الأرشيفتقارير وملفات

السعودية توظف مليارات الدولارات البترولية لنشر الفكر الوهابي

دور المملكة العربية السعودية في تمويل الحركات الإرهابية العالمية يحتاج إلى تحليل عميق. فالسعودية تعتبر راعية للإسلام والأب الروحي له؛ لاحتوائها على اثنين من أقدس الأماكن الإسلامية: مكة المكرمة والمدينة المنورة، اللتين يزورهما المسلمون من جميع أنحاء العالم في موسم الحج كل عام.

فالتمويل هو الوقود الذي يحفز أي عمل. لا شيء يمكن أن يتحقق دون استثمار وافر. فالتطرف المسلح أيضًا الذي نشهده اليوم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم يتم بتمويل من الدولارات البترولية للمملكة العربية السعودية الغنية بالنفط. لكن كما يقولون “لا توجد وجبات مجانية في هذا العالم”؛ لذا فالمملكة العربية السعودية تمول لنشر فكرة التطرف عبر كل زاوية وركن في هذا العالم؛ من أجل تدعيم مصالحها في المستقبل.

الصورة العربية للترف والثراء الباهظ للملك السعودي وأمراء آل سعود يتم تغذيتها من خلال مئات الملايين من الدولارات التي تكسبها الدولة الاستبدادية من تصدير النفط والاستثمار في السندات والأسهم وغيرها عبر العالم. وحيث إن النفط والموارد الطبيعية الأخرى سريعة الفناء، فإن المملكة تخطط للاعتماد على الأرباح من استثماراتها العالمية، ولعل أهم تلك الأرباح المضمونة ما ستكسبها من ملايين المسلمين القادمين إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج.

هذا هو السبب في أن السعودية تنفق بسخاء لنشر الإسلام في جميع أنحاء العالم، لكن على وجه الخصوص نشر النسخة الخاصة بها وهي الوهابية. وكلما زاد الأتباع، تضاعف دخلها في المستقبل القريب.

فالوهابية هي اتجاه إسلامي متشدد ينتسب إلى عالم الدين، محمد بن عبد الوهاب. وتعاليم ابن عبد الوهاب يتم رعايتها والإشراف على تطبيقها من قِبَل ملوك السعودية المتعاقبين.

بدأ السعوديون تصدير الفكر الوهابي أوائل السبعينيات، عندما بدأت الثروة النفطية في البلاد تنمو بمعدل متزايد. وأنفقت الأسرة السعودية المالكة على نشر المدارس والمعاهد الدينية والمساجد والمراكز الإسلامية؛ لنشر هذا الفكر المتشدد في جميع أنحاء العالم.

واليوم أصبحت النسخة الوهابية هي الشكل السائد والأكثر هيمنة على الدين الإسلامي، على الرغم من أنها تعتبر خارج المذاهب الفقهية الرئيسية الأربعة للمذهب السني: الحنفي، الشافعي، الحنبلي والمالكي.

هذه هي قوة السعودية التي رعت الإسلام الوهابي، واستطاعت نشره اليوم باعتباره الشكل الوحيد للإسلام في جميع أنحاء العالم، حيث تم ذكر الجهاد في مواضع مختلفة في القرآن الكريم وصحيح البخاري. فهناك الجهاد المعنوي كجهاد النفس والشيطان، وهناك الجهاد المادي كالجهاد بالنفس والأموال. ولعل أكثر تفسير يجري تبنِّيه واستخدامه من جانب السعودية الوهابية هو الجهاد المادي بالأموال.

ووفقًا للباحث السعودي، حمود عقلا الشعيبي، فإن “أهمية الجهاد المالي ليست أقل شأنًا من الجهاد بالتضحية بالنفس، بل حتى أكثر أهمية”.

في عام 2003 أفاد تقرير لجنة من مجلس الشيوخ الأمريكي أنه في السنوات الـ 20 السابقة (1980-2000) أنفقت المملكة العربية السعودية 87 مليار دولار على تعزيز الفكر الوهابي في جميع أنحاء العالم. وشمل ذلك تمويل 210 مراكز إسلامية، و1500 مسجد، 202 معهد ديني.

في الوقت ذاته تشير التقديرات المختلفة إلى أن المبالغ التي تنفقها الحكومة السعودية عبر عدة جبهات على هذه المؤسسات الموجهة تصل إلى 3 مليارات دولار سنويًّا. كما ذكرت الصحف الهندية مؤخرًا أن المملكة العربية السعودية لديها برنامج ضخم قيمته 35 مليار دولار لبناء مساجد ومدارس دينية في جنوب آسيا، حيث توجد هناك الجاليات المسلمة الرئيسية في الهند وباكستان وبنجلاديش.

هذا المال من شأنه إخماد الأصوات الإسلامية المعتدلة، كما يجعل سم التطرف يتدفق في كل المجتمعات المسلمة في جميع أنحاء العالم، من تنظيم حركة الشباب في الصومال، إلى بوكو حرام في نيجيريا، فالجماعة الإسلامية في إندونيسيا. فأغلب المنظمات الإرهابية المسلحة التي تنشر مخالبها في جميع أنحاء العالم هي مستلهمة من الفكر الممول من قِبَل المملكة العربية السعودية.

وكشف تقرير في يونيو 2013 صادر عن الإدارة العامة للسياسات الخارجية في البرلمان الأوروبي أن المنظمات الإسلامية الممولة سعوديًّا متورطة في دعم وتوريد الأسلحة إلى الجماعات المتمردة في جميع أنحاء العالم. ويحذر من تلك المنظمات الوهابية، مشيرًا إلى أنه “لا توجد دولة في العالم في مأمن من عملياتها الإرهابية”. كما ذكر التقرير أن عائدات النفط في المملكة تمول الإرهاب العالمي.

تم مرارًا وتكرارًا إثبات أن السعودية هي أكبر مصدر للتمويل في العالم لجميع الجماعات الجهادية الإرهابية المسلحة، مثل “تنظيم القاعدة” و”حركة طالبان” الأفغانية وتنظيم “عسكر طيبة” في جنوب آسيا. وهذه الظاهرة المدمرة أصبحت تتم تحت اسم “الجهاد بالأموال”. لكن ماذا عن الموقف الدولي؟ تقريبًا جميع قرارات مجلس الأمن الدولي التي تمنع تمويل الإرهاب العالمي تتسطح؛ بسبب التواطؤ لخدمة مصالح النظام السعودي الثري مع زعماء العالم. على سبيل المثال علاقة العائلة المالكة السعودية بعائلة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش؛ لذا سوف تستمر أكاذيب مصطلح الجهاد العالمي وروابطه بالسعودية مع الإفلات من العقاب.

فلا عجب من أن أموال النفط السعودي وصلت إلى كثير من الأماكن، مثل بوسطن ومدريد ومومباي وموسكو وباريس وبروكسل وغيرها، حيث لطخ العنف الإرهابي الأرض بدماء المدنيين الأبرياء.

اليوم الوهابية التي ترعاها السعودية هي مدرسة فكرية مسيسة وخطيرة للغاية، هدفها الرئيسي مواجهة النفوذ المتزايد للقيم الليبرالية الحديثة، وقبل كل شيء مواجهة فكرة الديمقراطية نفسها.

حسان

مثال الشيخ محمد حسان لنشر الفكر الوهابى فى مصر 

رحلة السعودية بالنسبة له كانت ناجحة للغاية فالرجل عاد منها وقد أصبح من الأثرياء لكن ليس لدرجة إمتلاكه إثنان مليار من الدولارات ويمكننا القول بثقة أن السعودية وفرت له بذرة الثروة التى تكاثرت داخل مصر ووسط شعبها بعد أن عاد حسان من السعودية وهو يملك حظوة وسط التيار الإسلامي فعاد محملا ببعض دولارات السعودية وحمل ضمن ما حمل معه ما شكل ملامحه ومنها الطرحة الشهيرة التى يرتديها والتى يقتضى فيها بنفس الطرحة التى يرتديها الوهابيون هناك الشيخ حسان الذي أدرك أن الإستثمار في الدين هو أنجح أنواع الإستثمار خاصة وسط البسطاء طرق أبواب الثروة عبر شرائط الكاسيت والمحاضرات الدينية قبل أن يفتتح قناته الشهيرة التى حازت نسبة مشاهدة عالية ضمنت لها مداخيل عالية جدا عبر الإعلانات ورسائل الإس إم إس التى تستحوذ على مساحة كبيرة من شاشة عرض القناة إضافة إلى الهاتف الإسلامي الذي أصبح أحد أكبر استثمارات الشيخ حسان وعبر كل ذلك تضاعفت ثروة الشيخ حسان حتى وصلت إلى 2 مليار دولار تتوزع بين نقدي وأصول عقارية وسيارات واستثمارات بيانها كالتالي: – فيللاته تنتشر في أكتوبر وجمصة والعاشر من رمضان وكفر البدماص وميت بدر في المنصورة واشتري فيللا حليمو في مدينة الشروق -العائلة لديها أسطول سيارات خصص لنفسه اثنتين منها الأولي فولكس واجن باسات ألمانية الصنع والثانية أكبر وأحدث نوع من التويوتا مالك قناة الرحمة وتحصد القناة شهريا حوالي مليون و800 ألف جنيه من إعلانات التلي شوب، وهي إعلانات عن بطاطين وحلل وأطباق وأطقم سراير، هذا غير المحمول الإسلامي علي خط الإعلانات تأتي مليون جنيه تدخل القناة شهريا من الاتصالات المدفوعة مقدما من المشاهدين الذين يتسابقون علي برامج الفتاوي وخاصة التي يكون مقدمها الشيخ حسان، الرسائل القصيرة التي تحتفي بها القناة دخلها حوالي 900 ألف جنيه شهريا، ومن المعروف فأثناء أزمة الرسوم المسئية للرسول، وكان أيامها في قناة الناس، أطلق صرخته المدوية أن انصر رسولك ولو برسالة، دون أن يعلم المشاهد أن ثمن هذه الرسالة لن يذهب إلي الرسول، ولكن سيتفرق ثمنها بين شركة الاتصالات والقناة وجيب الشيخ حسان شخصيا. من بين ما يمتكله الشيخ محمد حسان كذلك عددا من القصور والفيللات، فلديه طبقا لدراسة هاني الديباني مجمع سكني في مدينة 6 أكتوبر عبارة عن خمس عمارات علي ألف متر، وتصل القيمة الأولية لهذا المجمع 15 مليون جنيه، وهي المجمع الذي شهد آخر أزمة تعرضت لها عائلة الشيخ محمد حسان، عندما ادعت امرأة من الشرقية أن أحمد نجل حسان الأكبر تزوجها عرفيا، ثم لا يريد أن يعترف بالزواج، وهو ما أكدته وأثبتته في محاضر رسمية، فقد تهجمت علي عمارات 6 أكتوبر، التي تعتبر الآن المقر والمستقر الرسمي لعائلة الشيخ وعائلته كلها. يمتلك الشيخ كذلك فيللا في مدينة العاشر من رمضان، وفيللا في مدينة الشروق، يقال إنها كانت مملوكة لحليمو وهو من أشهر مشجعي النادي الأهلي، وهناك كذلك فيللا بجمصة يصيف فيها الشيخ وعائلته، فهو لا يصيف في الساحل الشمالي، ولا يفضل أن يصيف في الخارج، لأنه بالأساس ليس لديه وقت لذلك، هناك كذلك فيللا يمتلكها الشيخ في كفر البدماص بمدينة المنصورة أمام كلية الدراسات الإسلامية، وفيللا أخري في ميت بدر بالمنصورة أيضا، هذا غير بيت الشيخ الكبير في دموه مسقط رأسه، وهي القرية التي لم ينسها حسان بل ما زال يتردد عليها تقريبا أسبوعيا، وإلي جوار هذه العقارات يملك محمد حسان حوالي 200 فدان في أماكن متفرقة، منها 50 فداناً علي طريق مصر إسكندرية الصحراوي.

أوراسيا ريفيو – سورا جيوتي شارما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى