آخر الأخباردنيا ودين

الدروس المستفادة من قصة طالوت وجالوت فى القرآن

إعداد الشاعرة والأديبة

منى صلاح

نائب رئيس فرع مصر

عضو مؤسس فى إعلاميون حول العالم

التدبر فى كتاب الله من صفات المؤمنين وقال القرطبي فى التفسير تحمل قصة طالوت وجالوت دروس عظيمة لكل الأمم، وذكر الله تعالى تفاصيل القصة ابتداءً من حال بني إسرائيل إلى اختيار طالوت والخروج

إلى الحرب حتى الوصول إلى النصر ليتم الأخذ بالعِبَر الآتية: 

 عدم الاستسلام للظلم، ومواجهة الظالمين، الأخذ بالأسباب والإيمان بنصر الله تعالى يغلب الفرق في العدد

القرآن الكريم فيه قصة طالوت نستلهم منها مزيداً من العبر والدروس، فالمتوقع أنه بمجرد أن نكص الزعماء عن القتال أن يتولى معهم جنودهم وأنصارهم، وحتى الذين لم يتولوا فليسوا جميعاً صادقين، حيث إنهم اعترضوا على قيادة طالوت قائلين «أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالمُلك منه ولم يؤت سعة من المال»، وهنا يظهر هدفهم سافراً واضحاً وهو أن يكون القائد الأعلى واحداً منهم، ويكون الكيان هشاً، لأن كلا منهم يريد مصلحته الشخصية فقط دون النظر لمصالح الأمة، ويظل كل واحد منهم على كرسيه ويبقى التمزق على حاله، إنهم يرفضون زعامة طالوت لأنهم -في تصورهم- أحق بالملك منه، فهم الذين ورثوا الزعامة كابراً عن كابر، وهم أصحاب الغنى والثراء، وهم الذين شاركوا في الحروب السابقة، وبالتالي هم الممثلون الشرعيون للشعب. وأوضح أن زعماء القوم ذهبوا إلى النبي ليفوتوا الفرصة على طالوت وأمثاله من القيادات المؤمنة الصاعدة، وحرصوا على أن يكون التعيين صادراً من القيادة الروحية، وهي نبيهم، لكن النبي الفطين الحكيم المؤيد بوحي الله، يعيّن القائد الذي لا يصلح سواه لهذه المرحلة، ليس ذلك فحسب بل إنه قبل ذلك يكشفهم أمام جماهيرهم، حين يعلمهم بأن الله قد فرض عليهم القتال فيكون منهم النكوص.
ويشاء الله تعالى أن يجعل لطالوت كرامة يزيد فيها من رصيده في القلوب وقبوله في النفوس وليطوع له الرقاب، فتكون آية ملكه وعلامة اصطفاء الله إياه أن يأتي التابوت إلى قومه بني إسرائيل تحمله الملائكة _وهو صندوق فيه بعض آثار لما تركه آل موسى وآل هارون، يبدو أن بني إسرائيل فقدوه في إحدى معاركهم التي هزموا فيها_.

ويدرك طالوت أن في جيشه من التحق به خجلاً أو بدون إيمان واقتناع، وأن فيهم المنافقين ومرضى القلوب وضعاف النفوس الذين إذا كانوا في الجيش زادوهم خبالاً، فكان لا مناص من استثنائهم، ويقف طالوت خطيباً بالجند فيعلمهم أن الله مختبرهم بنهر فمن شرب منه فليس من طالوت وليفارق الجيش، وأما من يصبر ولم يشرب أو شرب غرفة بيده فهو فقط الذي يسمح له بالاستمرار، ونستفيد منها أن من لا يصبر على الماء لا يرجى منه أن يصبر إذا حمي الوطيس، والذي لا يطيع قائده في الأمر الصغير فلن يطيعه في الأمر الكبير.
وتحكي الآيات نكوص أكثرية الجند وقعودهم إذ شربوا من النهر، ولا يبقى مع طالوت إلا أقل القليل، حتى قيل إنه خرج مع طالوت 80 ألف جندي وما جاوز النهر معه سوى 4 آلاف جندي، وينظرون إلى أنفسهم فيستصغرونها أمام جحافل جالوت بعددهم وعُددهم ويقولون: «لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده»، فلو تأخر القتال كي نزيد عددنا وعتادنا، ويرجع عدد كبير من الـ4 آلاف جندي، ولم يبقَ معه إلا 317 جنديا، حتى قيل إن عدد الجنود مع طالوت هم نفس عدد المؤمنين في غزوة بدر مع النبي صلى الله عليه وسلم.

قصة طالوت وجالوت كلنا عارفنها و قرأناها كتيرا في سورة البقرة و هناك منا من يحفظها و يعرف انها حدثت مع بنيو اسرائيل لكن بعد سيدنا موسى وانهم طلبوا من نبي لهم يقال انه شمعون عليه السلام اجعل لنا ملكا نقاتل في سبيل الله لانهم لا طاقة لهم بجالوت وجنوده وفعلا النبي قال لهم ان الله اختار لكم طالوت ملكا و برغم ذلك بنو اسرائيل اعترضوا على اختيار النبي لطالوت الذي ماهو الا اختيار الله وقالوا نحن احق منه بالملك لانه لم يؤت سعة من المال وبعد جدال مع النبي وافقوا وذهبوا لقتال جالوت وقبل المعركة طالوت اختبرهم وقال لهم سيقابلكم نهر فمن شرب منه فهو ليس مني بمعنى ينفصل عن الجيش ولن يقاتل معنا و لكن مسموح بشربة واحده فقط كان يفعل ذلك ليختبر صدق واخلاص الجنود وهو يعلم كم من فئة قليلة هزمت فئة كثيرة بإذن الله وفعلا اكثر الجنود ضعف امام الماء مع شدة التعب والارهاق و رسب في اختبار الاخلاص والصبر ولم يمضي لقتال جالوت الا فئة قليلة ثم قتل داوود جالوت أمسك داوود بحجر من الأرض وقال باسم الله ارمي فضربت جالوت في منتصف جبهته واردته قتيلا وانتهى القتال ……الملاحظ ان نبي اختار انسان عادي نصبه ملك وقائد لجيش المسلمين وانه كان في داخل الجيش نفسه نبي آخر وهو سيدنا داوود عليه السلام لم يختاره الله للملك ولا للقياده كان عمره وقتها حسب ما قرأت ١٦ عاما فقط لكن كان عنده يقين جيش كامل بكامل عدته وان بنو اسرائيل اعترضوا على اوامر نبي الله بالقتال وقالوا اختر لنا ملك و ايضا عندما عين الله الملك لهم اعترضوا عليه ثم لم يطعه الا قليل واخيرا من قتل الطاغية لم يكن طالوت الملك وانما داوود النبي حديث السن قتله بيقينه بالله فقط …..فسبحان الله العظيم قدر كل شيء تقديرا وما أوتينا من العلم الا قليلا

أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ . وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ . وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ . وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ . فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ . تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [البقرة246-252]

الدروس المستفادة:

  • المعصية سبب لزوال النعمة.
  • المؤمن إذا عصى يسارع إلى التوبة.
  • قيمة الإنسان بإيمانه.
  • ليس للعبد اختيار فيما أمر الله.
  • ينبغي للقائد أن يختبر صبر جنوده وشجاعتهم عند القتال.
  • قليل من الرجال الذي يثبتون عند الشدائد.
  • النصر من عند الله، وليس بكثرة العدد.
  • دعاء الله من أجل الانتصار.
  • معادن الرجال لا تظهر إلا في الشدائد.
  • الوفاء بالوعد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى