كتاب وادباء

تركيا من التوسل والتسول الى العزة والوقار

  • تركيا من التوسل والتسول الى العزة والوقار

    بقلم .. فرح كندى

    فرج كندي

     باحث وكاتب ليبى

    ندخل الى الاتحاد دون ان نتوسل او نتسول ندخل للاتحاد بعزة ووقار هكذا تكلم رئيس الوزراء التركى بين الجالية التركية المقيمة فى سويسرا عشية الانتهاء من مشاركته فى مؤتمر (دافوس الاقتصادى ) المنعقد يانير 2015ميلادى . بهذه الثقة والقوة توجة رئيس الوزراء التركى احمد داوود اوغلو مخاطبا الحشد من مواطنيه الاتراك المقيمين فى الدولة المظيفة محيي هذه الجالية رابطا اواصر التلاحم والتواصل بينها وبين الوطن الام شاكرا ما تقوم به وما تقدمه من دعم لاقتصاد بلادهم التى وصلت الى ما وصلت اليه من نمو وازدهار بفضل تعاونهم ومد يدالعون لشعبهم وحكومتهم فى وطنهم الام . قائلاً إن تركيا ستدخل الاتحاد الاوربى مرفوعة الراس وكلنا شرف بديننا ولغتنا وعاداتنا وفى هذا القول اشارة الى ما كان من الاعتراض من قبل الاعضاء الاوربيين على دخول تركيا الاتحاد بسبب اختلاف الدين والخشية من الوجود الاسلامى فى اوربا كما ان الهوية الاسلامية والثقافة التركية لا تلقى قبول لدى الاوربيين بل لنقل يسود الموقف الاوربى من اللغة التركية والديانة الاسلامية الكثير من الشكوك والارتياب بل تصل الى الازدراء فى بعض الاحيان والعداء المطلق فى احيان اخرى . مبينا هذا الموقف المعترض والمعارض لدخول تركيا الاتحاد الاوربى بقوله برغم الاعتراضات التى تعترض طريقنا وبرغم الاحكام الاستباقية التى يتبناها البعض بحقنا فإن تركيا عازمة وبخطى ثابتة على المضى قدما فى طريقها للاتحاد الاوربى مؤكدا على اهمية تركيا لاوربا ومبيناً الفوئد التى سوف تعود على اوربا فى حال انضمام تركيا الى الاتحاد بقوله لان اوربا بدون تركيا ستعانى نقصا كبيرا مشيرا الى توظيف الاهمية الجغرافية وكذلك الاهمية السياسية والاقتصادية المتنامية والمكاسب الذى اصبحت تحققة الدولة التركية على كافة الاصعدة ولم يغفل اوغلو اثر العدد البشرى من المسلمين فى اوربا واثره فى الحياة العامة الاوربية والدور المناط به فى عجلة النمو والتطور والتأكيد على وحدة هذا العنصر مع الشعب التلركى المسلم مشيراً الى نه لنا هنا اخوة يمثلون ديننا ولغتنا وعاداتنا ومادام فى اوربا 45 مليون مسلم موكداً على ان الدين الاسلامى احد الاديان الرئيسة فى اورباب وسيبقى كذلك وبكل تأكيد ستصبح تركيا جزء من الاتحاد الاوربى . . ومضى فى التأكيد على ان مضى تركيافى طريق الانظمام الى الاتحاد الاوربى لا دون تفريط فى ثوابتها ولن يكون على حساب كرامتها بال قال سندخل مرفوعى الرأس وكلنا شرف بدينه ولغته وتقاليده وقد وجه خطابه الى من يقول ان تركيا دولة فقيرة وستكون عبئاً عل الاتحاد حيث سنكون مضطرين الى تقديم المليارات بل مئات المليارات من اليورو لدعمها لكنها ها هى تركيا التى قالو عنها انها فقيرة اصبحت قوة صاعدة اليوم دون ان تطلب منهم شيئ وفى هذا اشارة ايضا الى انه تم قبول دول فى الاتحاد اصبحت حمل عليه وتعيش على العم الاوربى وفى اى لحضة تعلن افلاسها بل يقول لهم وبكل ثقة واعتزاز ها هى الدولة الفقيرة كما كنتم تقولون اصبحت رئيسة مجموعة العشرين الاقتصادية ناسب الفضل الى الشعب التركى الفتى الطموح بقوله الصريح المباشر الذى يحمل الكثير من المعانى والدلالات والرسائل ، ان سبب ما وصلنا اليه يعود الى الشعب التركى ولم ينسبه الى خبرة وذكاء ومقدرة رئيس او حزب او جماعة بل نسب الفضل الى الشعب الذى اجتهد فى اختيار من يقوده واجتهد وثابر فى نجاح هذه النهضة الواعدة . ورد على ما كان يقوله الاوربيين عن تركيا انها دولة ضعيفة لايمكنها الدخول الى الاتحاد الاوربى اما الان فيقولون تركية دولة قوية ولايمكنها دخول اوربا لانها ستغير اوربا من داخلها بين فيها الفوائد التى سوف تتحقق وتجنيها اوربا من انظمام تركيا . ان تركيا شفاء لاوربا وذا أصبحت أوروبا في يوم من الأيام قوة عالمية، فهذا سيكون بعضوية تركيا، وإذا قُدر لأوروبا الخروج من الأزمة الاقتصادية، فهذا سيكون بقدرة تركيا الاستثمارية، وبكثافتها السكانية الديناميكية . لذلك أؤكد لكم أننا لسنا عبئاً على أوروبا، فتركيا شفاء لأوروبا، شفاء لمرض العنصرية بها، وشفاء لركودها الاقتصادي، شفاءٌ سيقيلها من عثرتها، ويعيد لها قوتها”. وأفاد “داود أوغلو” قائلا: “لم يعد هناك أي وجود لتركيا التي كان يحتقرها الجميع، وينظرون إليها بتعالي، تركيا الآن باتت دولة تنظر بعزة وشرف إلى كل من ينظر إليها بتعالي، وباتت قوة تُجبر من يتجاوزون الحدود معها، على التزام حدودهم معها وذكر “داود أوغلو” أن الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين الاقتصادية مجرد أمانة لدى تركيا، مضيفاً: “وخلال تلك الفترة سنوضح للعالم أجمع ما ينبغي فعله من أجل كيفية حل الأزمة الاقتصادية العالمية، وسوف نقص قصة النجاح التي حققتها تركيا خلال اثنا عشرعاما مضت كقوة اقتصادية عالمية صاعدة”. وكانت منه اشارة انسانية عظيمة حين قال أن “الشيئ الذي يحتاجه العالم من أجل مستقبل البشرية، هو العدالة العدالة العدالة ولا شيء غيرها”. فحق لبلد كان انتاجه القومى المحلى 230 مليار عام 2002 ليصل فى قرابة عقد من الزمن الى 820 مليار دولار محقق نسبة نمو تصل الى 5% م مليار دولارعلى امل وسير حثيث بخطى ثابتة نحو الزيادة ، ومقدار استثمارات عام 2002 كان 46 مليار دولار ليرتفع فى عام 2014 الى 318 مليار دولار محقق ثلاث اضعاف من النمو خلال عشرية واحدة من الزمن . متجهاً نحو افاق المستقبل وفق رؤية بعيدة المدى محددة ومدروسة تحقق امال وطموحات شعب فتىّ يرنو الى مستقبل زاهر يحقق طموحات الجميع بعدل وحرية ومساواة بين الجميع دون اقصاء او استثناء .

     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى