لايف ستايل

يمنع جهاز المناعة من بناء قواته ويضر القلب.. تعرَّف على الحرمان المُزمن من النوم

فقدان القدرة على النوم ليس سهلاً جسدياً أو نفسياً، ويمكن أن تؤدي
الديون المُتراكمة من النوم إلى عرقلة جميع جوانب الحياة. الحرمان المُزمن من
النوم حالة طبية تهدد الإنسان نفسياً وصحياً، بل وحتى علاقاته مع الآخرين.

يحتاج الجسم إلى النوم، تماماً كما يحتاج إلى الهواء والغذاء، حتى
يعمل بكفاءة جيدة.

أثناء النوم يشفي الجسم نفسه ويستعيد توازنه الكيميائي، فيكوّن العقل
روابط جديدة ويساعد في تعزيز الذاكرة.

ومن دون نوم كافٍ، لن تعمل أجهزة الدماغ والجسم بشكل طبيعي، ويمكن أن
يُقلل هذا النقص من جودة الحياة.

بل وجدت مراجعة نُشرت عام
2010، أنَّ النوم القليل في الليل يُزيد من خطر الوفاة المبكرة.

 لكن لا داعي للقلق، فهناك خطوات يمكنك اتخاذها للتغلب على
الحرمان المُزمن من النوم.

يُشير الحرمان المُزمن من النوم إلى حالة عدم كفاية النوم أو الشعور بالأرق، والتي تمتد لفترة زمنية طويلة، ويمكن أن يختلف الحرمان المُزمن من النوم وفقاً لدرجة شدته.

قد يكون الحرمان المُزمن من النوم أيضاً أساسياً أو ثانوياً، أي إما
مشكلة بحد ذاته، أو أنه نتيجة مشاكل طبية أخرى.

من علاماته: الاستيقاظ من النوم دون الشعور باليقظة والانتعاش، نقص الطاقة وعدم القدرة على إنجاز المهام اليومية، الشعور بالنعاس خلال ساعات النهار، وجود دوائر مُظلمة تحت العينين، مواجهة صعوبة في التركيز، العصبية وسرعة الانفعال، التثاؤب باستمرار، خوف من النوم أثناء القيادة، أو عدم القدرة في بعض الأحيان على إبقاء العينين مفتوحتين.

هناك العديد من الأسباب المحتملة، لذلك قد يختلف سبب حدوث الحرمان المُزمن من النوم من شخص لآخر، فيما يلي بعض الأسباب الشائعة:

1- ضغوط الحياة مثل المُشكلات الزوجية أو الأزمات المالية.

2- ظروف العمل والتعرض للإرهاق.

3- بعض الحالات الطبية.

4- اضطرابات النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم والأرق.

5- مشاكل الصحة العقلية مثل الاضطراب الثنائي القطب والاكتئاب والقلق.

6- تناول الكافيين قبل النوم بقليل.

7- استخدام الشاشات.

8- الإحباط أو القلق من عدم القدرة على النوم.

يمكن للحرمان المُزمن من النوم أن يتداخل مع النظم الداخلية لجسمك،
ويُسبب أكثر من مجرد العلامات والأعراض الأولية السابق ذكرها، ومن هذه التأثيرات:

النظام العصبي المركزي هو طريق المعلومات للمرور السريع في الجسم،
والنوم ضروري للحفاظ على سير العمل بشكل صحيح، ولكن الأرق المزمن يمكن أن يعرقل
إرسال الجسم للمعلومات عادة.

قد جد المرء أيضاً صعوبة في التركيز أو التعلم أو الذاكرة، وقد تتأخر
أيضاً الإشارات التي يُرسلها الجسم، مما يقلل من سرعة الاستجابة ويُزيد من خطر
وقوع الحوادث.

الحرمان من النوم يؤثر أيضاً سلباً على القدرات العقلية والحالة
العاطفية، قد تشعر بنفاد الصبر أو تتعرض للتقلبات المزاجية الحادة.

إذا استمرّ الحرمان من النوم لفترة طويلة، تبدأ الهلوسة، وهي رؤية أو
سماع أشياء غير موجودة حقيقة.

يمكن أن تؤدي قلة النوم أيضاً إلى بعض المُشكلات النفسية الأخرى، مثل: القلق، الاكتئاب، جنون العظمة، أفكار انتحارية.

أثناء النوم ينتج الجهاز المناعي مواد وقائية مضادة للعدوى مثل
السيتوكينات، وتُستخدم هذه المواد لمكافحة البكتيريا والفيروسات، فالنوم الجيد
يمنح نظام المناعة لديك مزيداً من الطاقة للدفاع عن جسمك ضد المرض.

الحرمان من النوم يمنع جهاز المناعة من بناء قواته.

3- التأثير على الجهاز التنفسي

العلاقة بين النوم والجهاز التنفسي تسير في اتجاهين، فكل منهما يؤثر
على الآخر، فيمكن أن يؤدي اضطراب التنفس الليلي الذي يسمى توقف التنفس أثناء النوم
الانسدادي (OSA) إلى قطع النوم وتقليل
جودته.

ويجعلك استيقاظك طوال الليل أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي
مثل نزلات البرد والإنفلونزا، والحرمان من النوم يجعل أمراض الجهاز التنفسي أسوأ
مما هي عليه.

إلى جانب تناول الكثير من الطعام وعدم ممارسة التمارين الرياضية،
يُعدّ الحرمان من النوم من عوامل الخطر الأساسية الأخرى لزيادة الوزن وحدوث السمنة.

إذ يؤثر النوم على مستويات الهرمونات التي تتحكم في مشاعر الجوع
والامتلاء.

يؤثر النوم على العمليات التي تحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية،
بما في ذلك نسبة السكر في الدم وضغط الدم ومستويات الالتهاب، كما أنه يلعب دوراً
حيوياً في قدرة الجسم على شفاء وإصلاح الأوعية الدموية والقلب.

عادةً ما ينطوي علاج الحرمان المُزمن من النوم على معالجة السبب أو
الأسباب الكامنة التي تُسبب حدوثه، وقد يشمل العلاج: العلاج المعرفي السلوكي، أو
العلاج الطبي إذا لزم الأمر.

إن أحد أهم أشكال علاج الحرمان من النوم هي الحصول على المزيد من
النوم، لكن غالباً ما يكون هذا القول أسهل من القيام به، خاصةً إذا كنت محروماً من
النوم لعدة أسابيع أو أكثر.

إذا وصلت لهذه المرحلة فقد تحتاج إلى مساعدة من طبيبك أو أخصائي نوم
يمكنه تشخيص وعلاج اضطراب النوم المحتمل.

إذا تم تشخيصك باضطراب النوم  فقد ينصح الطبيب بدواء أو جهاز
إبقاء مجرى الهواء مفتوحاً في الليل، في حالة توقف التنفس أثناء النوم.

1- الحدّ من غفوة النهار أو تجنبها تماماً.

2- تجنب الكافيين والكحول والنيكوتين، خاصة في الساعات القريبة من
وقت النوم.

3- الذهاب إلى السرير في نفس الوقت كل ليلة.

4- الاستيقاظ في نفس الوقت كل صباح.

5- الالتزام بجدول مُحدد للنوم حتى خلال عطلات نهاية الأسبوع
والأعياد.

6- قضاء ساعة قبل النوم في أنشطة الاسترخاء، مثل القراءة أو التأمل
أو حمام دافئ.

7- تجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم بساعتين.

8- الامتناع عن استخدام الأجهزة الإلكترونية مباشرة قبل النوم.

9- مُمارسة التمارين الرياضية بانتظام، ولكن لا تمارس تمارين قوية
بالقرب من وقت النوم لأنها ستساعد على إبقائك نشيطاً ومُتيقظاً.

10- حافظ على غرفة النوم مُظلمة وباردة بدرجة كافية لتكون مريحة
للنوم.

11- جرّب تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق أو الاسترخاء
التدريجي للعضلات.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى