الأرشيفتقارير وملفات

هل حركة النهضة نموذج ُيحتذي به؟ّ!

بقلم الكاتب والباحث السياسى

الكاتب شوقي محمزد

شوقي محمود

فينا – النمسا

 الخميس 14 يوليو 2016

وقفات مع حوار أبو العلا ماضي “الجزء الأول”

أشاد البعض بمرونة حركة النهضة التونسية، واعتبروا تحالف النهضة مع رموز العهد البائد كان حماية للثورة التونسية من انقلاب عسكري مثلما حدث في مصر!! كما أشاد هؤلاء بقرار النهضة بفصل العمل الدعوي عن نشاطها السياسي!! وفي حواره مع صحيفة “العربي الجديد” اللندنية (في 5 يونيه 2016) طالب المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط، جماعة الإخوان المسلمين بمصر بالاكتفاء بالعمل الدعوي والابتعاد عن العمل السياسي لأنهم فشلوا في ذلك فشلاً ذريعاً، ويري في حركة النهضة بتونس المثل والقدوة الذي يجب الاحتذاء به، لأنها فصلت العمل الدعوي عن نشاطها السياسي!!

الوسط

 نقاط أولية وبداية أود التأكيد علي النقاط التالية: –

 إن الإسلام دين شامل عقيدة وعبادة، وشريعة تنظم حياة الفرد والأسرة، كما تضبط الشريعة شئون الدولة الاقتصادية والعلاقات السياسية وشئون الحرب والسلام. 

عرب

الحكام العرب ومن سار علي دربهم من العلمانيين حصروا الإسلام في عبادات بين الفرد وربه، ورفعوا شعار “لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة“!! وأن الإسلام مكانه فقط المسجد، حتي داخل المسجد حاصروه وقيدوه!! – الديمقراطية لا تعطي الحق لأي شخص الوصاية علي خصومه فيحدد لهم ما يجب وما لا يجب فعله. – الأحزاب اليمينية في الغرب ( مثل الحزب الجمهوري بأمريكا والاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي بألمانيا) تلتزم بتوجهات وعقائد الكنيسة في سن القوانين مثل منع إباحة الإجهاض ومنع تشريع زواج المثليين (الشاذين جنسيا)!!

 وفي فرنسا وبلجيكا وألمانيا وسويسرا صدرت قوانين بمنع المسلمات المحجبات من العمل في المدارس والدوائر الحكومية باعتبار أن الحجاب رمز ديني يناقض العلمانية، في حين استثنت هذه القوانين الصلبان والقلنسوة اليهودية وعمامة الهنود السيخ من الحظر!! – الأحزاب في الغرب لا يقتصر نشاطها علي المجال السياسي، بل يمتد إلي النقابات والاتحادات الطلابية. كما يتبع هذه الأحزاب الكثير من الجمعيات ومنها جمعيات دينية تهتم بإنشاء المدارس الخاصة ويتم فيها تدريس الدين المسيحي أو اليهودي كمادة إلزامية. – تلعب الأحزاب الدينية اليهودية في إسرائيل دورا محوريا في السياسة الإسرائيلية، وهذه الأحزاب تجمع بين النشاط الديني والسياسي، فيمكن أن يتقلد حاخام منصب وزير الداخلية أو العدل وليس فقط الشئون الدينية!

احزاب

 

 صور من ممارسة الإخوان للسياسة علي مدار أجيال عديدة – مشاركة الإخوان في حرب 48 في فلسطين. – الصدام مع عبد الناصر عامي 1954 و1965 كان علي خلفية سياسية. – استغلال الهامش المحدود للحريات في عهدي السادات ومبارك بالمشاركة في انتخابات مجلس الشعب، ودعم مطالب العمال، والمشاركة في الاحتجاجات السلمية مع حركة كفاية ومناصرة قضاة الاستقلال، كل هذه التحركات جعلت المعارضة السياسية السلمية في مصر حية وفعالة، رغم البطش الأمني والمحاكمات العسكرية لكوادر الجماعة.

معركة الجمل

المشاركة في انتخابات النقابات قبل ثورة 25 يناير. – الدور الفعال للإخوان في ثورة 25 يناير كان له الفضل – بعد الله سبحانه وتعالي – في نجاح الثورة.

– بعد الثورة اكتسح الإخوان انتخابات معظم النقابات والاتحادات الطلابية. الأحزاب الإسلامية ونجاح باهر في انتخابات برلمان الثورة في أول انتخابات برلمانية حرة ونزيهة في تاريخ مصر – بعد ثورة 25 يناير– حققت الأحزاب الإسلامية (التي تجمع بين العمل الدعوي والسياسي) نتائج مبهرة. فقد استطاع حزب الحرية والعدالة – المنبثق عن جماعة الإخوان- حصد 235 مقعد بنسبة 47.2% من إجمالي مقاعد مجلس الشعب. كما حصلت قائمة التحالف السلفي علي 121 مقعد بنسبة 24%. وضم التحالف حزب النور المنبثق عن الدعوة السلفية، وحزب البناء والتنمية المنبثق عن الجماعة الإسلامية، وحزب الأصالة المنبثق عن الجبهة السلفية. أما حزب الوفد الذي تأسس منذ حوالي مائة عام فقد حصل علي 38 مقعد فقط أي بنسبة 8%!! وحزب الإصلاح والتنمية (الذي أسسه ابن شقيق الرئيس الأسبق أنور السادات) فقد حصل على 8 مقاعد. في حين نال “تحالف الكتلة المصرية” (الممول من الملياردير القبطي نجيب ساويرس) على 34 مقعدا أي بنسبة أقل من 7%!! وضمت الكتلة أحزاب المصريون الأحرار، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والتجمع. وحصلت قائمة “الثورة مستمرة” على 7 مقاعد، وضمت عددا من الائتلافات الشبابية!!

حزب الوسط فشل سياسيا رغم انفصاله دعويا!! كشف رئيس حزب الوسط في حواره مع صحيفة “العربي الجديد” أن سبب انشقاقه عن جماعة الإخوان عام 1996، كان بسبب مطالبته الجماعة بفصل العمل الدعوي عن السياسي، وقال نصاً:” أما نحن فتمردنا على جماعة الإخوان لأننا طالبنا بحزب سياسي فقط“. هكذا كانت رؤية أبو العلا ماضي، وأسس حزب الوسط بناء علي هذه الرؤية، أي أنه حزب سياسي فقط، ومع ذلك فشل الحزب فشلا ذريعا في أول انتخابات برلمانية بعد الثورة، حيث لم يحصل إلا على 10مقاعد فقط بنظام القائمة، فيما فشل جميع مرشحي الحزب علي المقاعد الفردية، بما فيهم رئيس الحزب أبو العلا ماضي الذي ترشح في مسقط رأسه بدائرة مركز المنيا!!

انتظرونا فى الجزء الثانى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى