آخر الأخبار

«يتعرضون لخيانة قاسية».. 60 مترجماً عراقياً يطالبون أستراليا التي تعاونوا مع جيشها بتأشيرات خروج من بغداد

قال رئيس الوزراء الأسترالي السابق كيفن رود إنه ينبغي إعطاء المترجمين العراقيين الذين عرَّضوا حياتهم للخطر بسبب عملهم لدى قوات الدفاع الملكية الأسترالية، تأشيرات لدخول أستراليا، لأن هذا «هو الشيء الصحيح الذي يتعيّن فعله».

وتأتي تعليقات رود في أعقاب تقارير نشرتها Guardian Australia، التي أفادت بأن هناك نحو 60 مترجماً، ممن تعاونوا مع الجيش الأسترالي في حربه ضد تنظيم  «الدولة الإسلامية» (داعش)، قالوا إنهم ممنوعون من التقدّم للحصول على تأشيرات من أجل الانتقال للعيش في أستراليا.

وفق صحيفة The Guardian البريطانية، قال المترجمون إنهم لا يريدون أية معاملة خاصة، بل يريدون فحسب أن يُسمح لهم بالتقدُّم للحصول على تأشيرات لدخول البلاد سريعاً ومن دون الاضطرار إلى السفر للخارج لإتمام هذا الإجراء، وقالوا إن عملهم لدى قوات الدفاع الملكية الأسترالية قد عرّضهم للمخاطر في خضمّ تدهور الوضع الأمني بالعراق، وذكروا أيضاً أن الذين عمِلوا مع القوات الأجنبية معرَّضون للاستهداف من الميليشيات الشيعية.

وقال رود: «في أثناء تولّي حكومتنا زمام الأمور، قررنا منح أي مدني عراقي، ممن عملوا مباشرة مع قوات الدفاع الملكية الأسترالية كمساعدين بالمهام العسكرية أو كمترجمين، تأشيرة من أجل الهجرة إلى أستراليا».

وأضاف قائلاً: «أعارض الحرب، التي اندلعت في ظل ولاية رئيس الوزراء السابق جون هوارد، معارضة كلية، ولم أكن أرغب قطّ في رؤية أي تعسُّف بحق هؤلاء المدنيين بعد انسحاب قواتنا. أردنا تجنُّب تكرار ما جرى بفيتنام في أعقاب أحداث عام 1975. وكان هذا هو الشيء السليم الذين يتعيّن فعله. فإن هذا يتناقض تناقضاً صارخاً مع موقف حكومتنا».

عام 2008، تبنَّت حكومة حزب العمال التي أعقبت ولاية حكومة رود سياسة جديدة لتأشيرات السفر، يُتاح بموجبها لـ600 فرد، من «الذين تعاونوا مع القوات من داخل بلادهم»، هم وعائلاتهم، والمعرَّضون للخطر بسبب تعاونهم مع الحكومة الأسترالية، الانتقال للعيش في أستراليا كوافدين، لأسباب إنسانية.

رغم أن هذا التشريع ما زال يسمح للمترجمين ومن تعاونوا من داخل بلادهم مع الحكومة الأسترالية بالتقدّم للحصول على تأشيرة دخول البلاد، قال عشرات المترجمين للنسخة الأسترالية من صحيفة   Guardian Australia، إن هذا مُستحيل من الناحية العملية.

السفارة الأسترالية في مدينة بغداد لا تقبل أي طلبات للحصول على تأشيرات للسفر، وقال بعض المترجمين إنهم قد طُلِب منهم السفر حتماً بأنفسهم إلى الأردن أو لبنان، من أجل التقديم للحصول على التأشيرة، وهو ما يعرّضهم لأخطار جسدية، ويكبّدهم هم وعائلاتهم عبئاً مادياً.

وقيل للبعض إن بإمكانهم التقديم للحصول على تأشيرة السفر عن بُعد، ولكنهم أفادوا في حديثهم مع الصحيفة، بأن التكلفة تعجيزية، إذ تبلغ آلاف الدولارات.

وفي عريضة أرسلوها إلى وزير الدفاع ووزراء آخرين بالحكومة الأسترالية، طلب المترجمون أن يُسمح لهم بالتقدّم للحصول على تأشيرة السفر إلى أستراليا في سفارة البلاد الكائنة بالعاصمة العراقية بغداد.

وقالوا: «لا نسعى للحصول على أي امتيازات خاصة أو تسريع لوتيرة الأمور على نحو غير معتاد، بل فرصة عادلة للتقدُّم بطلبات الحصول على تأشيرات السفر من داخل البلاد، وأن تجد قضيتنا آذاناً مصغية وتُؤخذ في الاعتبار».

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأسترالية، إن المترجمين يمكنهم التقدّم للحصول على تأشيرات السفر إذا تيقّن أحد الوزراء بالحكومة من أنهم «معرّضون لخطرٍ هائل نتيجةً لعملهم أو دعمهم لمهام القوات الأسترالية».

وأضاف أنه «ما إن تأكَّدت حجة أهليتهم، سيتمكنون من التقدم للحصول على تأشيرة دخول بوصفهم وافدين، لأسباب إنسانية. وتؤخذ كل استمارة بعين الاعتبار تبعاً لجدارتها وبناءً على المعلومات الحالية والشاملة عن الأوضاع في بلدان هؤلاء المتقدّمين».

ويواصل الوضع الأمني في العراق التدهور والانحدار، لا سيّما مع مواجهة الأمن جموع المُحتجّين مؤخّراً بالعنف.

فقد لقي ما لا يقل عن 400 شخص حتفهم منذ خروج المحتجّين إلى الشوارع في مطلع أكتوبر/تشرين الأول، للتنديد بالفساد والبطالة وتردّي الخدمات العامة، والنفوذ الإيراني الواسع على مجريات السياسة في بلادهم.

وقال أندرو ويلكي، وهو نائب مستقل بالبرلمان الأسترالي وضابط سابق بالجيش، في حديث أجراه مع Guardian Australia، إنه أمر «يثير الغضب ألا يحصل العراقيون الذين تعاونوا مع القوات الأسترالية في العراق على تأشيرة تمكّنهم من الانتقال إلى أستراليا، وبدلاً من ذلك التخلي عنهم وهم في أمسّ الحاجة».

وأضاف قائلاً: «لقد اعتمدت القوات الأسترالية اعتماداً جمّاً على مساعدات العراقيين، وحين تُرفَض تأشيرات هؤلاء لدخول البلاد فهذه خيانة قاسية. أي شخص راشد سيتفهّم بسهولة أن هؤلاء العراقيين وعائلاتهم يواجهون أخطاراً مميتة طيلة حياتهم، نتيجةً لصلتهم ذات يوم بالقوات الأسترالية، ومن الخسيس ألا تُعطى الحماية لهؤلاء».

كان جاسون سكينز أحد الذين عانوا في هذا السياق، إذ خاض الضابط السابق بالجيش الأسترالي معركة استمرت ست سنوات، من أجل الحصول على تأشيرة لدخول البلاد، نتيجة مساهمته كمترجم شفاهي للقوات في أفغانستان، وأسس سكينز منظّمة Forsaken Fighters Australia الخيرية، لمساعدة الجنود المساعدين السابقين والأشخاص الأساسيين في المهمّات؛ لا سيما المترجمين، الذين دعموا القوات الأسترالية ويطلبون الحماية.

وقال سكينز إن أستراليا تحمل على عاتقها «التزاماً أخلاقياً» تجاه أولئك الأفراد الذين كانوا عرضة للخطر البالغ نظير مساعدتهم لمهام الجيش الأسترالي في الخارج. وقال إن الجنود يخلقون روابط وطيدة مع أولئك الذين يخدمون إلى جوارهم بالصراعات.

وقال: «إذا استعدت زمن خدمتي في أفغانستان، فسأقول (إننا) كوَّنا روابط وثيقة مع المترجمين المكلفين مرافقتنا في المهام الموكلة إليهم منذ اليوم الأول، وكانوا يعيشون بقواعدنا العسكرية ويرتدون زي قتالنا الموحّد، وكنّا مسؤولين عن بعضنا البعض. هؤلاء المترجمون هم رفاقنا في الجيش، وبالتأكيد في أستراليا، إنك تفعل كل ما بوسعك لزميلك».

وأضاف: «هم أشخاص، ليسوا مُعِدّات نتخلّص منها حين ننتهي من أمر استخدامها». 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى