الأرشيفكتاب وادباء

“واشنطن بوست” تهاجم نظام أمير المؤمنين: استبدادي وديمقراطية “الواجهة والخداع” بدأت تسقط

في واقعة تكشف عن النظرة السلبية للصحافة العالمية عما يدور بالمملكة المغربية، اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن النظام المغربي كشف عن وجهه “الاستبدادي”، مؤكدة على أن المملكة المغربية بدأت تتخلى عما أسمتها “ديمقراطية الواجهة” وتظهر حقيقتها إلى العلن بسبب ضمانها للأمن والإستقرار. 
وقالت الصحيفة في مقال تحليلي للكاتب “شون يوم”، إنه “وعلى مدى عقود قام النظام المغربي بإصلاحات شكلية لحجب واقعه الاستبدادي”، مشيرة إلى أن “الملك يمارس سلطات تنفيذية واسعة، ويتحكم بقوات عسكرية وأمنية كبيرة، ويمكنه أن يقف في وجه المعارضة من خلال الوسائل القانونية والمالية”، على حد قولها.
وذكر “شون يوم” أن “الإصلاحات في المغرب تراجعت وبدأ النظام يظهر بوجهه الحقيقي، وتظهر هذه الاستراتيجية الجديدة للنظام بشكل واضح في السياسة الانتخابية، حيث إن هذا النظام يحتاج للانتخابات لأنه يريد أن يظهر أنه يتمتع بالديمقراطية، لكن الأمر مختلف، فالأحزاب السياسية والبرلمانات المنتخبة غير قادرة على الإمساك بزمام السلطة، وحتى الشعب غير مستعد للديمقراطية، ومن الأفضل ترك الأمور بيد النظام الملكي”، وفق تعبيره. 
واعتبر كاتب المقال، أن هذه الاستراتيجية الجديدة، “أدت في المغرب إلى تحييد الحزب الإسلامي العدالة والتنمية، الذي فاز بشكل مفاجئ بانتخابات سنة 2011، وبفضلها فالقصر سمح للإسلاميين بتشكيل حكومة، لكن بتوجيهات تنفيذ التقشف المالي وغيره من التدابير اللاشعبية والتي أثارت ردودا عنيفة، كما ظلت الحكومة التي يقودها البيجيدي بعيدة عن القضايا الأساسية للأمن الداخلي والعلاقات الخارجية”، حسب قوله. 
وأشار “شون يوم”، إلى أنه وبعد فوز حزب العدالة والتنمية من جديد بانتخابات 2016، “حالت المناورات دون تشكيل حكومة ائتلافية ناجحة، وبعد خمسة أشهر من تاريخ إجراء الانتخابات ظل حزب العدالة والتنمية غير قادر على تشكيل الحكومة، وفي نفس الوقت ظل رافضا للاستقالة، ليعلن النظام رفضه لعبد الإله بنكيران، مما أدى بسرعة إلى تشكيل حكومة جديدة”.
وأوضح الكاتب ذاته، أنه وبالرغم من “احتلال حزب العدالة والتنمية المركز الأول في الانتخابات، إلا أنه يتمتع بعدد أقل من المناصب الوزارية مقارنة بشركائه في التحالف الحكومي”.
معلومات عن المغرب
ثاني أقدم نظام ملكي في التاريخ دون انقطاع لم يحكم المغرب غير الملوك والسلاطين دون انقطاع منذ أكثر من 12 قرنًا، وتحديدًا منذ سنة 788 حين فر إدريس بن عبد الله سليل الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب من معركة فخ إلى المغرب الأقصى لينشق بمساعدة القبائل الأمازيغية عن سلطة الخليفة العباسي هارون الرشيد، ويكون دولة مستقلة ونظامًا سياسيًّا مكتمل الأركان بمعايير ذلك الزمن. 
لم يعرف المغرب سوى فترتين للتدخل الخارجي، إحداها فترة فاطمية موجزة أثناء مقام الفاطميين بتونس، وفترة الحماية الإسبانية والفرنسية على أراضيه والتي خلالها ظل سلاطين المغرب رؤساء الدولة وللإشارة، فإن المغرب من الدول العربية النادرة التي لم تخضع للحكم العثماني.
يحكم المغرب ثاني أقدم عائلة ملكية في العالم يعتبر محمد السادس بن الحسن، عاهل المغرب الحالي، الملك الثالث والعشرون للسلالة العلوية، التي تقول بنسبها لرسول الإسلام محمد بن عبد الله، وهو سليل مولاي الشريف والذي بدأ عهده سنة 1631، أي قبل 4 قرون تقريبًا في نفس السياق، تعتبر الأسرة الحاكمة اليابانية أقدم سلالة حاكمة في العالم، في نفس التواريخ السالفة الذكر، ذلك أن لإمبراطور اليابان وأسرته موضعة خاصة في المجتمع الياباني التقليدي لا سيما بأن المؤسس الأسطوري للسلالة، الإمبراطور جيمو، يعتبر ابنًا لإلهة الشمس أماتيراسو حسب معتقد الشينتو، الدين السائد في اليابان. 
في المغرب، الملك أمير المؤمنين نظرا لاستقلال المغرب قديمًا عن الخلافات الإسلامية المتعاقبة في الشرق، فقد اعتاد ملوك وسلاطين المغرب المتعاقبون حمل لقب أمير المؤمنين، نظرًا لكون تولي الحكم بالمغرب يعتمد على نظام البيعة، والتي يقدمها العلماء ووجهاء القبائل لتولية شخص ما أمور المغاربة الدينية والدنيوية. 
هذا وقد قام المغرب بإعطاء لقب أمير المومنين صيغة دستورية منذ أول دستور سنة 1965، بالنص على كون الملك أميرًا للمؤمنين ومشرفًا حصريًّا على الفتوى والشؤون الدينية للمغاربة، حتى أن أحدث دستور للمملكة، لسنة 2011، خصص أول فصل يتحدث عن سلطات الملك الدستورية لشرح وتفصيل دور إمارة المؤمنين (الفصل 41). 
سابع أغنى ملك في العالم أصدرت مجلة فوربس في عددها لسنة 2011 قائمة بأغنى ملوك العالم حل فيها ملك المغرب محمد السادس، الذي لطالما وصف في الإعلام بملك الفقراء، سابعًا بثروة تفوق 2.5 مليار دولار متفوقًا على ثلاثة حكام خليجيين هم على التوالي أمير قطر، وسلطان عمان، وأمير الكويت. 
وقد شكل هذا التصنيف صدمة قوية للكثيرين؛ ذلك لأن شريحة واسعة من المغاربة تقدر بـ9% تعاني الحرمان فيما تضرب البطالة نسبة تقارب 20% من الشباب المغربي، أضف إلى ذلك تصنيف المغرب دولة ذات مؤشر تنمية بشرية متوسط وتحتل المرتبة 129 وراء دول كالجزائر وتونس ومصر. 
المغرب مركز صوفي عالمي   يعتبر المغرب أحد أقوى مراكز الإسلام الصوفي عبر العالم، ذلك أنه كان لفترة من الزمن بمعزل عن الصراعات المذهبية في الشرق العربي فصار بذلك مقصدًا لطلاب التصوف لا سيما من شمال وغرب إفريقيا. 
وتوج ذلك التركيز الصوفي بظهور قطبين من أقطاب الصوفية الأربع بالمغرب، وهما أبو الحسن الشاذلي، وليد الريف المغربي، والسيد البدوي، وليد فاس، هذا وقد عرف تاريخ المغرب حضورًا قويًّا للزوايا يتمثل في مبايعة وعزل الملوك المتعاقبين وتبوء مراكز قيادية في مقاومة الاستعمار الأجنبي في مناطق نفوذها.
سابع أغنى ملك في العالم أصدرت مجلة فوربس في عددها لسنة 2011 قائمة بأغنى ملوك العالم حل فيها ملك المغرب محمد السادس، الذي لطالما وصف في الإعلام بملك الفقراء، سابعًا بثروة تفوق 2.5 مليار دولار متفوقًا على ثلاثة حكام خليجيين هم على التوالي أمير قطر، وسلطان عمان، وأمير الكويت.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى