اخبار إضافيةالأرشيف

واشنطن بوست: وحشية نظام السيسي تعزز وجود الجهاديين بسيناء

وصفت صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية سيناء المصرية بأنها المكان البديل لتنظيم الدولة بعد أن فقد مواقعه في العراق وسوريا، معتبرةً أن شبه جزيرة سيناء باتت أرضاً “خصبة” للجماعات الجهادية.
وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها، الأربعاء 29 نوفمبر، أنه وعلى مدى السنوات الأربع الماضية أدى “القمع الوحشي” لنظام الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى تعزيز وجود تنظيم الدولة في سيناء، الذي يتألف من مقاتلين مصريين وأجانب، ففي يوم الجمعة الماضي شنَّ مسلحون هجوماً على أحد مساجد شمالي سيناء، ما أوقع نحو 300 قتيل وعشرات المصابين.
الهجوم الذي وقع في مسجد الروضة، يشير مجدداً إلى عدم كفاءة أجهزة الأمن المصرية، بحسب الصحيفة؛ فقبل وقوع الهجوم بأسابيع، تعهد أحد قادة التنظيم بشن هجوم على مسجد الروضة الذي يتبع لإحدى الفرق الصوفية، متوعداً باجتثاث “سلالة الصوفية”.
كما أن التنظيم وزَّع قبل أسابيع من الاعتداء منشورات تهدد الصوفيين، إلا أن القوات المصرية التي تنتشر في سيناء وفقاً لحالة الطوارئ المعلنة، لم تتخذ أي إجراءات خلال صلاة الجمعة؛ ما أدى إلى تعرض المسجد للهجوم الذي شنه نحو 30 مسلحاً، يقال إنهم وصلوا إلى المكان بشاحنات صغيرة.
الرد الذي جاء من الرئيس السيسي عقب الهجوم، كان غاضباً، متوعداً بـ”قوة غاشمة” رداً على هذا الهجوم.
وعلى غرار الرئيس دونالد ترامب، هاجمت وزارة الخارجية الأمريكية شبكة “سي إن إن” الإخبارية؛ بسبب تغطيتها الهجوم على مسجد في سيناء، وردَّت الشبكة على هذه الانتقادات بالقول إن السلطات المصرية لا تسمح للصحفيين بالتغطية في سيناء، الأمر الذي يجعل من المستحيل تقديم تقارير مستقلة عن الحرب على تنظيم الدولة.
يقوم الجيش المصري بدوريات عسكرية في سيناء؛ لتعقُّب الجماعات المسلحة، وبدلاً من حماية السكان من هجمات تلك الجماعات، فإنه يلجأ في بعض الأحيان إلى تنفيذ إعدامات سريعة وتدمير عشوائي للحياة المدنية، بالإضافة إلى تعذيب من يعتقلهم.
في القاهرة، العاصمة المصرية، “يستخدم النظام الإرهاب بوصفة ذريعة لممارسة أشد أنواع القمع السياسي في تاريخ مصر الحديث، حيث سجن واعتقل الآلاف من الناشطين السياسيين، من ضمنهم شخصيات علمانية وليبرالية بارزة؛ ما أدى إلى خنق المجتمع المدني وإسكات وسائل الإعلام”، تضيف الصحيفة.
يشير العديد من الخبراء في مصر إلى أن هناك حاجة ماسة لبرامج تنموية بسيناء؛ لإعطاء الأمل للسكان المضطربين.
وكان مسؤولون أمريكيون طالبوا منذ سنوات، بضرورة إعادة توجيه الجيش المصري وتدريبه على مواجهة الإرهاب، إلا أن الرئيس السيسي يصم أذنيه عن تلك النداءات.
منذ عامين، سُجن الباحث المصري إسماعيل الإسكندراني، بعد أن حذر من مخاطر القمع بسيناء، وفي الوقت ذاته فإن النظام يواصل إنفاق مليارات الدولارات على شراء دبابات وطائرات مقاتلة وغواصات وغيرها من العتاد غير التقليدي أو القليل الفائدة في الحرب على تنظيم الدولة.
ورغم أن واشنطن قطعت المساعدات عن مصر بضعة أشهر؛ بسبب انتهاك القاهرة حقوق الإنسان، فإن إدارة الرئيس ترامب من داعمي السيسي وتصفه بأنه “قائد قوي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى