آخر الأخبارالأرشيف

” واشنطن بوست “.. الغرب خسر الرهان على رجل مصر القوي

قالت صحيفة “واشنطن بوست” إنه منذ أن «قاد عبد الفتاح السيسي» انقلابا عسكريا ضد الحكومة الإسلامية المنتخبة ديموقراطياً قبل نحو ثلاث سنوات، علق المدافعون عنه في الغرب، بقيادة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمالاً عليه في أن يبدأ إجراء إصلاحات لإنعاش الاقتصاد».

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الجمعة التي جاءت تحت عنوان « رهان خاسر على رجل مصر القوي»: «الاعتقاد  (في الغرب) كان أن اتباع (نظام السيسي) للمزيد من سياسات السوق الحرة، وحدوث تدفقات جديدة من الاستثمارات الأجنبية، وزيادة الرخاء الاجتماعي ستساعد في نهاية المطاف على استقرار مصر بعد سنوات من الاضطراب، وفي نفس الوقت يمكن التغاضي عن سياسة القمع الوحشي التي يتبعها السيسي ضد المعارضة».

سوسو

واستدركت الصحيفة: «لكن الجنرال السابق تجاهل على مدار ثلاث سنوات توسلات كيري والمستشارين الغربيين الآخرين، وأهدر عشرات المليارات من الدولارات التي قدمتها السعودية ودول خليجية أخرى حليفة، وذلك عبر الإنفاق على مشاريع عبثية ضخمة مثل التفريعة الجديدة لقناة السويس، وفي محاولة دعم العملة المصرية».

وتابعت: «في هذه الأثناء شن السيسي أعنف حملة قمعية في التاريخ الحديث على المعارضة؛ حيث لم يكتف بسجن الإسلاميين فحسب، بل سجن، أيضاً، الليبراليين العلمانيين والصحفيين ونشطاء المجتمع المدني، بمن فيهم الناشطة الأمريكية آية حجازي».

وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها أن «السيسي تبنى مؤخرا إصلاحات ليبرالية أوصى بها صندوق النقد الدولي. لم يكن أمامه سوى خيارات قليلة؛ فالسعودية خفضت مستوى دعمها له، واقتصاد البلاد بدأ يعاني نقصا في احتياطي العملات الأجنبية».

وأضافت أن البلاد «بدأت تعاني أيضا من نقص المواد الغذائية، مثل السكر وزيت الطعام، التي بدأت تختفي من المحال التجارية»، لافتة إلى أنه، خلال الشهر الجاري، «اضطرت الحكومة إلى تعويم عملة البلاد (تحرير سعر صرفها أمام العملات الأجنبية)؛ ما عجّل بانخفاض قيمة الجنيه إلى أكثر من النصف، كما خفضت الدعم عن البنزين.

وأشارت إلى أن صندوق النقد الدولي استجاب مؤخرا بالموافقة على تقديم قرض لمصر بقيمة 12 مليار دولار على مدار ثلاث سنوات.

وقالت «واشنطن بوست»، في افتتاحيتها، إن «كيري سرعان ما أعرب عن الثناء على الخطوة المصرية، وقال في بيان له إن القادة المصريين يقومون باتخاذ القرارات الصعبة الضرورية لتحقيق ازدهار البلاد».

وأضافت الصحيفة معلقة على بيان «كيري»: «يبدو أن  وزارة الخارجية الأمريكية تراهن على أن السيسي سيثبت أنه من القادة النادرين، مثل أوغستو بينوشيه في تشيلي الذين تمكنوا من تحرير وتحديث اقتصاد بلادهم حتى أثناء تورطهم باتباع سياسة القمع الدموي».

لكن الصحيفة استدركت ثانية بالقول إن «رهان الغرب على السيسي يعد بعيد المنال؛ وذلك بسبب جهل السيسي بالسياسات الاقتصادية، وفي ظل الفساد المستشري الذي يعد جزءا لا يتجزأ من نظامه ومن المؤسسة العسكرية، وذلك بالإضافة إلى تاريخ مصر المعروف بالانتفاضات الشعبية ضد تدابير التقشف».

ورات الصحيفة أنه على المستوى الدبلوماسي، «فيتوقع أن يلقى السيسي دعما من جانب إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب يكون أقوى مما لقيه من طرف كيري، لكنه لا يتوقع أن ينجح السيسي أو الرجل القوي في تحقيق الاستقرار للاقتصاد المصري بينما يقوم بخنق المجتمع المدني».

واختتمت: «من غير المرجح لرهان صندوق النقد الدولي والولايات المتحدة على السيسي أن يؤتي ثماره».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى