آخر الأخبار

أطفال يتعرضون للخداع ويُطردون خارج أمريكا.. أُجبِروا على توقيع وثائق تقول إنهم مصابون بكورونا

بدأت الولايات المتحدة الأمريكية عمليات طرد وترحيل آلاف الأطفال المهاجرين القادمين من المكسيك، أو من دول أمريكا اللاتينية، دخلوا بطريقة غير شرعية إلى البلاد، بينما يحكي عدد منهم عن تعرضهم لـ”الخداع من طرف السلطات الأمريكية”، التي عمدت إلى إعادتهم لديارهم دون حتى أن يتم إخبارهم بذلك.

وفق تقرير لمجلة U.S. News الأمريكية، الخميس 6 أغسطس/آب 2020، فإنه منذ شهر مارس/آذار من هذا العام، طُرِد أكثر من 2000 طفل غير مصحوبين بذويهم بموجب إعلان طارئ أصدرته إدارة ترامب، استند إلى فيروس كورونا المستجد كسبب لرفض توفير الحماية لهؤلاء الأطفال بموجب قوانين اللجوء ومكافحة الاتجار الفيدرالية. ووجّه محامون وناشطون انتقادات بالغة للإدارة الأمريكية، بسبب استخدامها الجائحة العالمية ذريعةً لترحيل الأطفال إلى أماكن الخطر.

“كذبوا علينا”: حين اقتاد ضباط صبياً وشقيقته من منشأة احتجاز قرب الحدود الأمريكية-المكسيكية إلى حافلة في الشهر الماضي، اعتقد الطفلان أنهما في طريقهما إلى مأوى حتى يُلَم شملهما مع أمهما التي تقيم في وسط غربي الولايات المتحدة.

قال الصبي (12 عاماً)، إنه وُجِّه هو وشقيقته (9 أعوام) بتوقيع وثيقة اعتقدا أنها تهدف إلى إبلاغ المأوى أنهما خاليان من فيروس كورونا المستجد. وكانت الوثيقة باللغة الإنجليزية، التي لا يتحدثها هو ولا شقيقته، وكل ما فهمه منها هو كلمة “كوفيد”. 

سارت الحافلة بالصبي والفتاة 5 ساعات وصولاً إلى مطار حيث أُخبِرا بأن يصعدا على متن طائرة. 

وقال الصبي: “كذبوا علينا. لم يخبرونا بأنهم سيُعيدوننا إلى هندوراس”. 

الفيروس كذريعة: ولم يطَّلِع أي عملاء أمريكيين على مقطع الفيديو الذي حفظه الصبي على هاتفه المحمول ويُظهِر رجلاً مقنَّعاً يحمل بندقية، ويهدد بقتل الصبي وشقيقته، بعد أسابيع من مقتل العم الذي كان يرعاهما بالرصاص في يونيو/حزيران. وعلى الرغم من طردهما من الولايات المتحدة بموجب إعلان طارئ يتذرّع بالفيروس، قال الصبي إنهما لم يخضعا لفحص “كوفيد-19” قط.

وفرَّ الطفلان من هندوراس عقب ثلاثة أسابيع من مقتل عمهما، وعبَرا الحدود الأمريكية المكسيكية بمفردهما. وبموجب العملية العادية المنصوص عليها في القانون الأمريكي، كانا سيُحالان إلى منشأة حكومية للصغار ثم يُلمُّ شملهما في النهاية مع والدتهما. لكن بدلاً من ذلك، طُرِدا في 24 يوليو/تموز، بعد قضاء 3 أيام بمنشأة احتجاز أمريكية، ويعيشان الآن في هندوراس مع عم آخر يتطلع هو نفسه إلى مغادرة البلاد.

السلطات ترفض التعليق: على الضفة الأخرى، رفضت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية عديداً من طلبات التعليق على قصة الصبي، ورفضت كذلك وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بالولايات المتحدة التعليق، قائلة إنَّ الأطفال كانوا محتجزين لدى حرس الحدود حتى صعدوا على متن رحلة ترحيل سيّرتها الوكالة.

ورفض المتحدثون باسم الوكالتين الإجابة عن معظم الأسئلة حول كيفية تعاملهم مع ما يقرب من 70 ألف بالغ وطفل طُرِدوا بموجب إعلان الطوارئ الصادر في مارس/آذار.

كما رفضوا كذلك الإفصاح عن الكيفية التي يتخذون بها قرارات طرد الأطفال أو مكان احتجازهم قبل الطرد، وضمن ذلك في فنادق يُحتجَز فيها ما لا يقل عن 150 طفلاً غير مصحوبين بذويهم، لا تتجاوز أعمارهم سنة واحدة.

قصص مشابهة: كثيرٌ من المعلومات المعروفة عن عمليات الطرد تأتي من روايات أطفال مثل هذا الصبي، الذي روى تجربته لوكالة The Associated Press في الأسبوع الماضي، مسترجعاً التفاصيل بدقة تجعله يبدو كبيراً في السن.      

وحاورت دكتور إيمي كوهين، مديرة تنفيذية في مجموعة Every Last One الحقوقية، الصبي عدة مرات، وأعربت عن اعتقادها بصدق روايته، استناداً إلى محادثات أجرتها مع مئات الأطفال المهاجرين.  

وقالت إيمي: “حين كانت لديه فرصة التهويل والمبالغة في قصته، لم يفعل ذلك. وتتسق روايته للأحداث مع جميع من تحدث معهم. لا يوجد ما يستدعي اعتقاد أنها مُدبّرة”. 

ومنذ عام 2018، توفي 6 أطفال بعد احتجاز حرس الحدود لهم، وعديد منهم احتُجِزوا في ظروف أثارت تساؤلات حول كيفية تعامل الوكالة مع الأطفال. وتقول الوكالة إنها أجرت فحوصات طبية جديدة، وتنقل أي شخص مصمم على الحاجة لرعاية إضافية إلى المستشفى.

سوء معاملة: وفي هذه الأثناء، احتجت إدارة ترامب أمام المحكمة بأنَّ الأطفال الذين تسعى إلى طردهم لا يحق لهم الحصول على الحماية بموجب “تسوية فلوريس”، وهي اتفاقيةٌ عمرها عقدان، تحدد معايير لاحتجاز الأطفال المهاجرين.

وقال الصبي إنه احتُجِز في قفص مع 20 صبياً آخرين في نفس عمره أو أكبر. وفُصِل عن شقيقته، لكنه استطاع رؤيتها من على مسافة وهي محتجزة في قفص آخر. 

ومرة واحدة في اليوم، كان يأتي شخص ما ويقيس درجات حرارة الأطفال، لكن الصبي يقول إنه لم يخضع قط لفحص طبي أو اختبار لمعرفة ما إذا كان مصاباً بالفيروس. وقال إنه كان يرتدي قناعاً أحضره معه من هندوراس.

ولم يتمكن من الاتصال بوالدته من الحجز سوى مرة واحدة قبل طرده هو وأخته. وكانت المكالمة الهاتفية التي تلقتها من رقم هاتف في ماكالين بولاية تكساس.

وكانت المكالمة التالية التي تلقتها الأم من مسؤول في هندوراس، بعد بضعة أيام، يطلب منها إرسال أحد الأقارب لاصطحاب طفليها من ملجأ للأطفال المُرحَّلين، وعندها عَلِمَت أنهما طُرِدا.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى