آخر الأخباركتاب وادباء

وفاة أبو الهول والشعب ‘المهان’

بقلم الإعلامى والباحث السياسى

أحمد شكرى

عضو مؤسس فى منظمة “إعلاميون حول العالم”

باريس – فرنسا

٢٥ فبراير ٢٠٢٠ (بمستشفى عسكري بورجوازي) صعدت روح طاغية مصر وحاكمها قرابة ثلاثين عام إلى بارئها ؛ بعد أن حاول العسكر علاجه وإنقاذه كما حاول حمايته وتبرئته من الشعب ومن جرائمه عبر تربعه واستبداده بحكم هزيل رجعي ومشين منذ عام ألف وتسعمائة وواحد وثمانين وحتى عام الفين وإحدى عشر ؛ والذي صادف فيه هبة الشعب المصري والإطاحة “الصورية ” به في الخامس والعشرين من يناير …

اشتعلت الشبكات الاجتماعية مع موت مبارك مابين متشفين الغليل في موته ومتذكرين الراحل مرسي ممثل ونتاج ثورتهم ، ومابين مترددين لذكره بسوء حيث انه مات وحسابه عند ربه .. ثم بمن يمجدون حاكمهم حتى يفنى وتفنى البلاد والعباد وكل شئ معه .. وهذا ديدن شعوبنا العربية خاصة ؛ ان لم نقل الشعوب عامة ..

ولو تحدثنا عن الفئة التي ثارت ضد ظلمه وقهره وجهله وجرمه في إغراق مصر وضياعها ؛ فهم لم ينسون طغيانه وعدم آدميته ، وقد آلمهم كثيرا أن يرونه حيا يكرم ويحترم بل يدافع عنه ويبرأ من مظالمه وتعدياته على أدنى حقوق الشعب والمواطن ؛ بل ومن القتل والخيانة والعمالة .. ثم يزيد جراحاتهم رؤيته مكرما بعد مماته بتشييع جنازة عسكرية ضخمة له ؛ في حين أن الرئيس الذي جاء عقب خلعه لتصحيح مساره الخاطئ الجاني حرم من أدنى مراسم التشييع ودفن دون أن يراه الشعب الذي اختاره بعد ثورتهم ليكون لهم رمزا للعزة بعد الذل وللفخر بعد الهوان ..

وزاد في تعميق الجراح لما رأى الشعب أشباه آدميين يحاولون أن يمدوا في عمر الطالح في حين أنهم سجنوا وشردوا وعذبوا بل وقتلوا الصالح الشريف الذي جاء بصفحة جديدة لمصر ليخلصها من عصر أسود في حكمه ودموي في انقلابه وخرقه للحقوق والكرامة والحريات ..

لم ينسى شعب مصر عصر مبارك وقد أتى موته ليذكرهم أكثر وأكثر بشهيدهم مرسي المفترى عليه لكي يترحم عليه ويدعوا له بدلا من الترحم والدعاء لمن كان عدوا له ولعدالته الاجتماعية بل وللقمة عيشه ..

ولقد كشف موت الرئيس المخلوع مبارك وأكد بما ليس فيه أدنى شك للعالم ولكل عاقل حقيقة نظام الشرزمة التي تحكم جيش مصر وشرطة وبوليس مصر وقضاء مصر ، وتريد الهيمنة على كل مفاصل الدولة واقتصادها ، والقضاء بكل الوسائل على حرية المواطن وحقه في العيش كإنسان له حقوق وعليه واجبات..

أثبت نظام العسكر الدموي المنقلب وأكد متمثلا في ابن الطاغية مبارك وفي إبن النظام الفاسد المتكبر أنه ومنذ انقلابه على الحرية والكرامة أن مصر لازالت في انحضار وفي تراجع مشين ومهين ، معز فيها أهل الفساد والباطل ، ومذل فيها أهل الحق والصلاح .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى