آخر الأخباركتاب وادباء

الحراك الجزائري بين التدليس والتصحيح

بقلم الباحث السياسي والخبير الاستراتيجي الجزائرى

رضا بودراع

ان التدليس بأن مطالب الحراك كانت فقط لا للخامسة
ولا للباءات ولا للعصابة ولا للفساد من تقنيات الاكراه النفسي في الحرب الهجينة ومخرجاتها خطيرة
فإذا استقر الوعي على ذلك الاكراه النفسي
يعني انه انتهت جدوائية الحراك و تحققت المطالب بغض النظر عمن حققها !!
ومنه يتم اعدام الحراك باعتباره مطلبا تم تحقيقه!!

٢- و اخطر منه اعدام الفكرة التحررية له و التي تجسد القطيعة مع جذور المعضلة الاربعة للامة الجزائرية
(منظمومة دولية مهيمنة /نظام وظيفي ينوب عنها/ و منظومة سياسية تحيط به وتغذبه وتمتص النزعة التحررية للشعوب/ واخيرا حجم التشوهات النفسية التي لحقت الفرد من طول الاحتلال ولاستبداد)

٣- لذلك فقد غاب في مشروع الرئيس المُجّلس الروح النوفمبرية التي نفخها الحراك مرة اخرى في جسد الامة الجزائرية

٤- لقد غاب في مشروع تبون كل شيء عدا البرامج التفصيلية

٥- وقد غابت الفكرة الوطنية التي تحل محل الفكرة الاستخرابية (الاستعمارية )والاستبدادية( الوظيفية)

٦- غابت هوية الدولة التي تتماهى مع هوية الفرد وانتماءه الحضاري

٧- و غابت القطيعة مع النظام المتعفن المولد للاستبداد .

٨ – وغابت في مشروعه الارادة الشعبية في التغيير الجذري .

٩ – و غابت الجذور الاساسية للازمة السياسية بغياب الموقف الصريح من انقلاب التسعينات على الشاذلي رحمه الله بل تم في الخطاب القفز على الحقيقة رغم انكشافها بالادلة الدامغة .

١٠ – وغاب الموقف الصريح من محرقة التسعينات وممن تورط فيها من اجهزة الدولة (الطرف الثاني قد تعامل معه القضاء “الخاص”) بل نلاحظ عودة المنظومة القديمة .

١١- و غاب #سهم_الحراك في القضاء على العصابة وهو احق بتلك الشرعية ، فمشروع تبون حيّد طرفا منتصرا (الشعب وقواه الحراكية) وهضمه حقه وغنائمه السياسية
بالاستلاء المطلق على السلطة وذهب ليتحالف مع باقي العصابة ومفرزاتها
وجعل من الشعب طرفا مُقصى ولا يستحق الا ان يُعلف ويضلل بوعود استهلاكية.

١٢ – و غاب في مشروعه استدعاء العقول الجزائرية لحل المعضلة الجزائرية والاقتصار على دهاليز العلبة السوداء للنظام التي لم تكشف صراحة عن مشروعها التي تريد فرضه على الامة الجزائرية

١٣ – و غاب الموقف من الاتفاقات الراهنة للسيادة وان ذلك يقتضي استدعاء الشعب لاحداث الحراك المتوافق مع استحقاقات هذه المعركة الفاصلة كما فعلت سويسرا في المثير من قضاياها المصيرية امام منظومة العولمة

١٤- و غاب فيه الحضور الفعلي للشباب واعتبارها فراخ تنتظر التسمين بوعود المناصب ، في حين يطالب الشباب بالمشاركة في الحكم وبناء الدولة خاصة الطلبة الذين كانوا القوة الواعية في الحراك الشعبي

١٥- و غابت فكرة التشاركية في الحكم لصالح مركزية الدولة
فقد أصل خطاب تحليسه الاول مثلا ( الذي كرر لفظ ستفعل الدولة ٣٤ مرة ) مركزية الدولة الإله التي تحيي وتميت واليها المنتهى السياسي والحياتي!!

١٦- و غابت فكرة خلق و توزيع الثروة بين الشعب وأصّل لاحتكار الدولة للثروة ومن ثمة توزيع المال وفق السياسات الحكومية وهذا هو الاحتكار و هذه هي الهيمنة المالية والوظيفية الاقتصادية لصالح المنظومة الدولية المهيمنة .

١٧- وأصّل وأقرّ توجه العقيدة العسكرية للجيش ان العدو الاستراتيجي هو الجوار وليس فرنسا لما تكلم عن الصحراء الغربية ثم ركبها بالعقيدة السياسية التي لا زالت مقتنعة بالاتحاد المغاربي وهنا اللعب بين تضليل العاطفة الشعبية سياسيا وتحقيق مفهوم الوظيفية عسكريا.
١٩- وبدا في مشروعه مواصلة الحكم بنموذج العصابة القديم الذي يقوم على خلق اجنحة وتوازنات يحكم البلد من خلال تناقضاتها وتعدد ولاءاتها للقوى الخارجية المتربصة .
٢٠- وبدا جليا العزم على استنزاف الثروة ( رزق الاجيال القادمة)ورهنها في اياد ليست جزائرية كملف الغاز الصخري .

اذا #ما_العمل ؟
والتوجيه السياسي امام كل هذه الغطرسة هو تبني نفس التوجه التكتيكي للسلطة الفعلية
فإذا كان يعتبر الجيش تبون مرحلة لكسب الوقت و اعادة انتاج النظام( الذي سيعاني حتما من هشاشة هيكلية طيلة العقدين القادمين )
فينبغي الطرف المنتصر الثاني وهو الشعب بحراكه ان يعتبره ايضا مرحلة لكسب الوقت وهيكلة قواه الحية.
وتفعيل ادوات القوة في المجتمع كالافكار و التنظيمات والاعلام و مراكز البحث وان كانت ابتدائية و اختراق هيكل الدولة لانكم انتم الاحق بها ولابد ان يستند ذلك لقناعات تحررية راسخة و ابتكار نموذج اقتصادي جديد كشبكات ومنتديات اقتصادية محلية جهوية ووطنية يدور فيها رأس المال المجتمعي دون المرور على قنوات الدولة وهذا ممكن جدا …و غيرها من ادوات القوة التي ينبغي ابتكارها وتفعيلها
لخلق نظام بديل عن نظام العصابة

واصحاب النفس الثاني هم من سيكسبون في الحراك الثاني
والموجة الثانية قادمة لا محالة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى