آخر الأخبارالأرشيف

السفير السعودي غادر القاهرة بالفعل وإقامته بالرياض قد تطول

قالت صحيفة «رأي اليوم»، اليوم الأحد، إن إصدار السفارة السعودية في القاهرة أمس بيانا يؤكد «عمق العلاقات» بين مصر والسعودية «غير مقنع»، مشيرة إلى مغادرة السفير السعودي «أحمد القطان» للقاهرة، ومتوقعة أن تطول مدة إقامته بالرياض.

وأضافت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الأحد، أن قنوات الاتصال بين البلدين مسدودة على أعلى المستويات، «وكان تأجيل أو إلغاء، زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة في طريق عودته من واشنطن الشهر الماضي هو الدليل الأبرز في هذا المضمار».

وأوضحت الصحيفة أن «الحكومة المصرية تختلف كثيرا مع سياسات نظيرتها السعودية في ملفين أساسيين: اليمن وسوريا، وأن رفض مصر، إرسال قوات برية للقتال في اليمن في إطار التحالف العربي الذي تتزعمه السعودية، نقطة تباعد أساسية في الملف الأول، مثلما جاء استقبال القاهرة للواء علي المملوك، رئيس جهاز الأمن القومي السوري رسالة قوية للسلطات السعودية، تؤكد التقارب مع سوريا والنظام الحاكم فيها».

واعتبرت الصحيفة أن «الشعرة التي قصمت ظهر البعير وأكدت وجود خلافات بين البلدين، تمثلت في التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، وقال فيها: لا خلاف حول مخرجات مؤتمر جنيف، لكن مسألة بقاء الرئيس بشار الأسد من عدمه هو أمر يحسمه الشعب السوري».

وأشارت الصحيفة إلى أن «بقاء الأسد على رأس السلطة في سوريا يشكل خطا أحمر بالنسبة للسلطات السعودية، لا يمكن أن تتسامح في تجاوزه، خاصة إذا جاء هذا الاختراق من مصر، الدولة التي قدمت لها مساعدات مالية واقتصادية تزيد عن 20 مليار دولار»، على حد قولها.

ولفتت الصحيفة إلى أن «الخطوط الحمراء السعودية تحولت إلى خضراء بالنسبة إلى السلطات المصرية، وزادها اخضرارا ترحيب الأخيرة بالتدخل العسكري الروسي في سوريا ومساندته، الأمر الذي جعل الكيل السعودي يطفح، فيما يبدو، ودفع بالسفير السعودي إلى الرحيل غاضبا في حالة حرد، ليست جديدة على الدبلوماسية السعودية هذه الأيام»، على حد وصفها.

ووفق الصحيفة فإن، «الخطأ الأكبر الذي ارتكبته السعودية في نظر مصر وسلطاتها، هو احتضان العاهل السعودي الجديد، أي الملك سلمان بن عبد العزيز، جماعة الإخوان المسلمين، العدو الأكبر لنظام الرئيس (عبد الفتاح) السيسي، وتحالفها، أي السعودية، مع كل من قطر وتركيا الداعمتين الرئيسيتين لهذه الحركة، وهو أي التحالف مع حركة الإخوان المسلمين، انقلاب على السياسية السعودية السابقة التي كان يتبناها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز».

وتساءلت الصحيفة قائلة: «متى سيعود السفير القطان إلى سفارته في القاهرة؟»، مجيبة أنه «لا أحد يستطيع أن يعطي جوابا شافيا في هذا الإطار، لكن متابعة الحملات الشرسة التي يشنها الإعلام المصري، أو بعض أوساطه على الأصح، ضد المملكة العربية السعودية وسياساتها، توحي بأن إقامته في الرياض قد تطول».

وكانت مصادر نفت أمس السبت، ما تردد مساء الجمعة من أنباء عن مغادرة السفير السعودي بالقاهرة وعودته للمملكة.

وقالت المصادر المطلعة لصحيفة «سبق» السعودية إن «ما تردد عار من الصحة، وإن السفير أحمد قطان لا يزال يمارس عمله في السفارة السعودية بالقاهرة، ومندوب السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية».

وكان عدد من المواقع الإخبارية المصرية قد تداول بشكل كبير أنباء عن مغادرة السفير «القطان» القاهرة، الأمر الذي تم نفيه جملة وتفصيلا من قبل المصادر المطلعة بوزارة الخارجية.

وبحسب ما تردد فقد تقدمت السفارة السعودية بالقاهرة، بمذكرة رسمية إلى السلطات المصرية تشكو فيها صحيفة «الأهرام» الحكومية، وذلك في أعقاب المشادة التي حدثت بينه وبين «أحمد السيد النجار»، رئيس مجلس إدارة الأهرام، فى منزل سفير الجزائر لدى مصر «نذير العرباوى».

وأفادت هذه الأنباء بأن السفير الجزائري، أقام حفلا في منزله، يوم الأربعاء الماضي، جمع بين «قطان» و«النجار»، وعدد من السفراء والدبلوماسيين العرب.

ووجه السفير السعودى «أحمد قطان»، عتابا لـ«النجار» على نشر آراء تنتقص من دور المملكة العربية السعودية، الأمر الذى احتد عليه «النجار»، مما أدى إلى مشادة كلامية بينهما، ودفع السفير «نذير العرباوي» للتدخل وإنهاء المشادة.

إلا أن السفير السعودي غادر منزل السفير الجزائري غاضبا منه بسبب دعوته لرئيس تحرير الأهرام في وجوده، بحسب ما تردد.

ودأبت وسائل الإعلام المصرية في الآونة الأخيرة على توجيه انتقادات للسعودية، خصوصا فيما يتعلق بموقفها من الأزمة السورية والإصرار على رحيل «بشار الأسد» والذي تعارضه مصر.

والشهر الماضي، اعتبرت صحيفة «الأهرام»، أن إصرار المملكة على رحيل «بشار الأسد»، كشرط للحل السياسي، «يتغافل أن الأسد يتمتع بشعبية وسط قطاع لا يستهان به من الشعب السوري»، وأن شروط السعودية تجاه «الأسد» محاولة «خبيثة» لإجهاض اتفاق جنيف، وفق زعمها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى