آخر الأخبار

“يعرف كيف يدمر شركة”.. خطة حملة دونالد ترامب لتخريب الخدمة البريدية و”سرقة الانتخابات”

كشف تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، الثلاثاء 18 أغسطس/آب 2020، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حظر التمويل الذي تشتد حاجة الخدمة البريدية إليه لمساعدتها في التغلب على ضغوط فيروس كورونا، في محاولة واضحة لإعاقة قدرة الناس على التصويت عبر البريد.

إذ طالب الديمقراطيون في مجلس النواب بمنح هيئة البريد 25 مليار دولار في إطار حزمة إغاثة فيروس كورونا بقيمة 3 تريليونات دولار. 

كان من المقرر أن تشمل هذه الحزمة أيضاً 3.6 مليار دولار لتمويل الانتخابات لمساعدة الولايات المتحدة على تلبية متطلبات إجراء التصويت أثناء الجائحة. لكن البيت الأبيض رفض هذا المقترح، متعللاً بمزاعم ترامب المضللة بأن منح التمويل سيؤدي إلى التزوير.

إضعاف شركة البريد: لكن مشكلة التمويل ليست سوى جزء من حملة أشمل لتعطيل الخدمة البريدية، التي يعتمد عليها الملايين في توصيل الأدوية وشيكات الرواتب والفواتير. والتغييرات الكبيرة في الطريقة التي تعمل بها الخدمة البريدية بالتوازي مع هجوم ترامب عليها تثير قلق خبراء الانتخابات.

فقد خُطِّط لبعض هذه التغييرات منذ أشهر، لكن الرئيس الجديد لهيئة البريد، لويس ديجوي -أحد المانحين الرئيسيين لترامب- نفذ المزيد من التغييرات التي أضعفت بشكل كبير قدرة عمال البريد على تسليم البريد في الوقت المحدد.

كما نُفذت العديد من هذه التغييرات تحت ستار خفض التكاليف والكفاءة. ومنذ تعيينه، منعت هيئة البريد الموظفين من العمل لساعات إضافية لتسليم البريد. كما تسارعت وتيرة إزالة صناديق البريد وماكينات فرز البريد. وتشهد بعض مكاتب البريد تخفيضاً في عدد ساعات العمل وترك البريد دون تسليمه.

غير أن ديجوي أكد أن هذه التغييرات ضرورية لأن هيئة البريد الأمريكية شهدت تراجعاً حاداً في الإيرادات بسبب فيروس كورونا، بلغ 2.2 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الماضية. 

أثرت تغييرات مماثلة على تسليم البريد في أنحاء البلاد، ومن ذلك في العديد من الولايات المتأرجحة التي بإمكانها حسم نتيجة الانتخابات. وفي المنطقة التي يمثلها نيك كاسيللي، أحد رؤساء اتحاد العاملين في البريد، في فيلادلفيا، أزيلت خمس ماكينات لفرز البريد.

يقول نيك: “هذه الماكينات تفرز أكثر من 100 ألف مادة بريدية يومياً. وحين تستمر في إزالة الماكينات، سيحدث ما يسمى بتأثير الدومينو. فقلة الماكينات ستؤدي إلى تراجع تسليم البريد”. وأضاف: “ترامب ليس غبياً. إنه يعرف كيف يدمر شركة”.

المشكل سيتفاقم في الانتخابات: ربما تتفاقم المشكلة بدرجة أكبر بكثير عندما تبدأ عملية الاقتراع. فبسبب الجائحة، سيصوت أمريكيون كثر عن طريق البريد في هذه الانتخابات بدرجة لم يسبق لها مثيل.

إذ توصل تحليل أجرته صحيفة The New York Times إلى أن ما لا يقل عن ثلاثة أرباع الناخبين سيكونون مؤهلين للتصويت بالبريد، وهو ما يقول الخبراء إنه قد يصل إلى حوالي 80 مليون بطاقة اقتراع تستقبلها مكاتب البريد.

بالمقارنة مع الضغط الذي تشهده خدمة البريد في يوم عيد الميلاد، حين تتعامل مع حوالي 500 مليون مادة بريدية كل يوم، قد لا يبدو هذا الرقم كبيراً. لكن تضافر صعوبات التمويل مع خفض أعداد الماكينات والتغييرات في مكان العمل التي أدخلها ديجوي يعني أن قدرة عمال البريد على تسليم بطاقات الاقتراع في الوقت المحدد مهددة.

يوجد ما يثبت أيضاً أن عدد الديمقراطيين الذي ينوون التصويت بالبريد أعلى من الجمهوريين. فوفقاً لاستطلاع أجرته صحيفة Wall Street Journal وشبكة NBC News الذي نُشر هذا الأسبوع، يخطط حوالي 47% من الناخبين الذين يدعمون بايدن للتصويت عبر البريد، مقارنة بـ11% من ناخبي ترامب.

“مخاوف بالغة”: غير أن الإجراءات التي اتخذها ديجوي أثارت حفيظة الديمقراطيين. وجاء في خطاب كتبته رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وكارولين مالوني، العضوة في الكونغرس ورئيسة لجنة الرقابة والإصلاح، ووقعه 192 عضواً ديمقراطياً في مجلس النواب، أن التغييرات التي نفذها تثير “مخاوف بالغة”.

قالت كارولين، التي تمثل مقاطعة في نيويورك، لصحيفة The Independent: “التغييرات الجذرية التي أجراها ديجوي أثناء الجائحة وقبل أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية التي سيدلي فيها عشرات الملايين بأصواتهم عن طريق البريد، غير مسؤولة بالمرة”.

بينما أحجم الخطاب عن اتهام ديجوي بأنه جزء من خطة إدارة ترامب لتقويض الانتخابات، لم يفعل آخرون ذلك. 

إذ قال إريك سوالويل، العضو الديمقراطي في الكونغرس: “أعتقد أن الرئيس عين شخصاً موجهاً لتدمير خدمة البريد، وإخضاعها”. وأضاف: “وأسوأ ما في ذلك أنه يفعله خلال الجائحة في الوقت الذي يحاول فيه الناس أن يكونوا مواطنين صالحين وألا يغادروا المنزل. وفي الوقت الذي هم في أمس الحاجة إلى خدمة البريد، يمنعهم من أداء واجبهم”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى