آخر الأخبارالأرشيف

الأمم المتحدة لا تملك لحلب إلا عن قلقها لتدهور الأوضاع وصف الوضع فيها بـ”المرعب”

وصفت الأمم المتحدة الثلاثاء الوضع في شرق مدينة حلب السورية بـ”المخيف” بعدما دفع التقدم السريع لقوات النظام السوري داخل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة نحو 16 ألف مدني إلى الفرار نحو مناطق أخرى.

ويضاف توصيف المنظمة الدولية للوضع في شرق حلب إلى قائمة طويلة من الادانات والشجب وكأنها لا تملك لحلب إلا بيانات تجاهلها النظام السوري وحلفاءه فيما حفزته حالة عدم اليقين في الولايات المتحدة بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة.

اطفال-حلب

وكان من بين عوامل سقوط أكثر من ثلث شرق حلب في يد قوات النظام السوري تراجع زخم الجهود الدولية من أجل تسوية سلمية للأزمة تحت رعاية الأمم المتحدة التي باتت على الأرجح لا تملك إلا أن تصف ما يحدث بأنه مخيف بينما لم تصل المساعدات الانسانية للقسم الشرقي من المدينة المحاصرة منذ يوليو/تموز.

وعلى اثر الأحداث المتسارعة بعد سيطرة القوات السورية على حي مساكن هانانو ومنه فتحت دمشق وحلفاؤها الطريق للسيطرة على أحياء أخرى، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الثلاثاء مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع فوري لبحث تطورات الوضع في حلب وسبل تقديم المساعدات للسكان المحاصرين.

ومع استمرار عمليات الفرار من مناطق الاشتباك بين قوات النظام والفصائل في حلب، أعرب رئيس العمليات الانسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين الثلاثاء عن “غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المقلق والمخيف في مدينة حلب”.

وخسرت الفصائل المعارضة الاثنين كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية اثر تقدم سريع أحرزته قوات النظام وحلفاؤها في اطار هجوم بدأته منتصف الشهر الحالي لاستعادة السيطرة على كامل مدينة حلب. ودفعت الاشتباكات الالاف الى الفرار.

وقال اوبراين إن “كثافة الهجمات على أحياء شرق حلب في الأيام الأخيرة” أجبرت حوالى 16 ألف شخص على “الفرار إلى مناطق أخرى من المدينة”.

ولا يشمل هذا العدد الآلاف من المدنيين الذين نزحوا داخل الأحياء الشرقية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأحصى المرصد الثلاثاء فرار أكثر من سبعة آلاف مدني إلى حي الشيخ مقصود ذو الغالبية الكردية وأكثر من خمسة آلاف إلى مناطق تحت سيطرة قوات النظام، بعد حصيلة سابقة الأحد أفادت بنزوح عشرة آلاف مدني خارج الأحياء الشرقية.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن الثلاثاء أن الاف نزحوا منذ ليل الاثنين الثلاثاء الى مناطق سيطرت عليها قوات النظام في اليومين الأخيرين وتحديدا من حيي الشعار وطريق الباب اللذين يشكلان حاليا خطوط المواجهات بين طرفي النزاع وفيهما كثافة سكانية مرتفعة.

انحدار نحو الجحيم

وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بتينا لوشر الثلاثاء في جنيف إن المدنيين في شرق حلب يواجهون ظروفا “رهيبة” واصفة الوضع بأنه “انحدار بطيء نحو الجحيم”.

وحتى بدء الهجوم، كان يعيش أكثر من 250 ألف شخص في الأحياء الشرقية في ظروف صعبة نتيجة حصار بدأته قوات النظام قبل حوالى أربعة أشهر. ودخلت آخر قافلة مساعدات إنسانية الى مناطقهم في يوليو/تموز.

وشوهدت عشرات العائلات معظم أفرادها من النساء والأطفال، تصل تباعا سيرا على الاقدام. ويعاني أفرادها من الارهاق والبرد الشديد والجوع، حتى أن بعضهم ليس بحوزته المال لشراء الطعام.

وهي المرة الأولى، بحسب المرصد، التي ينزح فيها هذا العدد من السكان من شرق حلب منذ 2012 حين انقسمت المدينة بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام.

ووجهت الأمم المتحدة الاثنين نداء عاجلا إلى الأطراف المتحاربة ليتوقفوا عن قصف المدنيين في شرق حلب، معربة عن “قلقها البالغ” حيال مصير المدنيين الواقعين بين نارين “في ظروف مروعة”.

وأظهرت مقاطع فيديو دمارا هائلا في شرق حلب في الوقت شاهد مراسل الوكالة في شرق حلب عشرات العائلات معظم افرادها من النساء والأطفال، تصل تباعا سيرا على الاقدام. ويعاني أفرادها من الارهاق والبرد الشديد والجوع، حتى ان بعضهم ليس بحوزته المال لشراء الطعام.

وأعلن جهاز الدفاع المدني في شرق حلب الاثنين نفاذ كامل مخزونه من الوقود، ودعا جميع “المنظمات الإنسانية والإغاثيّة والطبيّة التدخل السريع لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون”.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني في حي الأنصاري ابراهيم أبو الليث لفرانس برس بصوت متقطع “النزوح جماعي والمعنويات منهارة تنام الناس على الاأرض. لا مأكل ولا مشرب ولا مأوى أو ملجأ”.

اجتماع فوري

وازاء ما وصفه بـ”الكارثة الإنسانية” في شرق حلب، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الثلاثاء مجلس الامن الدولي بعقد اجتماع “فورا” من اجل “النظر في الوضع في هذه المدينة الشهيدة وبحث سبل تقديم الاغاثة لسكانها”.

وقال آيرولت في بيان “ثمة حاجة ملحة أكثر من اي وقت لتطبيق وقف للأعمال الحربية والسماح بوصول المساعدة الانسانية بدون قيود”.

ومن المقرر عقد محادثات بشأن سوريا الثلاثاء في مجلس الامن الدولي، لكنها ليست على ارتباط بالوضع في حلب.

وتشكل سيطرة قوات النظام على اكثر من ثلث الأحياء الشرقية وفق المرصد، الخسارة الاكبر للفصائل المعارضة منذ سيطرتها على شرق المدينة في 2012.

في المقابل، يعد تقدم النظام أكبر انتصاراته بعدما استعاد المبادرة ميدانيا منذ بدء روسيا حملة جوية مساندة له قبلأ من عام، وفي ظل عجز دولي كامل إزاء ايجاد حلول لتسوية النزاع المستمر منذ اكثر من خمس سنوات.

وأفاد المرصد السوري الثلاثاء بمقتل عشرة مدنيين على الاقل جراء غارات شنتها طائرات روسية على على باب النيرب تحت سيطرة الفصائل، في وقت تركزت فيه الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في حييي طريق الباب والشعار الملاصقين لحيي جبل بدرو والصاخور الاستراتيجي اللذين خسرتهما الفصائل امس.

وذكرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من بشار الأسد في عددها الثلاثاء أن الجيش بدأ الاثنين “المرحلة الثانية من عمليته العسكرية الهادفة إلى تحرير الأحياء الشرقية من حلب باقتحام الأحياء الجنوبية منها”.

وأوضحت أنه “في حال سيطرة الجيش على حي طريق الباب، يغدو بمقدوره الوصول إلى حي الشعار الذي يعد من أهم معاقل جبهة النصرة” التي بات اسمها جبهة فتح الشام بعد فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى