آخر الأخبار

45 ألف وفاة في البرازيل.. المصابون يقتربون من المليون والسلطات تتجاهل الكارثة

سجلت البرازيل، الثلاثاء 16 يونيو/حزيران 2020، رقماً قياسياً لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في يوم واحد بواقع 34918 إصابة، وهو رقم يتخطى بخمسة أضعاف ما سجلته إيطاليا أثناء ذروة الفيروس، وفقاً لما أفادت به صحيفة  Business İnsider الأمريكية.

بالاضافة إلى ذلك سجلت البلاد 1282 حالة وفاة لترتفع بذلك حالات الوفاة المؤكدة في البلاد إلى 45241 في وقت تتجاهل فيه السلطات اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تفشي الفيروس وتعلن سيطرتها عليه، وهو ما يضعها في مواجهة موجة واسعة من الانتقادات.

وأصبحت بذلك البرازيل ثاني أكبر بؤرة في العالم لتفشي فيروس كورونا بعد الولايات المتحدة، وتقترب سريعاً من حاجز المليون حالة، غير أن خبراء يقولون إن الرقم الحقيقي أعلى على الأرجح بسبب عدم انتظام عمليات الفحص.

الصحة تحذر من الوضع: التر براجا نيتو، أحد أكبر المسؤولين المكلفين بالتصدي للأزمة، قالت في ندوة ندوة عبر الإنترنت نظمتها الرابطة التجارية في ريو دي جانيرو إن “هناك أزمة، ونحن متعاطفون مع العائلات الثكلى، لكنها تحت السيطرة”.

إلا أن مديرة منظمة الصحة في الأمريكتين كاريسا إتيينه قالت في إفادة مصورة من واشنطن إن البرازيل مبعث قلق كبير، مضيفة أن أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية يمثل نحو ربع إصابات كورونا في الأمريكتين والبالغ عددها أربعة ملايين وأيضاً زهاء ربع الوفيات، ومضت تقول: “لا نرى أن انتشار (المرض) يتباطأ في البرازيل”.

كما توصي المنظمة بأن تعزز البرازيل وغيرها من دول المنطقة من التباعد الاجتماعي، وقد حثت على أن يكون فتح الاقتصاد ببطء وحرص.

سياسة البرازيل في التصدي لكورونا: إلا أن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو  يعارض منذ فترة طويلة إجراءات التباعد الاجتماعي، ويستأنف كثير من ولايات البلاد الأنشطة الاقتصادية حتى على الرغم من استمرار شدة التفشي.

إذا كان نهج الرئيس بولسونارو، وفقاً لصحيفة Business İnsider، هو تجاهل وتهميش خبراء الصحة. إذ أقال الرئيس لويز هنريكي مانديتا، أول وزير للصحة، بعد خلافات حول إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي  لمنع تفشي كورونا، ثم كلف بديلاً له وهو نيلسون تيتش إلا أنه اختلف مجدداً معه حول استخدام الكلوروكين كعلاج لكورونا.

كما قال أحد الخبراء إنه حتى المواطنين في البرازيل لم يلتفتوا لنصائح الصحة العامة للحد من انتشار الفيروس، ويستمرون في التجمع دون تنفيذ أي تدابير سلامة، 

وفي تقرير صدر في أوائل شهر مايو/أيار عن تفشي كورونا في البرازيل نقلته صحيفة Business İnsider، حذر كارلوس ماتشادو، وهو بروفيسور بارز في البرازيل، من أنه بدون إغلاق تام في ريو دي جانيرو، النتيجة ستكون “كارثة بشرية ذات أبعاد لا يمكن تصورها”، مضيفاً  أنه إن تجاهلت السلطات التحذيرات ولم تأخذها على محمل الجد فالنتيجة ستكون قاتمة للغاية.

فيما قال بيدرو هالال، وهو عالم الأوبئة في جامعة بيلوتاس الفيدرالية: “إننا نفعل شيئاً لم يفعله أحد آخر من قبل. نحن نقترب من ذروة المنحنى، وكأننا نتحدى الفيروس. دعونا نرى عدد الأشخاص الذين يمكن أن يصيبهم الفيروس نريد أن نتأكد من مدى قوته”، مضيفاً: “هكذا هي لعبة البوكر وكلنا مشاركون فيها”.

الرئيس المثير للجدل: أثار رئيس البرازيل جاير بولسونارو جدلاً بعدما طلب من مواطنيه زيارة المستشفيات بهدف التأكد من حقيقة امتلاء أسرَّتها بمصابي فيروس كورونا، وتأكيد ذلك عبر فيديوهات مصورة، في الوقت الذي سجلت فيه بلاده 900 وفاة جديدة بفيروس كورونا في الٓ24 ساعة الأخيرة، للتجاوز بذلك بريطانيا وتحتل المرتبة الثانية في عدد ضحايا الفيروس.

الرئيس البرازيلي لم يكتف بتجاهل الأزمة التي تمر بها بلاده جراء فيروس كورونا، بل طلب في كلمته الأسبوعية المباشرة عبر فيسبوك مساء الخميس 11 يونيو/حزيران 2020 من مواطنيه زيارة المستشفيات لتصوير مرضى كورونا في طلب غريب أثار الكثير من الجدل، إذ قال الرئيس: “سيكون ذهابكم إلى المستشفيات القريبة منكم أمراً جيداً، وعليكم أن تجدوا وسيلة لتصويرها بالفيديو”، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية. 

عن سبب دعوته هذه قال: “إننا بحاجة لمعرفة ما إذا كانت الأسرّة مشغولة أو خالية”، لأنه “حسب معلوماتي، وقد أكون مخطئاً، لم يمت أي شخص عملياً بسبب نقص في أجهزة التنفس أو في أسرّة العناية المركزة”.

كما أكد الرئيس البرازيلي اليميني أن كل تسجيلات الفيديو التي وُضعت على شبكات التواصل الاجتماعي “ستتم تصفيتها” ثم تحليلها من قبل الشرطة أو أجهزة الاستخبارات. 

ردود فعل غاضبة: من جهته، قال النائب اليساري باولو فرناندو دوس سانتوس: “عندما يطلب بولسونارو من أنصاره غزو المستشفيات تحت ذريعة تصوير الأسرّة، فهو يعرض أرواحاً للخطر بلا عقاب”.

حاكم ولاية ماراناو (شمال شرق) فلافيو دينو كتب في تغريدة على تويتر: “لو كان بولسونارو بمستوى منصبه ولو لم يكن على درجة كبيرة من اليأس، لكان سيعرف أنه ليس بحاجة إلى إرسال الناس لغزو المستشفيات، إذا كان يريد زيارة المستشفيات فسأرشده بنفسي”.

تصريحات حاكم ماراناو تشير إلى امتناع الرئيس البرازيلي عن زيارة أي مرضى أو معالجين في المستشفيات منذ بداية أزمة انتشار فيروس كورونا في نهاية فبراير/شباط 2020.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى