آخر الأخباركتاب وادباء

وسقط القبقاب في حلة اللبن .! (استراحة فكاهية في زمن الكورونا)

بقلم الإعلامى

مهندس/ محمود صقر

21/04/2020
اعتاد الجيران على المعارك الطريفة بين أبو عبد الله وزوجته أم عبد الله .
أما أطرف تلك المعارك فكانت موقعة “القبقاب” يوم سقط القبقاب في حلة اللبن .!
وقفت أم عبد الله في المطبخ ، أمامها حلة عميقة مستديرة ، ملأتها باللبن (الحليب) ، ووضعتها على البابور وفي يدها مغرفة خشبية للتقليب .
بدأ اللبن يغلي وهي تقلبه ، وتهدئ شعلة النار حتى لا يفور اللبن ، وبينما هي منهمكة ومنشغلة ومتوترة ، في المرحلة الحرجة من إنجاز العمل ، خشية الانشغال فيفور اللبن .
ناداها أبو عبد الله من غرفته .. فلم ترد .. كرر النداء .. ولم ترد .
نهض أبو عبد الله غاضبا ، والتقط القبقاب في رجله مسرعاً ، ومضى يقرقع على البلاط ، ودخل عليها المطبخ صائحاً :
يا ولية أنت انطرشتِ ، بنادي عليك مابترديش …
فار الدم في رأس أم عبد الله كما يفور اللبن في الحلة ، وردت عليه :
وأنت يعني اتعميت مش شايفني مشغولة بغلي اللبن .!
كلمة من أم عبد الله .. وكلمة من أبو عبد الله .
قام أبو عبد الله خالع القبقاب ، وبشجاعة عنترة ، وخفة قُنبُرة خلع القبقاب ، وصوبه بمهارة نحو أم عبد الله .
انتبهت أم عبد الله انتباهة “جورج بوش” لحذاء الصحفي العراقي “منتصر الزيدي”
وبسرعة فائقة ، ومهارة حاذقة ، حركت رأسها ، ومالت بجذعها فتفادت قذيفة أبو عبد الله .
وليتها ما فعلت … !
فقد سقط القبقاب في حلة اللبن …!
تسمر أبو عبد الله في مكانه ، وانعقد لسانه .
وأم عبد الله تصرخ وتولول :
يا ميلة بختك دون النسوان يا أم عبد الله .. يا قلة حظك .. يا خسارة وقفتك في المطبخ …
انفك لسان أبو عبد الله وصاح :
عندك حق يا ولية .. يا ريت القبقاب كان فتح دماغك ولا نَزَل في حلة اللبن .
أم عبد الله عَزّت عليها نفسها .. وقالت له :
إخص عليك يا راجل ، كل اللي همك اللبن؟!


كلمة من أبو عبد الله .. كلمة من أم عبد الله
قامت أم عبد الله منطلقة انطلاقة السهم نحو غرفة النوم ، وبسرعة البرق خطفت لوح من “مُلة” السرير- لوح خشب بونطي سُمك 2 بوصة -، وباغتت أبو عبد الله ، ثم هوت به على أم رأسه .. طاخ .. طاخ ..
هوى أبو عبد الله كما يهوي الطَود ، وسقط كجُلْمود صخرٍ حطه السيل من علِ .
أم عبد الله أصابها الهلع .. انحنت عند رأسه وقالت :
إيه يا راجل .. إصحى يا راجل .. فداك حلة اللبن ..
أبو عبد الله فقد الوعي وطالت غيبوبته ، فتحت أم عبد الله باب الشقة ، ووقفت تولول :
الحقوني يا ناس ، يا أم عبده .. يا أم مشمش .. يا أم محمود ..
لبى الجيران نداء الواجب .. وأسرعوا نحو أرض المعركة .. هذا يكسر بصلة ويقربها من أنف أبو عبد الله ، ذاك يملأ سطلاً من الماء يصبه على رأسه .
أفاق أبو عبد الله .. وَجد أم عبد الله عند رأسه ..
نظر إليها بمسكنة وقال :
ليه كده يا ولية ، كل ده عشان حلة اللبن .؟!
فردت أم عبد الله :
فداك يا أبو عبد الله ميت حلة لبن …
ده أنا عايشة من خيرك … ولا أقدر أعيش من غيرك ..!!
وبخجل وغنج ودلال ، أشاح أبو عبد الله برأسه ، وألصق خده بالبلاط ..
فغمزته أم عبد الله وقالت :
خلاص بقه يا راجل … ده أنت طول عمرك قلبك أبيض مثل اللبن …
الجيران :
خلاص بقى يا أبو عبد الله المهم أن أنت بخير .. قوم من الأرض وشد حيلك .. أهي ضربة وعدت بسلام .
لكن …
إوعى تزَّعَل أم عبد الله تاني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى