الأرشيف

أطفال تذبح وشوارع “تفيض بالجثث” وقنابل كالمطر..بوتن وبشار بصدد محو الغوطة من الوجود

تقرير اعداد
صلاح الدوبى
رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا
رئيس اتحاد الشعب المصرى
“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”
مرّ على اتفاق “تخفيف التصعيد” في الغوطة الشرقية أكثر من أسبوع،  دون أن يتغير حال أكثر من 400 ألف مدني محاصرين في مدنها وبلداتها منذ قرابة الأربع سنوات قضوها تحت القصف وفي ظل نقص شديد بالمواد الغذائية وغياب الرعاية الصحية وانقطاع أبنائها عن التعليم.
مأساة مروعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى تشهدها الغوطة الشرقية بسوريا، بعد 6 أيام من القصف الوحشي للنظام السوري، والذي تطور فجر الجمعة إلى قصف بالنابالم الحارق وبالقنابل العنقودية المحرمين دوليا، ما تسبب باندلاع حرائق كبيرة وسقوط قتلى وجرحى.
لم يكد الطفل كريم عبد الرحمن يفتح عينيه الصغيرتين على الحياة، حتى فُجع بأقسى مأساة يمكن أن يكابدها رضيع، لم يبلغ شهرين من عمره بعد؛ إذ استشهدت والدته، وفقدَ عينه، وأصيب بكسر في الجمجمة، من جراء قصف نظام الأسد الذي استهدف منطقة حمورية في الغوطة الشرقية، قبل نحو شهر من الآن.

أمام هذه المأساة الإنسانية؛ بادر مئات الناشطين السوريين، بإطلاق حملة تضامن مع الرضيع تحت عنوان: (متضامن مع كريم)، نشروا من خلالها صورًا لهم بعد أن غطوا عينهم اليسرى، تماهيًا مع عين كريم التي فقدها.
لا يكفّ النظام السوريّ عن كسر أرقام قياسيّة. مأساة الغوطة الشرقيّة تشهد بذلك: إنّه «القصف الأعنف منذ…». «اليوم الأسوأ منذ…». «مقتل أكبر عدد من الأطفال منذ…». «تدمير أكبر عدد من المستشفيات منذ…».
هذا السلوك ليس «هستيريّاً». إنّه عاقل جدّاً، بل بارد جدّاً في عقلانيّته الشريرة والقاتلة. إنّه نظام.
لكنّ الضحيّة الذي يسقط اليوم في الغوطة، نتيجة لسلوك كهذا،
وإذ يعبّر علويّون سوريّون كثيرون عن فرحتهم بمقتل الأطفال «الإسلاميّين» و «التكفيريّين» في الغوطة، يعبّر سنّة سوريّون كثيرون عن «أملهم» بأن يحلّ بالعلويّين وأطفالهم ما يحلّ بأهل الغوطة وأطفالهم.
هذا ليس أفضل احتفال ممكن بالذكرى السابعة للثورة السوريّة التي تحلّ بعد أيّام.
صحيح أنّ هناك الكثير ممّا يقال في رداءة الأوضاع الإقليميّة والدوليّة الراهنة. وفي تراخي الشعور بالتضامن الإنسانيّ، بل بأحوال الإنسانيّة عموماً. لكنّ الاكتفاء بتسجيل هذه الحقائق بات يشبه الاكتفاء بتسجيل وحشيّة النظام السوريّ. وقد بات يُخشى تحوّل مثل هذه الإدانات، المُحقّة طبعاً وإن كانت لا توقف الموت، إلى ذرائع تؤدّي غرض السكوت عن المشكلة الأمّ: مشكلة الاجتماع الوطنيّ السوريّ الذي يُلحّ العمل على إنهائه في أسرع وقت ممكن.
فاستمرار هذا الاجتماع لم يعد يعني سوى استمرار الموت، ومعه استمرار هذا النظام، نظام الموت، إيّاه. فإذا كان الأخير مصدر إنتاج للقتل المعمّم، فإنّ ذاك الاجتماع البالغ التفاوت والعدائيّة بين السوريّين هو نفسه ما يعيد إنتاج النظام المذكور.

“بوتن وبشار” بصدد محو الغوطة من الوجود.. قصف بالنابالم والقنابل العنقودية
اتهم الدفاع المدني النظام السوري بقصف الغوطة الشرقية بالنابالم الحارق وبالقنابل العنقودية المحرمين دوليا فجر اليوم، وهو ما تسبب باندلاع حرائق كبيرة في المناطق المستهدفة، وسقط قتلى وجرحى في الساعات الأولى من يوم الجمعة في قصف جوي على مدينة حمورية بالغوطة.
وأضاف الدفاع المدني أن قوات النظام واصلت ليلا وحتى فجر اليوم تصعيدها العسكري على مدن الغوطة وبلداتها مستهدفة بأكثر من مئتي صاروخ مدن سقبا وحمورية وعربين وكفربطنا موقعة إصابات بين المدنيين ودمارا كبيرا وحرائق في منازلهم وممتلكاتهم.
قبور جماعية و شوارع الغوطة تفيض جثثا
واضطر أهالي الغوطة لدفن القتلى في قبور جماعية بسبب كثافة القصف، حيث تسبب القصف في توقف العديد من المراكز الطبية، فضلا عن استهداف عدد من طواقم الإسعاف والإخلاء، وبالتالي تفاقم الأوضاع الإنسانية للسكان المحليين نتيجة الحملة العسكرية المكثفة لقوات النظام المدعومة من روسيا.
وكانت روسيا قد أعلنت أنه لا اتفاق في مجلس الأمن الدولي على وقف لإطلاق النار في سوريا يستمر 30 يوما بهدف السماح بإيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد الخميس، جلسة طارئة لمناقشة الأوضاع المأساوية لمنطقة الغوطة الشرقية في سوريا.
علاج المصابين “مهمة” شبه مستحيلة
وقال شهود إن موجة جديدة من القصف استهدفت الغوطة الشرقية في سوريا بلا هوادة يوم الجمعة وذلك قبل تصويت في مجلس الأمن الدولي للمطالبة بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أنحاء البلاد.
ولليوم السادس على التوالي قصفت طائرات حربية الجيب المكتظ بالسكان شرقي العاصمة وهو آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق.
 ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التصعيد الأخير أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 426 شخصا وإصابة مئات آخرين. ومن بين القتلى 98 طفلا على الأقل.
وتقول منظمات خيرية طبية إن الطائرات أصابت أكثر من عشرة مستشفيات الأمر الذي يجعل مهمة علاج المصابين شبه مستحيلة.
“جهنم” على الأرض
في السياق ذاته جاءت افتتاحية صحيفة التايمز بعنوان “جهنم على الأرض”. وقالت الصحيفة إن الأطفال “يذبحون” جراء قصف قوات الأسد للغوطة الشرقية.
وأضافت أنه في حال لم يتوقف هذا القصف، فإن على الغرب التفكير في ضرب المطارات الحكومية.
وأوضحت الصحيفة أن سوريا شهدت سلسلة من أحداث العنف التي وصفتها بـ”جهنم” بدءاً من عام 2011.
وذكرت أنه في عام 2016 سويت أحياء حلب الشرقية بالأرض.
وتابعت بالصحيفة بالقول إن الدرس الذي تعلمه النظام السوري من تجربته في حلب يتمثل في تجويع السكان ثم استهداف المستشفيات وعمال الإغاثة حتى يصاب الجميع بحالة من الإرهاق والتعب الشديد، ثم تخيرهم بين اتفاق على عملية إجلاء أو تدمير شامل.
وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة أمل ضعيف للغاية في أن يتوصل مجلس الأمن الدولي إلى حل لهذه الأزمة، مضيفة أنه توصل في السابق لوقف لإطلاق النار خلال هذه الحرب المستمرة إلا أنه لم يفض إلى أي حلول.
مجزرة متواصلة
وخلال الأيام الخمسة الماضية بلغت حصيلة القتلى في صفوف المدنيين أكثر من أربعمئة شخص -بينهم نحو مئة طفل- جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي اللذين يشنهما النظام على الغوطة الشرقية التي تعد آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق.
ومنذ الأحد الماضي يستهدف النظام الغوطة الشرقية التي يحاصرها منذ ست سنوات بحملة قصف كثيف مع مؤشرات على هجوم بري وشيك تستعد له القوات الحكومية.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد ذكرت أمس الخميس أن القصف الجوي والمدفعي أدى لتهدم أو تدمير 13 مستشفى وعيادة تدعمها خلال ثلاثة أيام فقط من القصف المستمر، حيث يقول الشهود إن مستشفيات عدة استهدفت في دوما وحمورية وعربين وجسرين وسقبا، فضلا عن مركز للدفاع المدني في دوما وغيرها من المرافق الطبية.
وباتت مستشفيات عدة خارج الخدمة، في حين تعمل أخرى رغم أضرار كبيرة طالتها، وأفادت الأمم المتحدة بوقوع هجمات طالت ستة مستشفيات، إضافة إلى مقتل عدد من الطواقم الطبية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى