الأرشيف

منع الحجاب اهم مشاكل الحكومة النمساوية وعودة كراهية السامية فى نهاية القرن  18

بقلم رئيس التحرير
سمير يوسف
إن الأحكام المسبقة ضد الإسلام والمسلمين باتت وباء وسراطانا مستفحلا في أوروبا خلال سنة 2017. لقد أصبحت “مسألة المسلمين” محورية في كل النقاشات السياسية لليمين المتطرف، الذي نجح في حصد الدعم الشعبي والتقدم في استطلاعات الرأي بشكل لم يحققه منذ الحرب العالمية الثانية، خاصة في فرنسا، والتشيك، والنمسا وألمانيا.
إن بعض نقاط التشابه بين الإسلاموفوبيا الحالية ومعاداة السامية في الماضي، من بينها الخوف الوهمي من غزو إسلامي قادم من الشرق، والهوس بنظرية وجود مؤامرة يحيكها المسلمون، وتعميم تهمة اضطهاد الرجل المسلم للمرأة المسيحية وتحرشه بها.

 

كما أن خطاب كراهية الإسلام الذي يتبناه أشخاص مثل هاينز كريستيان شتراخه وهو سياسي شعبوي نمساوي تحوّل في وقت وجيز من فني بتقنيات أجهزة علاج الأسنان بخلفية متصلة بالنازيين الجدد، إلى أهم زعيم لليمين المتطرف في أوروبا، ومن مغني راب مغمور إلى زعيم لحزب سياسي يعادي المسلمين.الذي يدعو لمنع بناء المساجد في أوروبا، وصل لحد الدعوة لطرد المسلمين من القارة العجوز، أو اتهامهم بالتآمر للحصول على سلطة خفية والسيطرة على قطاعات السياسة والمال والإعلام، وهي الأفكار المعادية للسامية التي كانت منتشرة في أوروبا خلال القرن 20.
هاينز كريستيان شتراخه نائب رئيس الوزراء

 

ولد هاينز كريستيان شتراخه يوم 12 يونيو/حزيران 1969 بوسط العاصمة النمساوية فيينا لأم متواضعة الحال، ونشأ بلا أب، وقضى جزءا من طفولته في ملجأ داخلي.
التحق شتراخه عام 1975 بمدرسة أولية، تعلم بعدها بمدرسة تجارية ما لبث أن تركها إلى تدريب مهني بتقنيات علاج الأسنان، وافتتح بعد حصوله على هذا التدريب معملا لأجهزة طب الأسنان.
ارتبط شتراخه في سنوات شبابه المبكرة بمنظمات للنازيين الجدد واليمينيين المتطرفين في بلده النمسا وفي ألمانيا، مما عرّضه للاعتقال بيد الشرطة الألمانية لفترات قصيرة.
وبعد الكشف عن صور له مع قادة بارزين باليمين المتطرف، توقف شتراخه عن نفي علاقته أيام شبابه مع النازيين الجدد، معتبرا أن ذلك كان بمثابة “خطيئة شاب غبي ومعتوه”، ومؤكدا أنه أصبح ديمقراطيا حقيقيا ولا علاقة له بالأيدولوجية النازية.

وانضم شتراخه عام 1991 بسن الحادية والعشرين إلى عضوية حزب الحرية اليميني المتطرف الذي تأسس في خمسينيات القرن الماضي كتجمع سياسي لبقايا النازيين، وتولى يورغ هايدر -زعيم الحزب وأبو اليمين المتطرف في النمسا وأوروبا حينذاك- توجيه العضو الشاب الجديد.
ليست اللهجة الهادئة من خصائص شتراخه الذي يمثل العداء للإسلام موضوعه المفضل، فهو يصف المسجد ذا المئذنة بأنه “رمز انتصار الأصولية الإسلامية -فاشية القرن الحادي والعشرين- على الغرب والديمقراطية والحرية”.
ويرفض شتراخه “أسلمة النمسا”، ويعتبر أن الإسلام لا ينتمي إلى النمسا، ويطالب بحظر ارتداء الحجاب، وإغلاق الحدود بوجه اللاجئين، وترحيل طالبي اللجوء المرفوضين بطائرات عسكرية.
وواصل زعيم حزب الحرية النمساوي المعروف بميوله القومية واليمينية المتطرفة هاينز كريستيان شتراخه حملته ضد الإسلام والمسلمين، وقدم اقتراحاً جديداً طالب فيه الحكومة النمساوية بسحب اعترافها القانوني بالهيئة الدينية الإسلامية الرسمية التي تتخذ من فيينا مقراً لها، ولها فروع في بقية المقاطعات النمساوية. ورأى شتراخه في بيان صحافي وزعه اليوم في فيينا أن “اتخاذ مثل هذا القرار من شأنه أن يؤدي إلى خسارة الهيئة الإسلامية لبعض الحقوق والصلاحيات من بينها عدم السماح لها بجمع الاشتراكات من الأعضاء”.
وقال السياسي النمساوي المثير للجدل، والمعروف بكراهيته للأجانب وخاصة المسلمين والأتراك أنه سيواصل “ممارسة ضغوطه من أجل تحقيق مطلبه هذا، ولا سيما إذا تأكدت مخاوفه بأن الراديكالية ليست مجرد ظاهرة عرضية في الهيئات والجمعيات الإسلامية”. وشدّد على القول بأنه يريد الحصول على “المعلومات والبيانات الحقيقية حول نتائج تطبيق حالة الاندماج كل عام”. كما أعرب زعيم حزب الحرية النمساوي عن اعتقاده بأن “المساجد في فيينا، هي بشكل عام مراكز سياسية أكثر منها مراكز دينية”. وزعم بأن “عدد المساجد في فيينا قد يفوق عدد الكنائس في نفس المدينة”. وجدير بالذكر أنه يوجد في فيينا مسجد واحد له منارة، وهو تابع للمركز الإسلامي الذي يشرف عليه مجلس سفراء الدول العربية والإسلامية، في حين تشير المعلومات إلى وجود أكثر من 200 جمعية ورابطة إسلامية وثقافية واجتماعية ورياضية يشرف عليها مسلمون ينتمون إلى جنسيات مختلفة، وغالبا ما تخصص مكاناً لأداء الصلاة.

استهداف المسلمين الآن واستهداف السامية فى نهاية القرن  18
أن الجمع بين اليهود والعرب المسلمين في سلة واحدة في أوروبا تم من خلال فكرة “السامية”. وهي عبارة ظهرت في نهاية القرن 18، للتعبير عن مجموعة من الناس الذين يتكلمون لغات متشابهة تتحدر من غرب آسيا. وفي إطار مساعي الباحثين لتصنيف البشر بحسب خصائصهم اللغوية والعرقية، تبين أن أصل التسمية يعود إلى اسم سام، الذي ذكر في سفر التكوين أنه من أبناء النبي نوح.
أن المسلمين باتوا مستهدفين من قبل الرأي العام والحكومات، ويعتبرون إرهابيين محتملين لدرجة أن التقاليد الديمقراطية والليبرالية الغربية أصبحت تتعرض للانتهاك والتجاهل بحجة حماية الأمن. أما تغريدات ترامب المعادية للإسلام فهي تأتي في هذا السياق، وتهدف لإظهار المسلمين على أنهم دعاة عنف وهمجية.
وقال هاينز فسمان، وزير التعليم في حكومة اليمين المتطرف الجديدة في النمسا، إنه يقف إلى جانب مفهوم الدولة العلمانية، وإنه ينبغي على المدرّسات عدم ارتداء الحجاب.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها فسمان، ، لصحيفة “كورير” المحلية، حول خطة الإجراءات التي سيتم اتخاذها خلال الفترة المقبلة، بدءًا من مدارس الحضانة، وانتهاء بالجامعات.
مُظاهرة في فيينا ضد مشاركة اليمين المتطرف في “حكومة الرعب”
تظاهر آلاف النمساويين 18 ديسمبر 2017 06:52 م  أمام قصر هوفبورغ في فيينا، ضد تنصيب حكومة وصفوها بـ”حكومة رعب”، بسبب مشاركة اليمين المتطرف فيها.
وقالت كلاوديا، وهي ربة عائلة تحدت البرد الشديد لتتظاهر أمام مقر رئاسة الجمهورية حيث أدت الحكومة الجديدة اليمين الدستورية: “مع وزارتي الخارجية والدفاع، سيمسك اليمين المتطرف بمقاليد الحكم الرئيسية”.
وتضم الحكومة الائتلافية الجديدة برئاسة المحافظ الشاب سيباستيان كورتز الفائز في انتخابات 15 أكتوبر (تشرين أول)، عدداً من وجوه اليمين المتطرف في مناصب أساسية، من بينهم رئيس حزب الحرية النمساوي نائب المستشار الجديد هاينز كريستيان شتراخه.
ورافق المتظاهرون مراسم أداء اليمين الدستورية بالصفير، وأدت فرقة موسيقية أناشيد سياسية كتبت نصوصها لهذه المناسبة على أنغام أغاني عيد الميلاد.
حكومة رعب ليس لديها مشاكل تبحثها الا مشكلة الحجاب فليس لديها مشاكل فى البطالة او ارتفاع الضرائب أو الأسعار
نعت أحد المتظاهرين الحكومة الجديدة بـ”حكومة رعب” فيما رفعت لافتات صغيرة كتب عليها “لا تدعوا النازيين يحكموننا”.
الآلاف يتظاهرون ضد حكومة المحافظين واليمين المتطرف
قالت الشرطة إن 20 ألف متظاهر، وتحت شعار “لجنة استقبال العام الجديد”، شكلوا موكبا طويلا السبت (13 كانون الثاني/ يناير 2018) في وسط المدينة باتجاه حي الوزارات، وذلك في أول مظاهرة ضد حكومة اليمين واليمين الشعبوي. بيد أن المنظمين، الذين كانوا يتوقعون عشرة آلاف متظاهر، قالوا إن العدد راوح بين 25 ألفا وأكثر من خمسين ألفا..
والتظاهرة هي الأولى بهذا الحجم منذ تولي الحكومة مهماتها ودعا إليها ائتلاف منظمات يسارية ومناهضة للعنصرية، وقد ضمت فئات من كل الأعمار بينهم كثير من الأسر. ورفعت شعارات تذكر بتاريخ النمسا بعد 80 عاما من ضم ألمانيا النازية للنمسا في 1938. وكتب على لافتة “من فضلكم، ليس مجددا”، وذلك في إشارة إلى النظام النازي.
في حين أوردت لافتة أخرى “من يتسامحون مع كورتز وشتراخه، كانوا سيصفقون في 1938”. وقالت آنا (23 عاما) إنها تتظاهر ضد “حكومة تريد تقسيم المجتمع ومهاجمة الأقليات وقضم حقوق المرأة وضرب التضامن”. وأبدت متظاهرة أخرى قلقها من الترويج “لنمط أسري يشجع المرأة على البقاء في المنزل”.
لإرسال آرائكم وتفاعلكم ورفضكم يمكنكم الإرسال مباشرة الى رئيس الوزراء “سباستيان كورتس”
Bundeskanzler Sebastian Kurz
Bundeskanzleramt Österreich
Ballhausplatz 2
1010 Wien
E-Mail: [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى