان، أمر بالغ الأهمية لفهم طبيعة المركبات
السامة.

توجد إثيرات ثنائي الفينيل
المتعددة في المواد البلاستيكية، والمنسوجات، والمواد الإلكترونية، ومواد
البناء.

وبحسب ما نشر موقع Natural News، استخدمها المُصنِّعون
في الستينيات في منتجاتهم لمنع تلك المواد من الاشتعال.

ربما كان هذا الأمر مفيداً في
وقته، لكنَّ العلماء اكتشفوا في ما بعد أنَّ مخاطر تلك المركبات تفوق فوائدها.

وفي عام 1987، عرَّف باحثون
من السويد إثيرات ثنائي الفينيل على أنها من الملوثات العالمية.

ووجد العلماء في عام 1990
أنَّ هذه المركبات تملك القدرة على التراكم البيولوجي، ما يعني أنها من الممكن أن
تتراكم في الأنسجة البشرية.

وأظهرت دراسات أخرى أن المركب
السام يمكن أن يسبب العديد من المخاطر الصحية، بما فيها الاضطراب في تنظيم
الهرمونات، والسمية العصبية، وحتى أمراض السرطان.

بل والأكثر من ذلك، وجدت تلك
الإثيرات بكميات أعلى بين الرضَّع، وبين صغار السن أكثر من البالغين. ويرجع هذا
إلى التعرض لها بدرجة أعلى.

يمكن أن يدخل مركب PBDEs إلى الجسم بطرقٍ مختلفة،
تشمل:

– الهواء الداخلي والغبار
(المنبعث من المنتجات المنزلية)

– النظام
الغذائي (من اللحوم بالأخص)

– حليب الأم (وبالتالي تنتقل إلى الرضيع)

وركَّز العلماء لوقتٍ طويل
على عينات الدم عند دراسة التراكم البيولوجي لمركبات PBDE.

وفي الدراسة التي أُجريت في
جامعة ألبرتا، استكشف الباحثون سوائل أخرى في جسم الإنسان، وحددوا طرقاً أخرى
ممكنة لتخليص الجسم من تلك السموم.

ركَّز الباحثون على 3 سوائل
جسدية: الدم والبول والعرق. فجمعوا بيانات من 9 رجال، و11 امرأة، ممن تطوعوا
بتقديم عينات.

قدَّم كل مشارك عينة من الدم
200 مللي، وعينة من بولهم في الصباح الباكر، و100 مللي من العرق.

لم يعثر الباحثون على مركب
إثيرات ثنائي الفينيل المتعددة في عينات البول، لذلك ركَّزوا على عينات الدم
والعرق عوضاً عنها. وكشفت النتائج التي توصلوا لها أنَّ العرق يحتوي على تركيزات أعلى من إثيرات ثنائي الفينيل المتجانسة مقارنةً بالدم.

وكان لهذا الاكتشاف اثنين من
الآثار الخطيرة:

أشار الباحثون إلى أنَّ
الاعتماد على عينات الدم وحدها يقدم فهماً جزئياً لكيفية تأثير تلك المركبات على
جسم الإنسان.

إذ أوضحوا أنَّ العرق لم
يُؤخذ بعين الاعتبار لفترة طويلة لأنه كان من الصعب جمعه. ورُغم ذلك، أوضحت
النتائج التي توصلوا إليها أنَّ تحليل العرق يمكن أن يُقدم نظرة جديدة في هذا
الموضوع.

وأكَّد الباحثون أيضاً على
ضرورة تحليل سوائل الجسم. ورُغم كون العرق يحتوي على كميات أكبر من إثيرات ثنائي
الفينيل، فهو لا يزال يتكون أغلبه من الماء، ما يعني أنَّ تركيز مركب PBDE سيكون منخفض.

وبالتالي يتوجب تحليل
البيانات المجمعة من عينات العرق إضافة إلى تلك التي جُمعت من عينات الدم.

يرتبط العرق بشكلٍ أساسي
بالمساعدة في تنظيم درجة حرارة الجسم. ومع ذلك، أظهرت الدراسات أن للعرق دور في
التخلص من سموم الجسم كذلك. إضافةً لكونه أبرز أهمية التعرُّق.

اقترح الباحثون أنَّ الانضمام
إلى التمارين الرياضية التي تحفز التعرق يمكن أن يساعد في التقليل من تراكم مركبات إثيرات ثنائي الفينيل المتعددة في جسم الإنسان. وتمشل بعض من
هذه الأمثلة ما يلي:

تتراكم مركبات إثيرات ثنائي
الفينيل المتعددة داخل الأجسام البشرية لسنوات، والأطفال هم الأكثر عرضة للخطر.
ورُغم ذلك، فالجسم له طرقه الخاصة للتخلص من السموم، عن طريق التعرق خصوصاً، والتي
يمكن أن تساعد في طردها خارج الجسم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى