تقارير وملفات إضافية

7 أخطاء فاضحة لمنظمة الصحة العالمية أدت لانتشار كورونا، وهذا ما يجب عليها عمله لإنقاذ العالم

الغضب العالمي من أخطاء منظمة الصحة العالمية في أزمة كورونا يتزايد يوماً بعد يوم، كما بدا واضحاً من تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعليق مساهمة بلاده في ميزانيتها.

صحيح أن هدف الرئيس الأمريكي قد يكون صرف النظر عن فشله في إدارة الأزمة، الذي أوصل بلاده لتصبح الدولة الأولى في العالم من حيث عدد الإصابات.

إلا أن انتقادات ترامب للمنظمة، وتحديداً الاتهام لها بمجاملة الصين، أمر تكرر كثيراً في الدوائر الغربية والآسيوية، ولاسيما الإعلامية.

حتى قبل هجوم ترامب، انتقدت العديد من البلدان، بما في ذلك الهند واليابان وتايوان (ليست عضواً في منظمة الصحة العالمية) منظمة الصحة العالمية. 

وهذه الانتقادات لم تقتصر على المسؤولين الحكوميين، ولكن حتى المنظمات غير الحكومية أيضاً شنت حملة ضدها.

وجاء الهجوم الأكثر شراسة من اليابان، الدولة التي تعد واحدة من أكبر المساهمين بين أعضاء منظمة الصحة العالمية. 

واتهم نائب رئيس الوزراء الياباني تارو أسو، منظمة الصحة العالمية بمجاملة الصين، ما أدى إلى تفشي مرض كوفيد-19.

وقال متهكماً إنه “يجب إعادة تسمية منظمة الصحة العالمية لتصبح منظمة الصحة الصينية”، وذلك أثناء مخاطبته لمجلس النواب في طوكيو.

وأشار تارو إلى عريضة من موقع change.org، دعت إلى استقالة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير المنظمة، بسبب سوء التعامل مع الوباء.

وغيبريسوس سياسي وأكاديمي إثيوبي يشغل منصب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية منذ عام 2017.

والأهم أن مراجعة تصريحات وتعليمات المنظمة تشير إلى ارتكابها أخطاء واضحة، قد تكون سبباً في انتشار الفيروس كما قال المسؤول الياباني.

بعض هذه الأخطاء وقعت بحسن نية، وبعضها ربما يكون وراءه دوافع سياسية.

إذا كان الكذب هو أبو الرذائل، فإن مجاملة الصين هي الأم البيولوجية لأغلب أخطاء منظمة الصحة العالمية في أزمة كورونا.

“ركزت منظمة الصحة العالمية على الإشادة برد الصين على تفشي مرض كوفيد-19، وفشلت في إبراز الجوانب السلبية لاستجابة الصين.

إذ إن مدح منظمة الصحة العالمية أعطى الصين أدوات لنشر الدعاية بأنها حققت وضع القوة الصحية العظمى، وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق. كما تركت منظمة الصحة العالمية العديد من الأسئلة دون إجابة. 

وقال فيشال ديف، عضو هيئة تدريس القانون السابق بجامعة دلهي، والخبير في المنظمات المتعددة الأطراف لصحيفة “Sunday Guardian” البريطانية”: “قبل فبراير/شباط 2020، كانت منظمة الصحة العالمية تُكرر المعلومات التي كانت تحصل عليها من السلطات الصينية دون انتقاد. 

وبصفتها الدولة التي نشأ فيها الفيروس كان على الصين أن تلعب دوراً مركزياً في جمع البيانات عن انتشاره، وتمكين العلماء في جميع أنحاء العالم من تطوير استجابة سريعة وفعالة. ومع ذلك، وفقاً لتقارير مفصلة في الواشنطن بوست ونيويورك تايمز وساوث تشاينا مورنينغ بوست، سعت الصين منذ البداية إلى تشويش البيانات.

هذا التضليل المتعمَّد لمنظمة الصحة العالمية، والعلماء في البلدان الأخرى، حجب التحليل في المراحل المبكرة الحرجة للوباء.

رغم أن قلة المعلومات عن المرض هي مسؤولية السلطات الصينية بالأساس، كما تتهمها الجهات الغربية، فإن المنظمة استسلمت لذلك على ما يبدو، علماً أن أي لوم أو ضغوط من قبل المنظمة كان يمكن أن يشكل حافزاً للصين للكشف المبكر عن تفاصيل الوباء.

قالت منظمة الصحة العالمية، في 14 يناير/كانون الثاني، إن “التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات الصينية لم تقترح دليلاً واضحاً على انتقال الفيروس من شخص لآخر”، وكان ذلك نتيجة تصديقها لكلام المسؤولين الصينيين.

استغرق الأمر ما يقرب من ثلاثة أشهر حتى تشعر منظمة الصحة العالمية أن انتشار الفيروس هو جائحة، حيث أعلنت أن تفشي المرض يعد جائحة في 11 مارس/آذار 2020، رغم مطالبات كثير من الخبراء بهذا الإعلان قبل ذلك بأيام عدة.

تجاهلت هيئة الأمم المتحدة تحذيرات الأطباء التايوانيين، وأظهرت ترددها في إعلان Covid-19 جائحة.

لفترة طويلة شكَّكت منظمة الصحة العالمية في جدوى قرارات منع السفر في تقليل انتشار العدوى، وكانت هذه التشكيكات من المنظمة في الفترة التي  منعت فيها العديد من الدول السفر من وإلى الصين.

ولكن السؤال: أليس السفر هو الوسيلة الوحيدة لنقل الفيروس من دولة لأخرى، باعتبار أن المخالطة البشرية هي الوسيلة الرئيسية للعدوى.

والآن أصبحت كل دول العالم تتخذ إجراء منع السفر الذي سبق أن انتقدته المنظمة.

أعلنت منظمة الصحة العالمية مراراً أنها تعتقد أن استخدام الكمامات يجب أن يقتصر على الأطقم الطبية، ولكن في الأيام الأخيرة نصحت بارتداء الكمامات من قبل جميع الأشخاص، وذلك بعد أن كانت أول الأمر تقول إن الحاجة لارتداء الكمامات بالنسبة للأشخاص العاديين تقتصر فقط على المصابين بسعال أو حمى، أو يعانون من مشاكل تنفسية. 

ظلت منظمة الصحة العالمية مصرة أنه لا يوجد أي دليل يُثبت انتقال الفيروس عبر الهواء، ثم ظهرت دراسات عدة خاصة في الولايات المتحدة، بعضها تبنّتها مؤسسات مرموقة تشير إلى أن الفيروس يبقى في الهواء ساعات عالقاً، وبدأت دول في التفكير في فرض الكمامات.

المشكلة أن الدول تتمتع بصوت قوي للغاية داخل المنظمة، حسبما قال البروفيسور ديفيد هاربر، زميل استشاري أول في برنامج الصحة العالمية في    Chatham House بالمملكة المتحدة.

وأضاف أنه “من الصعب جداً على منظمة الصحة العالمية أن تنتقد بشكل خاص الدول بشكل فردي (توجيه نقد لدولة بعينها وتسميتها علناً)، لأنها تعترف بسيادة الدول، وأن على الدول اتخاذ إجراءاتها الخاصة”.

وانتقد تقرير برلماني بريطاني منظمة الصحة العالمية.

ولكنه لفت في النهاية إلى أنها منظمة يقودها الأعضاء، ولا يمكنها العمل إلا مع البيانات التي تقدمها الدول الأعضاء. 

وقال وزير الخارجية البريطاني “نحن نعمل بشكل وثيق مع منظمة الصحة العالمية، غير أنها ليست مثالية.

ولكنه استدرك قائلاً “إنها المنظمة الدولية الرئيسية المتعددة الأطراف التي نعمل من خلالها، سواء كان ذلك في البحث الذي نقوم به بشأن اللقاحات أو بناء القدرات للبلدان الضعيفة”.

البديل المحتمل لمنظمة الصحة العالمية لا يعني بالضرورة حل المنظمة، ولكن إيجاد كيان قد يكون أكثر موثوقية.

وفي هذا الإطار، دعا التقرير البرلماني البريطاني وزارة الخارجية إلى تمهيد الطريق لبناء دعم دولي لإصلاح المنظمات المتعددة الأطراف القائمة، وبناء هياكل جديدة للاستجابة بفاعلية أكبر للوباء التالي. 

ورأى التقرير أنه يمكن أن تفعيل “مجموعة العشرين للصحة العامة” G20-Health التي أسست في عام 2017 بمبادرة من وزير الصحة الألماني.

ويمكن وفقاً للتقرير البريطاني، أن تضمن “مجموعة العشرين للصحة العامة” ازدهار التعاون بين الباحثين الخبراء في جميع أنحاء العالم، حتى في غياب قيادة سياسية موحدة. 

وقال التقرير إنه يجب أن يكون مثل هذا الإطار قائماً على العلم، مع مشاركة متوقفة على التعاون الصادق في التبادل المفتوح والشفاف لبيانات الصحة العامة.

ويطالب أغلب نقاد منظمة الصحة العالمية بتقليل التأثير السياسي على منظمة الصحة العالمية، وتقليل تأثير الدول عليها، وخاصة الدولة المستبدة كالصين، وزياد مساحة الاحترافية في عملها، وزيادة سلطتها في تقييم الأداء الطبي والصحي للدول.

ومن المتوقع أن تؤدي الانتقادات الحادة المتراكمة إلى فتح ملف المنظمة بعد نهاية أزمة كورونا، خاصة التأثير الصيني عليها، في ظل رئاسة المدير الحالي تيدروس أدهانوم غيبريسوس، وهو سياسي وأكاديمي إثيوبي وناشط بالصحة العامة.

ويرى خبراء أن هناك إصلاحات ضرورية يجب تنفيذها منها: 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى