آخر الأخبارتراند

الفساد والاستبداد يزدهران في جمهورية العسكر

 بقلم الباحث والمحلل السياسى

الدكتور محمد السيد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

منذ نشأة الخليقة لم يحدث أن قام حاكما مصاص الدماء ببناء مجمع سجون حيث ناهز عدد السجناء والمعتقلين في سجون مصر أكثر من ربع المليون .
وأمر الحاكم بأمر الله بإعداد أغنية مصورة، هزلية، مفتعلة، سخيفة، كاذبة تمتدح في القيد الحديدي ، وتصور سجون مصاص الدماء على أنها حدائق غناء، وجنة الديكتاتور على الأرض الخرساء وجماهير مصر المحروسة .
بائع تيران وصنافير أصيب فعلا بجنون العظمة المشوب باحتقار وازدراء للشعب المضطر للغناء والتغزل في جمال الزنزانة.


لم يبق غير أيام قليلة ليركع المصريون، ويستبدلوا برب العزة، عز وجل، هذا المهووس المتغطرس المتكبر.
استمعت إلى الأغنية الحمقاء وتقيأت ، فأنا أعتقد أن الأغنية القادمة ستكون عن “أبى أحمدرئيس وزراء أثيوبيا” وفوائد سد النهضة وعظمته في تعطيش المصريين وتجويعهم وبوار أرضهم.
ما نراه هذه الايام شيء لم يصدقه عقل فقد استباح النظام و ازلامه اموال الشعب وصار النهب علانية وبلا مواربة ،
مجموعة من النصابين أكثرهم من طبقة اللواءات عينوا كمستشاريين لاكبر مجرم شهدته مصر ، احتلوا مناصب عليا واتخذوا من هذه المناصب سلما ليصلوا الي غايتهم للاستيلاء علي اموال الشعب وارهاب كل من يحاول الاقتراب منهم .

لقد كان التسريب الصوتي الذي بثه عبد الله الشريف دليل دامغ علي انحطاط وفجر الزمرة الحاكمة ، وثبت ان العصابة المتحكمة في مفاصل الدولة من لواءات جيش وشرطة وغيرهم يمارسون هوايتهم في النهب والسرقة دون خوف وبغطاء كامل من راس النظام .

شعب يرزح اكثر من نصفه تحت خط الفقر ومصاب بكافة الامراض ورغم ذلك يدفع للطغمة الحاكمة ثمن رفاهيتهم من دماءه ، اثقلوا كاهله بالضرائب حتي اصبح جيب المواطن المصدر الاول لتمويل خزينة الدولةً “ترليون جنية سنويا حجم ما يجمع من الشعب” وفي المقابل لا خدمات تعليمة ولا صحية ولا بنية تحتية ومرتبات زهيدة لا تكفي حتي لشراء الخبز .
اعتاد هذا النظام علي ترويج فكرة ان البلد موارده محدودة وشعبه فقير وعليه ان يتحمل الي ان يتم اعادة البناء من جديد ، لكن الحقيقة التي تجلت بعد ذلك ان هذا الجالس علي انفاس المصريين اكبر منافق وسارق لقوت الشعب ، وعقب الفضيحة التي فجرها المقاول “محمد علي” عن حجم الرشاوي والنهب واسناد مشاريع الدولة بالامر المباشر للهيئة الهندسية والقصور والفيلات التي بنيت خصيصا له ، خرج علي الجميع ليؤكد انه بني قصوراض وسيبني قصور … فاين هذا مما طلبته من الشعب من تبرعوا بجنية لمصر واصبروا معايا عشان نبني البلد ، واحنا فقرا اوي ..
فهل يثق احد في هذا المنافق الكذاب ؟
ان من تجرا علي ما حرم الله لا دين له ولا عهد له ،فقد قتل الابرياء وسجن الشرفاء ونكل بالعلماء وشرد الالاف من ابناء مصر وصادر اموالهم واعتقل النساء وسلط زبانيته علي العباد تنهشهم ليل نهار فلا صوت لمعارض ولا مكان لشريف في ظل هذا الاجرام .

سوف تحاسبون أيها المصريون على صمتكم أمام رب كريم،  ولا تنسوا أن تقوى الله تبدأ من نفخة الروح السامية التي تحمل معها الشجاعة والشجاعة فقط .

السيسي شهبندر التجار العدو الأول لتجديد الخطاب الديني وأنتم تعرفون هذا جيدا، لكن رعشة الخوف في القلوب التي في الصدور هي التي تتحكم في أحاديثكم وصمتكم.
القضاء الشامخ وبرلمان العسكر والسجانون والشرطة والجيش وأباطرة الفتاوي  امثال مختار جمعة وأمثاله وجبلاية إعلام شهبندر التجار كلهم تحت حذاء السيسى وعائلته برغبته أحيانا وبرغبتهم دائما .

لا يمكن انكار حقيقة ان الفساد الذي استشري في مصر ارتبط بالاستبداد السياسي منذ انقلاب يوليو 52 وحتي يومنا هذا ، ولكي يتمكن المستبد ويستتب له الامر كان عليه ان يجمع حوله ثلة من الفسدة اصحاب الضمائر الخربة من الباحثين عن الثراء والسلطة وهولاء كثر في مجتمعنا .
وهولاء متواجدون في الاعلام والقضاء والشرطة والجيش وحتي في الوظائف المدنية والجامعات والوزرات المختلفة ، فبصفة عامة يتم التركيز علي الراغبين المتطلعين و المشتاقين للحصول علي مناصب عليا ، فهم من يمهدون الطريق امام المستبد فيمدحونه وبمجدونه ويظهرون محاسنه وينكرون عيوبه ويسوقونه علي انه الافضل بين الخلق وانه المبعوث لانقاذ البلاد والعباد ..
فينخدع الملايين ممن سحرت اعينهم وعقولهم رغم بؤسهم وفقرهم المدقع ثم يصبحوا مؤيدين له بلا وعي ويستخدمهم كادوات في ضرب المعارضين والتشهير بهم .
هذا الاسلوب للاسف نجح في مصر علي مدار العقود الماضية .

لقد اصبح النهب والتبذير في الداخل والخارج ، صفقات سلاح مشبوهة بمليارات الدولارات اصبحت ديون تثقل كاهل المصريين ولا يدري عنها احد ولا يراقبها احد ، صفقات مقابل شراء صمت الغرب علي جرائم ترتكب في حق الشعب علي مدار الساعة ومليارات تدفع في مشاريع لا طائل منها تزيد من اعباء الديون الداخلية ويستفيد منها حفنة من المقربين فقط ،لم يعد هناك رقابة بعدما تم تحيد اعلي جهاز رقابي “الجهاز المركزي للمحاسبات “وسجن رئيسه المستشار هشام جنينة بعدما كشف فساد بقيمة 600 ميار جنية في عامين فقط .
لقد اضحت مصر مرتعا للفاسدين والفاسقين وانصاف الرجال في الوقت الذي يقبع الالاف من اصحاب الخبرات والضمائر الحية خلف القضبان .

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى