لايف ستايل

3 أسابيع في الجحيم: كيف أُصبت بفيروس كورونا، وكيف شُفيت منه تماماً؟

في 17 يناير/كانون الثاني، بدأتُ أشعر
بألم في عضلاتي في كل مكان. وكنت أعاني من حمى خفيفة، لكنها لم تكن قوية بما يكفي
لأنتبه لحالتي. بالعودة إلى الوراء، وجدت الأمر مخيفاً بعض الشيء لأن منزلي ومدرسة
اللغات التي أدرس فيها اللغة اليابانية تقع ضمن دائرة نصف قطرها 5 كيلومترات من
سوق ووهان للمأكولات البحرية (حيث يُعتقد أن الفيروس قد نشأ).

لعلاج ألم العضلات تناولت بعض أقراص البرد
لأنني اعتقدت أنني أعاني من نزلة برد طبيعية. وبعد أن فكرت في احتمالية إصابتي
بالفيروس، اعتقدت أنني ربما فوَّتُّ أفضل وقت للعلاج، بعد أن فشلت في احتواء
الفيروس بالعقاقير المضادة للفيروسات في مراحله المبكرة.

ليس لديّ أي فكرة عن كيفية إصابتي
بالفيروس. أنا دائماً آكل في مطعم صيني على غرار مطاعم هونغ كونغ أسفل مدرستي. لم
أكن أتجول كثيراً في ذلك الوقت لأن الجو كان شديدة البرودة، وبما أنني أصبح متعباً
بعد الدروس، كنت دائماً أعود إلى المنزل. بمجرد بدء الفصل الدراسي، بقيت مع والدي
وليس في مسكني. بدأت أرتدي قناعاً بعد بضعة أيام عندما رأيت الجميع من حولي يرتدون
أقنعة.

بحلول 21 يناير/كانون الثاني 2020، كنت لا
أزل أشعر بألم في كل مكان في جسدي، لذلك اتصلت بوالدي. لقد شعر والدي بأن هناك
شيئاً ما خطأ في حالتي وحثني على العودة إلى المنزل على الفور. في ذلك المساء، قست
درجة حرارة جسدي ووجدت حمى خفيفة. قالت أمي إنه إذا لم تنخفض درجة حرارتي في وقت
لاحق من تلك الليلة فسنذهب إلى المستشفى. في الساعة 11 مساءً في تلك الليلة لم
تختفِ الحمى، فذهبت إلى مستشفى تونغجى.

لدى وصولي رأيت المستشفى غارقاً بالفعل
بالمرضى. عندما رأيت الأطباء يرتدون بدلاتهم الخطرة في الحياة الحقيقية لأول مرة،
وهو شيء لم أره سوى في أفلام وثائقية عن وباء سارس، أدركت أن شيئاً سيئاً كان
يحدث.

لم أندهش أو أخف عندما رأيت أناساً كثيرين
في المستشفى لأنه واحداً من أفضل المستشفيات في ووهان، وهو دائماً مزدحم جداً.
بسبب الحشود الهائلة، قررت الذهاب إلى مستشفى ووهان الرئوي بدلاً من ذلك، وقد ثبت
أن هذا هو القرار الصحيح.

لم يكن هناك أي مرضى عند وصولي. وهناك
خضعت لاختبارات في الدم وقياس وظائف الكبد وأجريت تصويراً مقطعياً، وكانت نتائج
التصوير المقطعي تشير إلى ظلال غير منتظمة على الجانبين السفليين لكل من رئتيّ.
بدأت أتناول بعض الأدوية الموصوفة وكبسولات الطب الصيني الموصوفة من المستشفى.

عندما بدأ إغلاق مدينة ووهان، أقام والدي
حجراً صحياً عليّ في المنزل. تعلمت أيضاً من مشاهدة الأفلام والأشياء الأخرى أننا
ربما ينبغي علينا تخزين الطعام في المنزل، لذا اشترينا مجموعة من المعكرونة سريعة
التحضير، والتي لا يكف أحد عن تناولها. كان هناك ما يكفي من المعكرونة في السوبر
ماركت. الشيء الوحيد الذي لم نتمكن حقاً من العثور عليه هو المطهرات.

يعمل والدي موظفاً مكتبياً في شركة أدوية،
ووالدتي ذهبت إلى مدرسة في جامعة طبية، لذلك كانا بارعين في المساعدة في تحليل
وضعي. بدأت في عزل نفسي في 22 يناير/كانون الثاني 2020. تحتوي غرفتي على حوض
استحمام خاص بها، لذلك فهي مريحة للغاية. قامت جدتي بالطبخ من أجلي وعندما كانت
تحضر الطعام، كانت ترتدي قناعاً وكنا نستخدم عيدان تناول الطعام التي يمكن التخلص
منها وأشياء من هذا القبيل، لذلك بعد أن انتهيت من ذلك، تخلصت من جميع الأشياء.

في 25 يناير/كانون الثاني أجريت فحصاً.
كنت قد بدأت في السعال، وكان السعال جافاً جداً مع القليل من البلغم الأصفر. أظهرت
النتائج أن وضعي كان يزداد سوءاً، مع انتشار العدوى إلى رئتي بأكملها. أعطاني
الطبيب سائلاً عن طريق التسريب الوريدي، بينما ظلَّ الدواء عن طريق الفم كما هو.
في ذلك الوقت، أخبرني الطبيب أنه يشتبه في إصابتي بالفيروس، لكن فقط لجنة من
الخبراء يمكنها أن تقرر من سيكون قادراً على إجراء فحوصات اختبار الفيروس.

بحلول 26 يناير/كانون الثاني، أصبح
الاستيقاظ صعباً للغاية وكنت أرتعد من البرد. شعرت أنني مصاب بارتفاع في درجة
الحرارة، إذ وصلت درجة حرارتي إلى 39 درجة مئوية. ذكرت التقارير في وقت لاحق أن
الوضع قد يتطور بسرعة كبيرة في المرحلة المتوسطة، ولكن قبل أن أعرف ذلك، بحلول ذلك
المساء اختفت الحمى. شعرت وكأنني كنت في الجحيم وعدت. كانت تلك الفترة من 21 يناير
إلى 26 أسوأ وقت. كنت أعاني من سعال سيئ للغاية، وكانت بطني تؤلمني وظهري كذلك.
كانت تلك بعضاً من أسوأ الأيام في حياتي.

عندها أدركت أنني بحاجة إلى بعض الدعم
الروحي وإلا لن أستطع تحمل ذلك المرض. لذلك شاهدت برنامجي المفضل للقصص المصورة
اليابانية ورأيت حياتهم الطبيعية السعيدة، وأعتقدت أنه ربما يتعين عليّ أن أودع
هذه الحياة إلى الأبد. لكن أثناء مشاهدة العرض، واجهت البطلة مشاكل في النصف
الأول، لكنها تجاوزتها ونجحت في مسيرتها المهنية.

كما ترى، كنت أنوي الذهاب إلى اليابان في
منتصف شهر فبراير/شباط لحضور حفلة موسيقية لأياكا أوهاشي، المطربة ومؤدية الأصوات
اليابانية، لكن مع إغلاق المدينة، اعتقدت أنه قد يُلغى كل شيء. كنت قد حضرت أداءها
الفردي في العام الماضي، وبعد مشاهدتها، قررت المداومة على مشاهدة مطربي الأداء
الصوتي. لذلك إذا أردت مشاهدة العرض، ويجب أن أتعافى حتى أرى حفلتها القادمة وأنا
على قيد الحياة. شجَّعني هذا حقاً وقدم لي بعض الراحة، إلى جانب الدواء. حلمت
مرتين في ذلك الأسبوع أنني قابلتها.

لقد أجريت اختباراً آخر في 28 يناير/كانون
الثاني 2020، والذي أظهر أن رئتي تتحسن. بعد استشارة طبية بين الأطباء، قرروا أني
كنت مؤهلاً لإجراء اختبار فيروس كورونا.

بدأ أخي الأكبر يعاني من الحمى والسعال في
اليوم التاسع والعشرين. أظهرت نتائج الاختبار الخاصة به وجود بقع صغيرة من الظلال
الشبيهة بالزجاج في رئتيه. كان يعتبر حالة مشتبه بها. في نفس اليوم، كانت جدتي
تعاني من الحمى. بالنسبة لي، كانت نتائج اختباراتي إيجابية وكنت رسمياً حالة
مؤكدة. أعطاني المستشفى خمسة أيام من العلاج المضاد لفيروس HIV مجاناً، بينما بدأت أسرتي أيضاً في تناول
الأدوية الموصوفة. بسبب تحسن وضعي والأسِرّة المحدودة في المستشفى، طُلب مني
العودة إلى المنزل وعزل نفسي، وبالتالي انتهى علاج التسريب الوريدي الخاص بي.

أجرى أخي اختباراً مرة أخرى ووجد الاختبار
إيجابياً في 2 فبراير/شباط. كانت جدتي تعاني من الحمى لمدة أربعة أيام لكنها تعافت
بعد ذلك. لم تخضع جدتي لاختبار قط وكذلك والدتي، لكنهما تناولتا الدواء. أخي أيضاً
تعافى في نهاية المطاف وأصبح الآن سلبياً بالنسبة للفيروس.

في 4 فبراير/شباط، أظهر التصوير المقطعي
تحسينات مستمرة في رئتي وتوقف السعال. خضعت لاختبار فيروس كورونا آخر ووُصِفَت
أدوية أكثر لي. أظهرت نتائج اختبار اليوم التالي أنني كنت سلبياً بالنسبة للفيروس،
لكن وفقاً لتعليمات الأطباء، كنت بحاجة لإجراء اختبار آخر. في 7 فبراير/شباط،
أظهرت النتائج مرة أخرى أنني كنت سلبياً، وأُعلِنَ شفائي من الفيروس.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian
البريطانية.

تايجر يي هو شابٌّ صيني يبلغ 21 عاماً يعيش في ووهان، ظهرت عليه أعراض الإصابة بفيروس كورونا منتصف يناير الماضي، يحكي قصة مرضه وتعافيه. 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى