آخر الأخباركتاب وادباء

بيان ونداء من رئيسة فرع منظمة “إعلاميون حول العالم” بتونس..الإعلامية “سماح علاوى”

نداء هام وعاجل من الإعلامية

الأستاذة سماح علاوى

رئيسة فرع منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع تونس

عضو مؤسس فى المنظمة

يواجه النظام العالمي اضطرابًا كبيرًا لم تشهده البلاد منذ تبعات الحرب العالمية الثانية، بسبب هذا الوباء المسمى فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، والمنطلق من مدينة ووهان الصينية، إلى معظم دول العالم.

جميع الأفراد وجميع الهيئات فى العالم، يتحدثون عن الوضع الحالي لكورونا، كل يدلي بدلوه في مجال تخصصه، لكن لا أحد فكر للحظة واحدة، ماذا بعد انتهاء فيروس كورونا؟، ماذا لو وجد العلماء مصلًا أو لقاحًا، وتم التغلب على المرض، ما هي التعبات والآثار التي خلفها كورونا؟ كيف يمكن للمجتمعات محو آثاره والتعافي منه؟

أسئلة كثيرة، ربما لم تخطر ببال أحد، أو ربما لم يتخيل أحد الأشخاص أن هذه المرحلة ستأتي، على الرغم من قدومها لا محالة، حتى وإن طالت فترة الوباء، كلُ يبكي على ليلاه، ونسي الجميع “ماذا بعد كورونا؟”.

واحدة من أخطر المشكلات التي خلقها كورونا حتى الآن، هي حالة العزلة التامة بين الدول وبعضها، بل والأفراد وبعضهم، خاصة بعدما استدعى الأمر الجلوس في المنازل، وعدم الاختلاط، خوفًا من تفشي المرض.

الخسائر الاقتصادية جراء كورونا، باتت كبيرة ولم تكن متوقعة، فاقتصاديات الدول الكبرى أمثال الصين والولايات المتحدة قد تأثرت، بالإضافة إلى انهيار قطاعات مثل قطاع السياحة وغيره، حتى أن تقديرات الخسائر تجاوزات مئات المليارات حتى الآن.

إن “النظام العالمي الذي نعيش في أطره الفكرية والسياسية والاقتصادية والإدارية يتعرض إلى اختبارات جدية تهز كياناته بقوة بين الحين والحين، تتراوح بين أزمات مالية تعصف باقتصادات دُولِهِ، أو تلوثات بيئية تتجاوز مخاطرُها نطاقَها المحلي والإقليمي، أو توترات سياسية تنذر بتحول صراعات محلية إلى إقليمية أو إلى دولية، أو أوبئة تتجاوز قدرات العديد من الدول على التعامل معها”.

الإقتصاد العالمى ومصيره

ستكون التبعات الاقتصادية فى العالم لتفشي فايروس كورونا وخيمة على العالم بأسره، فمع صعوبة وصول السلع والخدمات من المنتج إلى المستهلك وانحسار حركة الطيران والتجارة واستمرا إغلاق البنوك بسبب التدابير الوقاية التي ستتبعها الحكومات لفترة تمتد لأشهر فإن الركود الاقتصادي الذي تعيشه بعض دول العالم سيتحول إلى انهيار اقتصادي سيضرب معظم دول العالم. ولا شك بأن هذا السيناريو إن حدث فإنه سيؤدي إلى فقدان عشرات الملايين من الأشخاص حول العالم لوظائفهم وإلى حدوث اضطرابات اجتماعية عميقة لدى العديد من الدول وقد نشهد انهيارا كامل لمؤسسات بعض الدول ونشوء دول جديدة بخرائط جديدة وأنظمة حكم جديدة واقتتالا داخليا وخارجيا.

إن المرحلة القادمة ستعيد ترتيب أولويات الفرد بحيث يصبح أمنه الشخصي على قمة أولوياته ثم تأمين الطعام له ولأفراد أسرته ثانيا ثم التعليم ثالثا وسيتراجع النمط الاستهلاكي لدى الفرد على باقي السلع والخدمات وعندها ستختل الأسس التي يقوم عليها النظام المالي العالمي والذي أرست دعائمه الولايات المتحدة وستصبح القدرة على البقاء هي للدول التي توازن بين انتاج السلع والخدمات، أما الدول المستهلكة أو التي تنتج خدمات بشكل مبالغ به على حساب السلع فإنها قد تكون عرضة للانهيار الاقتصادي

بيان ونداء من رئيسة فرع منظمة “إعلاميون حول العالم” بتونس الإعلامية “سماح علاوى”

نطالب نحن شعوب الكرة الأرضية المختبئة فى الكهوف والبيوت مثل الفئران ننتظر أن يجمع هذا النظام العالمى الحالى أشلاءه حتى ننقض على فشله وإخفاقه ونعيد بناء العلاقات بين الشعوب فى هذا الكوكب على أسس إنسانية جديدة تدرك من هو العدو الحقيقى وتعيد بناء المنظومة الدولية على أسس من التعاون لمصلحة البشرية لا على جثث البشر والإنسانية.

تأكدنا نحن شعوب العالم بفشل هذا النظام العالمى الذى أنتج أسلحة الدمار الشامل وأنفق عليها تريليونات الدولارات ليقتل بعضنا بعضا بينما اختبئنا نحن وساستنا الهمام الجبارة عاجزين أمام غزو عدو مجهول لم نستعد لضرباته ولم يكن لنا عليه سلطان أو وكيل.

نحن شعوب العالم نطالب من قلب المحنة بإعادة صياغة ميثاق الأمم المتحدة وتركيبة مجلس الأمن الدولى وإلغاء نظام الفيتو المسيطر عليه خمس دول أصحاب التكنولوجيا الحديثة وملاك مصانع أسلحة الدمار الشامل بما فيها ترسانات الأسلحة النووية وفق التحديات الجديدة للبشرية وليس وفق التوازنات الدولية القائمة على الصراع والمكابرة والمكسب والخسارة بين الأنظمة السياسية والقوى العسكرية والتكتلات الدولية المتناحرة عبر الزمن فى التاريخ  .

كما نطالب بإعادة توجيه كل ميزانيات أسلحة الدمار الشامل إلى الأبحاث الطبية فى مجال الفيروسات والميكروبات والجراثيم و كل الأعداء الحقيقيين للبشرية و إعلاء المبادئ الإنسانية فوق المصالح السياسية والعسكرية والإقتصادية العمياء والعمل على إنقاذ البشرية من الصراعات المسلحة والنزاعات العنصرية.

ونؤكد على أن يكون البشر شركاء فى الأرض والماء والهواء وهذه المشاركة هى التى تحافظ على إنسانية الجنس البشرى وعلى أساسها يقوم العدل والحق والكرامة على الأرض وليس على أساس المكايدات السياسية وسباق التسلح وأرواح ملايين البشر.

نطالب بأن تكون المستشفيات هى أخطر قضايا مجلس الأمن وأن تكون المدارس وتعليم الأطفال على رأس أولويات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتى يبلغ عدد أعضاءها 193 دولة ذات السيادة وأغلب مندوبوهم يجلسون صامتين مثل كراسيهم ليس لهم رأيئ مثل الأغنام، وأن يكون تمويل برامج محاربة الأمراض فى كل شبر من الأرض هى عقيدة الإنسانية الجديدة فيما بعد فيروس كورونا.

ونؤكد على أننا نحتاج الى عالم جديد مختلف عن عالم ما قبل الفيروس القاتل والخوف المميت والاختباء المقيت ، نحن نطالب بعالم نستطيع أن نحيا فيه ونورثه نقيا عادلا لأبنائنا ، وليس عالما يتحرك فوق الجثث والجماجم والأرواح التائهة ومواريث الثأر والغضب والموت الجماعى كما حدث ومازال يحدث فى العراق وسوريا واليمن .

نطالب بألا ينام قادة العالم ليلا أو نهارا طالما بقيت مناطق فى العالم بلا مياه شرب وبلا صرف صحى وبلا خبز ، ونطالب بإعلان الطوارئ فى العالم و تحريك جسور الطائرات بين القارات لأن هناك أماكن فى العالم أمهات لا يجدن ألبانا لأطفالهن أوعجائز يبتن بلا طعام فى بيوتهن الفقيرة.

خاص بشعوب منظقة الشرق الأوسط

وأخيرا لا علاج بدون الإيمان أن المساواة بين المواطنين هي الرضا الأول عند الله، والدولة التي لا يتساوى فيها الكافر مع المؤمن، والطبيب والممرضة مع المريض، والعالم مع الجاهل، والضابط مع المتهم، واللواء مع الشاويش، والسجان مع السجين، تهيل التراب على تمدنها وتحضرها.

لا علاج بوجود خطوط حمراء تنزل الرعب في قلوب الناس، ومن يخاف من القصر لن يطالب بحقوق ساكن بيوت الصفيح المساكين!

لا علاج إذا كانت صورة الدكتاتور فى الوطن العربى بسوطه وعصاه لا تبرح ذهن المواطن إلا إذا كان صاحب مشروع قومي وعلمي ووطني وثقافي وأدبي، حتى لو أمر بجلد من يرفض تعلم القراءة والكتابة.

لا علاج إذا لم يؤمن الشعب لا مكان لأى ديكتاتور فى الشرق الأوسط وأن حاكمهم خادمهم، وأنه مسؤول عن كل خطأ مهما صغر فهو الذي يُعيّن الأصلح والأشرف والأكفأ ليدل الرعية على الطريق.

لا علاج إذا تخاذل المجتمع في مواجهة الفساد، وتراجع القضاء عن دوره في استتباب العدل، وسال لعاب رجل الأمن لتضخم جيب الثري، فالرشوة والكفر العلني بالله يتساويان.

لا علاج مع قداسة الناس لأناس ماتوا وشبعوا موتا وهنا أقصد الصوفية، فنحن أبناء عصرنا، نأخذ من الماضي أقل القليل مما ينير عقولنا ونهمل أكثر الكثير مما يمنعنا عن اللحاق بركب الدول المتقدمة.

لا علاج إذا اعتقد الناس أن الحضارة هى المباني والطرق والكباري وليس الإنسان والفكر والعلوم الإنسانية وعلاج الطفل وفراش في مستشفيات نظيفة لكل مواطن ألقاه المرض بين أيدي ملائكة الرحمة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى