آخر الأخبار

السعودية «لم تعد تثق في حماية ترامب لها».. الغارديان: الرياض سارعت للبحث عن تهدئة التوتر مع إيران

قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن
السعودية بعثت برسالة إلى واشنطن ولندن تقول فيها إنها تريد أن ترى تراجعاً في حدة
الصراع بين الولايات المتحدة إيران، في إشارة إلى توتر السعودية بشأن إمكانية
تعرضها لضربات الصواريخ الإيرانية، وعدم ثقتها في مصداقية التزام دونالد ترامب
تجاه حلفائه في الخليج على المدى الطويل. 

تقرير للصحيفة البريطانية نشر الخميس 9 يناير/كانون الثاني 2020، أوضح
أن تلك النبرة ظهرت في مجموعة من التغريدات الدبلوماسية منذ اغتيال اللواء قاسم
سليماني، ولكن نقلها أيضاً بشكل شخصي نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان.  

المسؤول السعودي عقد اجتماعات هذا الأسبوع مع ترامب وجاريد كوشنر، صهر
الرئيس، في واشنطن ثم في لندن مع وزير الدفاع البريطاني، جون والاس، وكبير مستشاري
وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط، الفريق السير جون لوريمر، ومستشار
رئيس الوزراء للسياسات الخارجية، ديفيد كوراي. والتقى أيضاً بشخصيات كبيرة في
وزارة الخارجية. 

إذ لم يؤكد البيت الأبيض اجتماع خالد بن سلمان مع ترامب إلا بعد نشر
الجانب السعودي صوراً للاجتماع، في مخالفة واضحة للبروتوكول. 

https://twitter.com/KSAmofaEN/status/1214586213014867971بينما
حملت الاجتماعات، ورسالة الحد من تصعيد الصراع، التي رددتها دول الخليج الأخرى
الغنية بالنفط مثل الإمارات، أقصى درجات القلق من أن تتحول المواجهة الإيرانية
الأمريكية إلى مواجهة شاملة واسعة النطاق. 

إذ قال المحللون إن رسالة الرياض توضح أنها لا تريد أن تكون أراضيها
في مقدمة خطوط المواجهة في حال شن أي هجوم على إيران، بالرغم من إدراكها عدم
إمكانية تجنب التورط إذا تطوّر الصراع. 

في الأيام الأولى الحرجة التي أعقبت اغتيال سليماني، حذّر العديد من
القادة الإيرانيين دول الخليج من العواقب إذا أصبحت أراضيها منصة لشن الهجمات على
طهران. وقال أحدهم إن دبي سوف تكون أول مدينة مستهدفة.  

تعرضت السعودية للضربات الإيرانية من قبل في سبتمبر/أيلول الماضي، من
خلال هجوم صاروخي وقصف بطائرات مسيرة على منشآت النفط الخاصة بشركة أرامكو
السعودية في بقيق وخريص. واندهشت الرياض عندما لم ترَ أي رد فعل عسكري من إدارة
ترامب على هذا الهجوم، بالرغم من إعلان الاستخبارات الأمريكية مسؤولية إيران عن
الهجوم، ووصف البيت الأبيض هذا الهجوم بأنه «إعلان حرب». 

من المنتظر أن يؤكد تقرير الأمم المتحدة، الذي لم ينشر بعد، التقييم
الأمريكي بشكل غير مباشر من خلال رفض مزاعم الحوثيين في اليمن بأنهم مسؤولون عن
الهجوم. كما يشير تقرير الأمم المتحدة إلى أن الهجوم جاء من الشمال، وأن تطوّر
الأسلحة المستخدمة يؤكد استبعاد تنفيذ الحوثيين لتلك الهجمات. 

لكن نشر تقرير الأمم المتحدة، بعد أربعة شهور من الهجوم، سوف يُذكر
الرياض بعدم المصداقية الأمريكية. لم يكن ترامب مستعداً لتوجيه أي ضربات للدفاع عن
البنية التحتية النفطية السعودية، ولكن كان مستعداً لقتل أبرز شخصية عسكرية في
إيران بعد محاصرة مجمّع السفارة الأمريكية في بغداد. 

تقول الصحيفة البريطانية إن ذلك يؤكد مزاعم ترامب في شهر أكتوبر/تشرين
الأول، أن السعودية «لن تستمر لأكثر من أسبوعين» بدون الحماية العسكرية
الأمريكية.

 حتى في الاحتفال بمقتل سليماني يوم الأربعاء، 8 يناير/كانون
الثاني، أكَّد ترامب على رغبته باستبدال قوات من حلف الناتو ببعض القوات الأمريكية
في الشرق الأوسط، الفكرة التي أطلق عليها «ناتو الشرق الأوسط». كما أكّد
على قطع «الحبل السُرّي» الذي يربط الولايات المتحدة بالشرق الأوسط،
مشيراً بذلك إلى النفط. إذ قال إن الولايات المتحدة أصبحت تتمتع بالاكتفاء الذاتي
من الطاقة.

 ذلك لا يعني أن الدول السُنية تواجه انسحاب أمريكي فوري، فإن
العدد الفعلي للقوات الأمريكية في المنطقة يتزايد، ولكنه يتطلب إعادة بناء بعض
التحالفات المُدمّرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى