آخر الأخبار

واشنطن لم تردَّ على أنقرة حتى الآن.. تركيا تطلب منظومة باتريوت من أمريكا لمواجهة النظام السوري

طلبت تركيا من الولايات المتحدة نشر بطاريات منظومة باتريوت الدفاعية
على حدودها الجنوبية؛ لمواجهة أي هجمات مستقبلية من قوات النظام السوري المدعومة
من روسيا، وذلك وفقاً لمسؤول تركي كبير في أنقرة، وعقب الكشف مباشرة عن هذا الطلب،
الخميس 20 فبراير/شباط 2020، وقعت موجة من العنف خلَّفت قتيلين من القوات التركية
إلى جانب خمسة جرحى.

تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية قال إن
القتال رفع عدد القتلى من القوات التركية في إدلب، على مدار الأسابيع الثلاثة
الماضية، إلى 15 على الأقل، في ظل سعي قوات النظام  لسحق آخر الجيوب الرئيسية
لمعارضي بشار الأسد.

المسؤول المطلع على السياسة التركية في سوريا قال إنَّ أنقرة قد
تستخدم مقاتلات F-16 لضرب الوحدات الموالية
للأسد بإدلب، في حال نشر صواريخ باتريوت بمحافظة هاتاي على الحدود التركية؛ من أجل
تأمين الحماية لها.

سياق الخبر: يأتي الطلب التركي، في الوقت الذي تستعر فيه الاحداث بالأراضي السورية
بين المعارضة المدعومة من الجانب التركي، وقوات النظام المدعومة روسيّاً من ناحية
أخرى، وقد قال المسؤول إنَّ تركيا لم تتلقَّ بعدُ رداً أمريكياً على الطلب، الذي
نُقِل الأسبوع الماضي، إلى المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، في حين رفضت
السفارة الأمريكية لدى تركيا التعليق، ولم يردَّ المتحدثون باسم البيت الأبيض
ومجلس الأمن القومي الأمريكي فوراً على طلبات من أجل التعليق على المسألة.

صورة أكبر على الأحداث: سبق أن قالت وزارة الدفاع التركية إنَّ
غارة جوية تسببت في قتل وإصابة الضحايا الذين سقطوا الخميس، دون أن تُحمِّل
المسؤولية للطائرات الروسية أو السورية. وقالت نظيرتها بموسكو في بيانٍ، إنَّ
مقاتلات Su-24 الروسية شنَّت غارات لوقف هجوم من جانب
المعارضة السورية المدعومة بالمدفعية التركية.

في حين حذرت إلينا سوبونينا، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط من موسكو،
من أنَّ المواجهة المتصاعدة بين روسيا وتركيا في إدلب تتطور الآن “وفقاً
للسيناريو الأسوأ”.

سوبونينا قالت عبر الهاتف، إنَّ روسيا بتقديمها الدعم الجوي للجيش
السوري قد “أظهرت أنَّها مستعدة للرد بقسوة. وعلى تركيا أن تفهم هذه الرسالة
بصورة صحيحة. وسيكون من الجيد أن يدفع هذا الأطراف نحو التوصل إلى تسوية”.

نظرة إلى موقف أنقرة: من ناحية أخرى، تتجهَّز تركيا هي الأخرى
لمواجهة محتملة مع روسيا. فقد قال مسعود حقي قاسين، الأستاذ بجامعة يدي تبيه في
إسطنبول وعضو مجلس الشؤون الخارجية الذي يسدي المشورة للرئيس رجب طيب أردوغان، في
مقابلة مع تلفزيون TRT التركي: “بإمكان
تركيا إغلاق المضائق ومجالها الجوي أمام روسيا؛ لمنع شحناتها العسكرية المتجهة
لقوات النظام”.

إلى ذلك وفيما تطلب تركيا الآن نشر صواريخ باتريوت التي تُشغِّلها
الولايات المتحدة، فإنَّ الجانبين اختلفا لسنوات على خلفية الطلبات التركية لشراء
الصواريخ. ورفضت إدارة ترامب الموافقة على إبرام صفقة ما لم تتخلص تركيا أولاً من
منظومة دفاع جوي روسية متقدمة اشترتها العام الماضي، وتعتبر واشنطن أنَّها تمثل
تهديداً لقدرات حلف شمال الأطلسي (الناتو).

قال المسؤول إنَّ تركيا لا ترى أنَّ طلب نشر صواريخ باتريوت
–المُقدَّم لحليف بالناتو في وقتٍ عصيب للبلاد- يتطلَّب أي تنازلات من جانبها.

في حين تحاول تركيا وقف تقدُّم قوات الأسد، لأنَّه يهدد مساعي أنقرة
لإقامة منطقة سيطرة في إدلب، وقد يطلق العنان لتدفق ما يُقدَّر بمليوني لاجئ
باتجاه الحدود التركية، وقد قال الرئيس أردوغان الأربعاء، إنَّ جيش بلاده أكمل
الاستعدادات لهجومٍ؛ من أجل حماية مصالحها في سوريا.

عودة قليلاً للوراء: المسؤول قال إنَّ تركيا عازمة على التصدي
للقوات السورية قبل نهاية هذا الشهر، فبراير/شباط، حتى لو كان على حساب توتر
العلاقات مع روسيا في السياحة والتجارة، مضيفاً أنَّ قرابة 40 ألفاً من المعارضة
السورية المدعومة من تركيا، إلى جانب 20 ألفاً من المتطرفين المرتبطين بتنظيم
القاعدة موجودون في إدلب.

في حين أبقت أنقرة وموسكو طوال المواجهة، على قنوات التواصل مفتوحة؛
في محاولة للحفاظ على شراكتهما غير المستقرة في سوريا، حيث تدعمان أطرافاً
متعارضة. لكنَّ موسكو ودمشق لم ترتدعا بتحشيد القوات التركية، ورد الكرملين يوم
الأربعاء، بأنَّ شن عملية عسكرية تركية سيكون “الخيار الأسوأ”.

المواجهة بين الطرفين تهدد  بإحداث صدع في العلاقة بينهما ودفع
تركيا لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة بعد سنوات من التوتر.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى