آخر الأخباركتاب وادباء

أسباب فشل العديد من الانتخابات في الدول العربية وشمال أفريقيا

تحليل إعداد الإعلامى المتخصص فى الصحافة الاستقصائية

أ. عبدالهادي بوسنينة
فيينا – النمسا

تشهد الدول الإفريقية العديد من الانتخابات، إلا أنها لا تحقق دائماً النجاح المطلوب، ويعود ذلك إلى عدة عوامل وأسباب، تتعلق بالأسلوب المتبع في الانتخابات، يظهر هذا الواقع بوضوح في العديد من الدول الإفريقية، فالعديد من الانتخابات تشوبها العديد من المشاكل والتحديات التي تؤثر على نزاهتها وشفافيتها، وتجعلها ضعيفة في عين الناخبين والمجتمع الدولي. وسوف نستعرض في هذا المقال أسباب عدم نجاح العديد من الانتخابات في الدول الإفريقية، والعوامل التي تؤدي إلى تدهور جودة الانتخابات في هذه الدول.

هل الاستبداد السياسي هو السبب

أصدرت منظمة الشفافية الدولية تقريرها السنوي حول مؤشر مدركات الفساد في العالم، الذي يقيس درجة الفساد في القطاع العام والحكومي في 180 دولة حول العالم، وفق مؤشر درجات من مئة درجة.

ويضم التقرير فصلا خاصا عن العالم العربي، تبين منه أن إجمالي مؤشر الفساد في المنطقة ظل ثابتا عند 34 من أصل مئة درجة للعام الرابع على التوالي، ولم تحقق أي من دول المنطقة تقدما في أوضاع الفساد خلال العقد الماضي.

وتقول كندة حتّر، المستشارة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الشفافية الدولية، إن هذا الجمود على المؤشر وعدم التغير هو رسالة بحد ذاته. “فهناك مشكلة حقيقة في أنه مهما التزمت الدول سطحيا بسطر قوانين وقواعد، لن يحدث شيء طالما لا يوجد تغيير حقيقي في المنظومة والثقافة السائدة.”

ويقيس المؤشر كفاءة الدولة في التصدي للفساد في القطاع العام والحكومي، ولا يضم القطاع الخاص، بحيث تكون درجة صفر فاسد جدا، ودرجة مئة نظيف جدا.

وفي ذيل القائمة عربيا وعالميا تأتي سوريا بمعدل 13 نقطة، ليكون ترتيبها 179 عالميا. وتتقدم عنها قليلا اليمن لتحقق 16 درجة، وليبيا محققة 17 درجة.

ورغم قوة تأثير الحرب على تراجع مكافحة الفساد، إلا أنها قد لا تكون السبب الوحيد، فوفقا لحتّر، يظل الفساد الداخلي هو العامل الأكبر.

“الدول التي سقطت في حرب أهلية كانت قائمة على نظم هشة سمحت بالانهيار السريع. والحروب عموما تجلب التدخلات سواء الإقليمية أو الدولية. ولا يوجد نظام في العالم لا يستفيد من وجود نظام فاسد آخر بجانبه. وهذا ما رأيناه من سقوطهم كالدومينو في الربيع العربي. حتى جهود إعادة الإعمار بها فساد بسبب تداخل الاستثمارات في القرار السياسي، وغياب القرار الداخلي والقيادات الحقيقية الساعية لإنهاء الصراع.”

وتؤثر بعض القضايا والمشاكل المشتركة على أداء الدول العربية بشكل عام، فمثلا تعد الوساطة والرشوة والتمييز بأشكاله المختلفة أحد أبرز المشاكل التي تؤسس لعدم العدالة في القطاع العام، سواء في فرص العمل أو الخدمات. ويضطر واحد من بين كل خمسة مواطنين في الدول العربية لدفع رشى مقابل تلقي خدمات أساسية كالصحة والتعليم.

وهناك العديد من الأسباب التي تمنع الانتخابات من النجاح في الدول الأفريقية، ومن بين هذه الأسباب:

1- الفساد: يواجه العديد من البلدان الأفريقية تحديات كبيرة في مكافحة الفساد، وهذا يؤدي إلى انتهاكات لسلطة القانون وعدم وجود بيئة انتخابية نزيهة.

2- العنف: تتعرض بعض الدول الأفريقية للاضطرابات والصراعات المسلحة، وهذا يؤثر على الاستقرار السياسي ويمنع الانتخابات من النجاح.

3- عدم وجود ديمقراطية ناجحة: تحتاج الدول الأفريقية إلى ديمقراطيات بالغة النضج حتى تكون الانتخابات ناجحة، ومع ذلك، يواجه العديد من هذه الدول مشاكل في تطوير هذا النظام.

4- تقنيات الاقتراع: يواجه بعض الدول الأفريقية تحديات في استخدام تقنيات وأساليب حديثة وأنظمة الكترونية متطورة للانتخابات، وهذا يؤثر على نزاهة العملية الانتخابية.

5- قلة الموارد: تحتاج الدول الأفريقية إلى تكاليف كبيرة للقيام بإعداد نزيه للانتخابات، وتوفير البنية التحتية والتكنولوجية اللازمة، ومع ذلك، يواجه العديد من البلدان تحديات في توفير هذه الموارد.

هذه بعض الأسباب التي قد تحول دون نجاح الانتخابات في الدول الأفريقية، وعلى الرغم من ذلك، يتم عمل الكثير من الجهود المبذولة لتحسين العملية الانتخابية في هذه البلدان وتحقيق الاستقرار السياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى