كتاب وادباء

اليوم العالمى لقهر الانسان

بقلم الخبير السياسى والقانونى 

حاتم غريب k

حاتم غريب

حقوق

يوم حقوق الانسان يحتفل به العالم فى العاشر من ديسمبر من كل عام حيث تقام الاجتماعات السياسية الهامة والمعارض والندوات الثقافية وتوزيع جوائز عالمية مثل جائزة نوبل…وانى والله لاتعجب من هذا اليوم وهذا المسمى الذى أصبح يخالف الواقع والحقيقة وجرد من معناه ومضمونه حتى أصبح مثارا للسخرية والضحك حتى البكاء……فعن اى حقوق واى انسان يتحدثون.

للأسف الشديد بات هذا اليوم يأتى وأدمية الانسان تقل قدرا يوما بعد يوم حتى فقد ادميته بالفعل ولعل حديثى هنا يقتصر عن انسان العالم الثالث كما صنفوه بذلك ولست هنا بصدد الحديث عن انسان العالم الاول والثانى فهم أسعد حالا وأوفر حظا من الانسان الثالث هذا الذى يعانى من الفقر والجهل والمرض والظلم والقهر والذل والرق والعبودية هذا الذى تجاهلته عن أصرار وعمد المنظمات الدولية وعلى رأسها الامم المتحدة ووجهت جل اهتمامها وأعمالها للانسان الاول والثانى احيانا والذى لااعرف حقيقة اين يعيش لكنه موجود على اية حال فمادام هناك انسان ثالث فلابد ان يسبقه فى الترتيب انسان ثان وانسان اول ولاشك ان هذه التفرقة فى المعاملة والتصنيف خلقت احقادا وكراهية نتج عنها مايعيشه العالم الان.

فالانسان الاول وكما يلاحظ الجميع يعيش فى بلاد تتمتع بقدر وافر من الحرية والديموقراطية والعدل والمساواة وتوفير المعيشة اللائقة به كانسان وهذا على العكس تماما من انسان العالم الثالث الذى يعيش فى بلاد تحت حكم وسيطرة طغاة مستبدين يستعبدونه فلا كرامة له ولاحرية ولامساواة ولاعدل ولاادمية على وجه الاطلاق انما تحقير واهانة واذلال ومعاملة ادنى من معاملة الحيوان بل انى لاابالغ عندما اقول ان الحيوان الذى يعايش الانسان الاول فى بلاده يعيش حياة ارقى واحسن حالا مما يعيشها الانسان الثالث الذلا لايتوافر له الحد الادنى من العيش الكريم فلا طعام صالح ولامأوى ولاعمل بل تدنى فى كل شىء فى العلم والخلق والصحة……هكذا يعيش الانسان الثالث.

كان من الاولى ونحن مازلنا على اعتاب القرن الحادى والعشرين ان توجه المنظمات الدولية الداعية لحقوق الانسان اهتمام ملحوظ لهذا الانسان التعيس المصنف بالثالث وان تعلى من قدره وتحفظ عليه كرامته وحريته وحقه فى عيش كريم من خلال مساعدته فى حق اختيار قادته وحكامه فالديموقراطية ليست حكرا على انسان دون الاخر فهى حق للجميع ومن حق كل انسان ان يكون حرا كريما عزيزا فى وطنه وبين قومه ومن هنا سيرقى هذا الانسان بعقله وفكره وروحه حينها لن تجد احدا يفكر فى حرب او خراب او دمار بل ان الجميع سوف يسعى للنهوض بعالمه وستكون هناك منافسه المفاضلة فيها للعلم والاخلاق والضمير الانسانى وبالتالى سيسود السلام العالم ولن يكون هناك تفرقة ولاعنصرية ولافوارق طبقية ولاتصنيف لايليق بادمية الانسان فقد خلقنا الله سواسية كاسنان المشط ولافضل لاحد على احد الا بالتقوى والعمل الصالح .

اذا ماتحققت المساواة والعدل فى المجتمع الدولى سوف تتعايش كل الاديان معا جنبا الى جنب وكل انسان له الحق فى ممارسة شعائره وطقوسه المهم هو التعايش السلمى بين معتنقى جميع الاديان فحرية الاعتقاد مكفولة للجميع من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر هذا شأنه والحكم بيننا هو الله يوم لاينفع فيه مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم اما فى الدنيا والعالم الذى يجمعنا والارض التى تضمنا جميعا فعلينا ان نتوحد معا من اجل اسعاد انفسنا والحفاظ على حريتنا وكرامتنا وانسانيتنا التى خلقنا عليها فمن العيب بل من الظلم ان نقسم ونصنف انفسنا ونعيش فى عالم عنصرى مقيت ما أنزل الله به من سلطان.

الافضل لنا جميعا نحن شعوب العالم اجمع ان ننظر الى بعضنا البعض نظرة واقعية بعيدا عن هؤلاء الحكام والمنظمات الدولية التى افسدت حياتنا وفرقت بيننا ولم توحدنا كما كان يراد لها وجعلت منا شيعا وجارت على الضعفاء وساندت الاقوياء فاى حقوق هذه وهناك من يقتلون ويحرقون احياء ويغتصبون ويشردون من اوطانهم وتسلب منهم ممتلكاتهم وثرواتهم لمجرد انهم ينتمون الى دين معين او يعتقدون عقيدة معينة ايكون هذا عدلا…اتكون هذه مساواة بل اتكون هذه انسانية…..تبا لكم وليومكم هذا.

……………

/حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى