آخر الأخبارالأرشيف

انخفاض منسوب ترعة الإسماعيلية.. والعطش يهدد 7 محافظات

العطش.. تلف المحاصيل.. بوار الأراضي.. أزمات يشهدها عدد من المحافظات التي تعتمد على مياه ترعة الإسماعيلية في الشرب والزراعة منذ أكثر من شهر، لتشكل الأزمة معاناة عقب انخفاض منسوب ترعة الإسماعيلية إلى مستويات غير مسبوقة، أدت إلى عطش سكان عدد من المحافظات والمدن على مدى أيام متواصلة، وبوار عدد من الأراضي، وتلف أغلب المحاصيل في محافظات مدن القناة وسيناء والقليوبية والشرقية، وعدد كبير من المدن أغلبها يقع إداريًّا في محافظة القاهرة.

قرية فنارة بالإسماعيلية

بدأ العطش يلقي بظلاله على تلك المدن والمحافظات، التي بنسب متفاوتة، زادت في مدن القناة وسيناء، حيث تقع في نهاية الترعة، وسط تخبط شديد في التصريحات وردود المسؤولين على الأزمة، مع تواصل الاستغاثات لنقل المياه بالسيارات الفناطيس إلى سكان هذه المحافظات من القاهرة مباشرة، وزيادة ضخ منسوب المياه من الري لترعة الإسماعيلية حتى المياه إلى نهايتها، وتعديل مأخذ المحطات وتركيبها في قاع الترعة.

وتداول النشطاء والمواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا متعددة لجزر نيلية ظهرت حديثًا ومنسوب الترعة، وهو أقل من مأخذ محطات مياه الشرب، ومعارك المواطنين أمام سيارات المياه وأشكال المحاصيل والأراضي التي تلفت تسبب انخفاض منسوب المياه، مرجحين أن سد النهضة هو السبب في تلك الأزمة.

قال أحمد محمود، طبيب بمستشفى السويس العام وسكان مدين السلام: المياه بدأت تقل وتنقطع لساعات متفاوتة منذ عدة أشهر بشكل ملحوظ، لكن قبل حلول شهر رمضان بأيام بدأت تنقطع المياه بالأيام، وكان شهر رمضان من أصعب الأيام التي مر بها الأهالي، حيث نقص المياه الشديد وحاجة المواطنين لها في حياتهم اليومية، ومع زيادة الشكاوى تنوعت ردود المسؤولين ما بين عطل بالمحطات ونقص منسوب المياه والإشغالات، لكنها دائمًا كانت تأتي بشكل شخصي وليست ردودًا رسمية؛ لأنهم جميعًا امتنعو عن الإدلاء بالأسباب الحقيقية وراء انقطاع المياه، مما زاد الأمر تعقيدًا، وخوف المواطنين والتأكيد أن سد النهضة السبب الرئيس في نقص المياه بنهر النيل.

وطالب برفع دعوة قضائية ضد مسؤولي المحافظة، على رأسهم اللواء أحمد الهياتمي، محافظ السويس؛ لإهمالهم في توصيل مياه الشرب للمواطنين، والمطالبة بالتعويض عن الأضرار التي نتج منها استمرار انقطاع المياه لعدة أيام على التوالي، وما يقرب من شهرين بشكل متقطع.

تصريحات محافظ السويس أحمد الهياتمي

فيما قال محمد سويلم، أحد مزارعي محافظة الإسماعيلية: محصول المانجو، الذي تشتهر به المحافظة، دمر معظمه بسبب نقص المياه؛ لقلة منسوب الترعة، وسمح الري لهم بتدفق المياه لمدة 4 أيام فقط وغلقها تباعًا 8 أيام أخرى، وتزايدت إلى 10 أيام مع قلة تدفق المياه أيام الري.

مضيفًا أن القوة والسلطة الآن هي من تتحكم في المياه، فكبار المسؤولين والشركات اعتدوا على الترع الرئيسة بقرية التقدم، وقطعوا الطريق الإسفلتي، وأقاموا خطوط مواسير لرعاية أراضيهم، والاستيلاء علي كميات كبيرة من مياه الري بالقوة، دون أي قوة لردعهم.

وطالب بالتدخل الفوري والعاجل لزيادة منسوب الترعة وتوصيل مياه الشرب والري إليهم بشكل مستمر، قبل أن تموت البشر والزرع عطشًا.

وقال سمير محمد، أحد أهالي منطقة القابوطي الجديدة جنوب بورسعيد التي تربى فيها الماشية والدواجن: إن انقطاع مياه الشرب منذ نحو 22 يومًا بدون توضيح أسباب عرَّض المواشي والدواجن للموت، كما أن أصحاب مخازن تربية الماشية يشترون مياه يوميًّا بأسعار مضاعفة.

بينما واجهه مشايخ السويس المشكلة بالدعاء والدعوة لإقامة صلاه الاستسقاء في كل يوم حتى تنتهي المشكلة، حيث دعا الشيخ كمال بربري، مدير عام مديرية الأوقاف السابق بالسويس، الأئمة والشعب المصري لإقامة صلاة الاستسقاء بعد توارد أنباء عن انخفاض منسوب النيل، بعد انخفاض مياه الترعة بالسويس.

وقال الدكتور أحمد سمير، أستاذ العلوم بجامعه قناة السويس: لا فائدة لتنصل المسؤولين من المشكلة واختلاق حجج وهمية للرد بها على المواطنين؛ لأنها تؤكد ضخامة الأزمة وتضاعف من قلق المواطنين؛ نتيجة تخبط الردود وهو ما يمكن أن يسبب كارثة خلال الأيام المقبلة، فجميعهم يعلم أن منسوب ترعة الإسماعيلية هو السبب وراء انقطاع المياه والحلول المقترحة كافة مؤقتة، محذرًا مما يحدث الآن من تعديل مأخذ محطات مياه الشرب، ووضعها في قاع الترع للتغلب على منسوب المياه، حيث إن الرواسب والملوثات تتركز في القاع وسيؤدي ذلك إلى أمراض خطيرة، فضلًا عن تلف المحطات بسرعة؛ نتيجة وجود كميات كبيرة من «الطَّفْلة» والطمي بالقاع، مما يقلل عمرها الافتراضي ويكلفنا مبالغ طائلة.

وتابع أن سنوات ملء سد النهضة بدأت منذ عدة أشهر، وبدأنا نشعر بها في مصر كدولة للمصب وبدأت تتأثر الترع المتفرعة من نهر النيل، على رأسها ترعة الإسماعيلية كونها أطول الترع وأهمها، ولن يتحمل المصريون سبع سنوات حتى يمتلئ خزان سد النهضة بالـ70 مليون متر مكعب، التي أعلن عنها الإثيوبيون، في حين أن السد العالي بخزاناته لا يتعدى 140 مليون متر مكعب، بالإضافة إلى التبخر الذي سيفقدنا ما تبقى من المياه المنصرفة من السد إلينا، كما حدث في سنوات ملء السد العالي، وفقداننا نحو 60 مليون متر مكعب، بفعل التبخر، وقياسًا عليه فإن سد النهضة يعتبر نصف السد العالي، وسنفقد معه ربع كمية المياه التى تصل إلينا من نهر النيل.

وتساءل: لماذا لم تتخذ الحكومة المصرية أي إجراءات دولية ضد إثيوبيا كما حدث فى طابا؛ لأنهم بهذه الطريقة يسرقون حق المصريين في المياه، فكيف نسمح لهم بذلك.

وأوضح محمد إسماعيل، مهندس بمحطة مياه الرسوة الرئيسة التي تمد بورسعيد بالكامل بالمياه، أنه توجد 15 ماكينة لتنقية المياه، والآن يتم تشغيل 5 فقط، وتم الاتصال بالمسؤولين في الإسماعيلية لطلب فتح الترعة؛ حيث وصل المنسوب إلى أقل من الحد الأدنى، وتعمل الترعة بثلث طاقتها «60/18 سم» بدلًا من «100/180 سم»، مما يعني جفاف مياه الترعة خلال ساعات قليلة، لكنهم أكدوا له أن الإسماعيلية تعاني أيضًا نقص المياه.

وجاء رد اللواء أحمد الهياتمي، محافظ السويس، بأنه أبلغ المسؤولين بالري والأمن الوطني بمشكلة المياه، وأكد أن تراكم ورد النيل على شبكات المصارف وانخفاض منسوب مياه الترعة السبب الرئيس وراء انقطاع المياه، مشيرًا إلى أن المشكلة يتم حلها بضخ المياه تدريجيًّا وستصل إلى أنحاء السويس كافة خلال الأيام المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى