آخر الأخبار

تحليل إيجابي لكورونا وبعد 4 أيام تحول لسلبي! قصة شاب أمريكي في الحجر الصحي بمصر

اشترى الشاب الأمريكي مات سوايدر لتوّه قميصاً أزرق مكتوباً عليه “أنا أحب مصر” عندما تلقَّى تلك المكالمة الصادمة.

كان الشاب مع اثنين من أصدقائه يتبضّعان في سوق سياحي قرب ميناء الأقصر، بحثاً عن هدايا يشترونها في اللحظة الأخيرة قبل توجُّههم إلى المطار عائدين إلى الولايات المتحدة بعد قضاء 8 أيام في استكشاف المواقع الأثرية الشهيرة بمصر، لكنه تلقى مكالمة من دليلهم السياحي تطلب من الأمريكيين العودة للسفينة النيلية التي كانوا على متنها، السفينة “إم إس برينسيس سارة”. 

ظنّ الثلاثة -غير قلقين- أن دليلهم يتصرّف بحذر لا أكثر، وأن الأمور ستكون بسيطة ويعودون لبلدهم سريعاً قبل أن يكتشفوا أن 12 فرداً من طاقم السفينة تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا.

إذ قاس مسؤولو وزارة الصحة المصريين درجات حرارة ركاب السفينة، وأخذوا مسحاتٍ من أفواههم وأنوفهم وسحبوا منهم عينات دم. وبعد مرور 24 ساعةٍ من الانتظار والقلق، أُعلِم 33 راكباً أن نتائج إصابتهم بفيروس كورونا جاءت إيجابية، ومُنِحوا أقنعة وجه، ثُم اقتيدوا نزولاً من على متن السفينة في منتصف الليل. وقد كان سوايدر واحداً من هؤلاء المصابين، وفق صحيفة The Washington Post الأمريكية.

سوايدر، وهو مدير تحرير بموقع TechRadar، المتخصّص بأنباء التكنولوجيا، كان قد حزم أمتعته التي تمتلئ بالكاميرات والهدايا التذكارية، لكن بدلاً من هذا، جر حقيبته الثقيلة على شوارع مرصوفة بحصى غير مستوية، وجاهد للّحاق بالمسؤولين المصريين السائرين بالسيّاح تجاه قافلةٍ من سيَّارات الإسعاف، التي نقلتهم لطائرةٍ تابعة للجيش.

مع أن أعراض فيروس كورونا لم تظهر على سوايدر، إلَّا أنَّ المصريون أنزلوه في مستشفى مع مرضى آخرين كانوا يسعلون وتبدو عليهم أعراض الحمى، وفق ما قاله لمراسل صحيفة The Washington Post الأمريكية، وأضاف: “حساباتي الشخصية على موقعي تويتر وفيسبوك ممتلئة بصورٍ مذهلة، لكنَّ للأسف هذه نهايتها”.

كانت مؤشرات معدّل الأوكسجين، وضغط الدم، والحرارة، ومعدل ضربات القلب، كلها طبيعية لدى سوايدر، ما جعله يتساءل ما إن كان يحمل حقاً الفيروس الذي أصاب أكثر من 125 ألف إنسانٍ في العالم و60 شخصاً في مصر.

بعد أربعة أيام، تأكدت شكوك سوايدر عندما سُمِح له ولأربعة آخرين على الأقل بمغادرة غرفهم وقيل لهم إنَّه قد تبيّن عدم إصابتهم بالفيروس. ومع ذلك، لم يُسمَح لهم بمغادرة المستشفى. في المقابل، عادوا إلى طابق المستشفى نفسه لكن في غرفةٍ مختلفة، إذ قال سوايدر: “لا أدرى متى سيُسمَح لي بالرحيل. ليس بوسعهم منحي أي ضمانات. سمعتُ كلاماً كثيراً ومتبايناً، وقليلٌ منه ما تبيَّنت صحته”.

أما عن أوضاع الحجر الصحي في مصر، قال سوايدر إنّ الأطباء أخبروه بأنه سيرحل إذا ما جاءت نتائجه سلبية. ثم قال طاقم المستشفى إنَّه سيُنقَل إلى فندق. حاول سوايدر وطاقم المستشفى التواصل في وقتٍ مرتبك، باستخدام إشارات اليدين كالإشارة بالإبهام علامةً على الموافقة، فيما تصله كل مدة معلومات مختلطة من مسؤولي الصحة.

فيما تلقَّى الركَّاب ممَّن تأكد عدم إصابتهم بالفيروس معلوماتٍ متضاربة عن السماح لهم بالرحيل. وبعد مرور 4 أيام فقط من الحجر الصحي المفروض عليهم لمدة 14 يوماً، ودون إنذار، سُمِح لهم بمغادرة السفينة والعودة إلى بلادهم. بعضهم لم يُسأل حتى في المطارات الأمريكية إذا ما كانوا خضعوا لاختبار كشف فيروس كورونا.

وقد قال سوايدر: “هذا مجازٌ عمَّا يجرى الآن. وهو أهم درس قد يتعلَّمه الجميع من فيروس كورونا. قد يصيبك المرض دون أي مقدمات. ولا أعتقد أنَّ أحداً واجه المرض بنجاح”. فيما وصفت الصحيفة الأمريكية الأوضاع الصحية في مصر مع انتشار الفيروس، بالقول: “يشكّك المواطنون في مدى استعداد الحكومة المصرية للفيروس في ظل غياب الشفافية من الجانب الرسمي”.

في المستشفى المنعزلة، يحنُّ سوايدر لبعض الرفاهيات، مثل الاستحمام. فقد كان في انتظار وصول طرد من منتجات العناية من السفارة الأمريكية في القاهرة، محمَّلاً بالصابون، والشامبو، ومِنشفة مساء يوم الأربعاء، 11 مارس/آذار.

وثَّق سوايدر رحلته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت رغبته المستميتة للعودة لبيته في مدينة نيويورك مع الأوضاع الصحية التي وجدها دون مستوى الفيروس، لذلك ناشد الولايات المتحدة، وهو يرتدي قميصه الأزرق المصرِّح “أنا أحب مصر”، لتساعده في العودة إلى بلاده.

كتب سوايدر عبر حسابه على تويتر: “صباح الخير، يا مصر! نُقِلت إلى سريرٍ بجانب النافذة ولديّ الآن إنترنت بتقنية الجيل الثالث. يمكنني الآن التحدُّث مع وسائل الإعلام الإخبارية عن فيروس كورونا والأطبَّاء المصريين الممتازين. غير هذا، أنوي أن أرتدي قميص “أنا أحب مصر” حتى أغادر! (انتظروا أنباءً جيدة في وقتٍ لاحق اليوم)”.

ثم في تغريدةٍ لاحقة، كتب سوايدر: “أنباء سارة! جاءت نتائج إصابتي بفيروس كورونا سلبية في مصر ولا تظهر عليّ أي أعراض. التُقِطت هذه الصورة منذ يومين لكنّي ما زلت في المستشفى. أحب مصر، والأطباء، وشعبها، لكني أفتقد عائلتي وأصدقائي. من فضلك، يا وزير الصحة المصري أعدني إلى بلادي. أعيدوا مشاركة هذه التغريدة لتعيدوني إلى بلادي”.

(32) Good news! I tested NEGATIVE for #CoronaVirus in #Egypt and have no symptoms. This pic is 2 days ago but I remain here. I ♥️ Egypt, the doctors & THE PEOPLE, but I miss my family & friends?. Please, Minister of Health, send me home. RT to let me go home! #SendMattSwiderHome pic.twitter.com/SUhxh9AbzF

لجأ عاملون في مجال صحافة التكنولوجيا، حتى منافسين لسوايدر، إلى موقع تويتر للمطالبة بالسماح له بمغادرة مصر، مستخدمين وسم SendMattSwiderHome# أي #أعيدوا_مات_سوايدر_لبلاده.

إذ غرَّد مايكل فيشر، المعروف باسم مستر موبايل، لمتابعيه البالغ عددهم 141 ألف مستخدم: “يُسعدني التأكد من أنك لست مصاباً بأي مرض، مات سوايدر. والآن عُد لوطنك”.

لم يقتصر الأمر على المتابعين من خارج مصر، بل جذبت المحنة التي تعرَّض لها سوايدر مصريين أيضاً. عندما نفدت مناديل المرحاض في المستشفى، ساعده معجبوه الأجانب الجُدد لترجمة طلب “المناديل” من طاقم المستشفى.

كان سوايدر قد ظهر في مقابلةٍ هاتفية ببرنامج إخباري على قناة DMC المصرية، الأربعاء 11 مارس/آذار، وقال فيها إن الشعب المصري كان خيّراً معه. وبدا أنَّ طاقم المستشفى، برغم الضغط، يريدون مساعته، وأضاف: “يُبهجني استقبال الشعب المصري لي. لقد شدوا أزري، لكنّي أخاف في الوقت ذاته من عدم معرفة موعد مغادرتي”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى