الأرشيف
فقراء السعودية وأمراء آل سعود من يملك ثروات البترول ؟
تقرير اعداد
الدكتور صلاح الدوبى
رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا
رئيس اتحاد الشعب المصرى
“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”
في العام 1909 أصيبت نجد بمجاعة لم يعرف لها مثيل، أسباب المجاعة هو قحط وجدب بسبب قلة الأمطار، والسبب الثاني هو الحرب العالمية الأولى حيث كانت ألمانيا تقطع طريق السفن إلى الهند للتضييق على الإنكليز.
من القصص المأسوية التي حدثت خلال تلك الفترة أن نزح كثير من الناس إلى الرياض وإلى الكويت.
كان الجياع يغمى عليهم من الجوع حتى يموتوا ويتقاتلون على أكل الميتة، وكانت الناس تجمع من الأعشاب لطبخها وأكلها، وكانوا يسافرون الاشهر والايام وليس لديهم إلا الجراد المطحون، ويروى أنهم قد اكلوا كلبة وصغارها من الجوع ولم يتركوا منها شيئا حتى «كراعينها» بادت اسر بالكامل بسبب الجوع والطاعون.
وصدرت فتوى قديمة من علماء الصومال تجيز نقل الزكاة الى نجد بسبب حاجة اهلها الماسة لها، وكان مسجد الدولة الكبير (القديم) في الكويت مكتوبا عليه: «على نفقة تجار الهند» وما زال.
والآن من يرى مجاعة الصومال المخيفة والمثيرة للشفقة والحزن يظن أن المملكة العربية السعودية بلد النفط تخلو من المجاعات , لو تجول كل واحد منا في منطقته التي يسكن بها الرياض , جده , الشرقية , القصيم , الحدود الشمالية … إلى آخره لرأى وبدون مبالغة مجاعات مشابهة تمامآ لمجاعة الصومال , يوجد أحياء تعيش تحت خط الفقر ، أحد هذه الأحياء ومنذ البداية وجدت الكثير من البيوت بلا أبواب بعضها بها ستائر تحركها الرياح يمنة ويسره بحيث لا تفي بالغرض الذي وضعت من أجله وبعضها الآخر مكشوفة ..
https://www.youtube.com/watch?v=QB9JD_FdWbE
تخيلوا بيوت بلا أبواب ! عائلة كاملة تنام وتستيقظ بلا أبواب ولا أضواء ! إذا كان البيت بلا باب هو بالتأكيد بلا مقوم واحد من مقومات الحياة بأكملها هذا بالنسبة للجمادات أما الإنس الذين يسكنون بهذه الأحياء فهم إما مرضى بأمراض خطيرة كالسرطان أو عاجزين وسبب العجز شلل أو إعاقة أو بتر أو كبر بالسن كما يوجد أيتام ونساء أرامل ومطلقات مسؤلات عن إعالة أطفال وأسر . بعض هؤلاء يستلمون من الضمان 800 ريال وإيجار البيت ” الخرابه ” 800 شهريآ بما يعني أن مرتب الضمان لا يكفي للمأكل والمشرب والملبس فضلآ عن المواصلات والحاجات اليومية ( الضرورية ) بعض من ساكني هذه الأحياء شباب وصل إلى عمر العشرين بلا وظائف لأنهم لم يتعلموا بسبب الفقر وبعض النساء معهن شهادات ولكن لم توظفهن !
هذا فيما يتعلق بالأحياء داخل المدن , أما في القرى والهجر خصوصآ فوالله الذي لا إلإه إلا هو أن الأوضاع أكثر من سيئة فزيادة أن الكثير منها لم تصل إليها مشاريع الكهرباء والماء ورصف الطرق والشوارع والمدارس بمراحل التعليم المختلفة والمستشفيات فزيادة على هذا, بيوتهم تكاد أن تهدم عليهم ولا تقيهم البرد ولا الحر , والأكل والشرب في الحضيض بل أن احدى النساء تقول إذا لم أجد أكل أقوم بشوي ” جزمة ” أكرمكم الله وبعد ذلك أقوم بتقطيعها وتوزيعها على أبنائي وتزيد أنها تبحث عن هذه ” الجزم ” التي يرميها الماره من الهجرة التي يسكنون فيها ! لا أحد يستغرب فالفقر بهجر السعودية وصل إلى هذا الحد وأسوأ ! هؤلاء الفقراء لم يشتكوا للناس وربما يموتون جوعآ ومرضآ وألمآ ولم يعلم عنهم أحد لأنهم إنما يتعففون وكما قال تعالى ” يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ” هم تعففوا وأطاعوا الله بينما الموسرين لم يطيعوه بعدم الإحساس باخوانهم الفقراء ولا بالتبرع لهم ولا حتى بمعرفة أحوالهم ونقلها لمن يهمه الأمر ! بل أن أقارب بعض هؤلاء الفقراء من الموسرين والأغنياء وكما هو معروف ” الأقربون أولى بالمعروف ” وهؤلاء ولا حتى يزكون أموالهم الزكاة الواجبة ويعطونها أناس من لحمهم ودمهم !
الأفراد والجهات الحكومية مسئولين كل على حده عن هذا الفقر ونتائجه السيئة فبعض الفقراء يتجه إلى الإجرام والسرقة أو بيع الممنوعات من أجل أن يوفر له ولعائلته لقمة عيش وفقره هنا لا يبرر سلوكه هذا ؛ ولكن لا بد أن نعترف ونؤمن بأن هذا الشيء موجود والأبحاث تثبت أن الفقر كما الغنى الفاحش مع ظروف أخرى تعد سبب من أسباب إنحراف الإنسان !
الفقر في السعودية حقيقة وليس وهم!
قد يبدو العنوان غريبا بعض الشيء أو غير مألوف للكثيرين الذين يعتقدون أن كلمة فقر غير موجودة في قاموس دولة مثل المملكة، حيث تعوم المملكة على بحر هائل من النفط ، كما أنها تعد من أكبر الدول المصدرة للنفط الخام على مستوى العالم ، بالإضافة إلى ذلك فإن للمملكة امتيازا آخر وهو الحج ، حيث تستقبل المملكة ملايين الحجاج سنويا الأمر الذي يؤدي إلى توفير مليارات الدولارات الإضافية .
لكن الأرقام تقوم غير ذلك ، حيث يعيش 25 % من سكان السعودية في فقر مدقع ، فما هو السبب في تشكل هذه النسبة الكبيرة جدا في دولة غنية مثل المملكة العربية السعودية ؟.
تتعدد أسباب وجود ربع الشعب السعودي ضمن خط الفقر ، ومن هذه الأسباب ارتفاع نسبة البطالة وميل الشباب إلى العزوف عن العمل أحد أسباب الفقر ، ويعد وجود العمالة الأجنبية التي تقبل العمل بأسعار زهيدة مقارنة بالعامل السعودي أحد أهم الأسباب ، حيث يجد العامل السعودي فرص العمل ضئيلة ، وبأسعار لا تتناسب مع جهده ، فيرضى العيش بفقر على أن يعمل بأجر قليل .
بالإضافة إلى ذلك فإن مدن الشمال الغنية بها أحياء نسيها الزمن ، يعيش فيها الفقراء حياة قاسية صعبة ، فالجميع ينكرهم ولا يقدم لهم العون ، فالجمعيات الخيرية هدفها الأساسي الإعلام والشهرة وفي الحقيقة فهي لا تقدم أي مساعدة للمحتاجين ، بل إن الصرف الذي تصرفه هذه الجمعيات على مؤتمراتها ومقراتها كبير جدا ، ولو كانت تريد فعل الخير فكان الأولى بها توجيه هذه الأموال لبناء المشافي والمدراس ، وتحسين نوعية الحياة في الأحياء الفقيرة ، لكن هم أصحاب هذه الجمعيات التقاط صورة مع فقير بائس ليتم نشرها في وسائل الإعلام ويصبح صاحب الجمعية بطلا من أبطال مساعدة المحتاجين ، لكن الحقيقة تقول أنه متسلق من المتسلقين على ظهور وأوجاع الفقراء.