الأرشيفتقارير وملفات

تواضروس والكنيسة وجيش من المرافقين يلمعون زيارة عبد الفتاح خليل السيى سى فى نيويورك من يدفع الفاتورة ؟

أسوشيتدبرس: حشد كنسي وإعلامي لتحسين صورة السيسي السيئة في أميركا

سلط تقرير لوكالة “أسوشيتدبرس” الأميركية الضوء على الدور الرائد للإعلام والكنيسة القبطية المصرية من أجل تحسين صورة السيسي السيئة، تزامناً مع حضوره لجلسات الأمم المتحدة

وقال التقرير، إن السلطات في مصر تحاول التغلب على جميع العقبات للتأكد من  النجاح الدبلوماسي لزيارة  عبدالفتاح السيسي ، على الرغم من الإنتقادات المتزايدة لسجل حقوق الإنسان تحت حكمه ، ورافق السيسي إلى نيويورك العشرات مع أعضاء البرلمان والشخصيات الإعلامية الموالين له ،الساعين لتحسين صورة البلاد خلال الزيارة التي ستستغرق أربعة أيام .

وفي تصريح للصحفيين، قالت البرلمانية نشوى الدين إنها وآخرين سيلتقوا مسئولين أميركيين وأعضاء كونجرس لمعالجة “التصورات والمواقف الخاطئة ” حول مصر ، وقال طارق رضوان عضو برلماني آخر، “إنهم سيدعمون الرئيس ك”رمز لمصر”.

وتشير الصحيفة إلى أن الزيارات السابقة صاحبها الإحتجاجات أو الإعتداءات على الصحفيين المصاحبين له من قبل داعمي محمد مرسي : الرئيس المنتخب الذي قاد السيسي الإطاحة به ،وأوفدت الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية – الحليف القوي لعبدالفتاح السيسي بوصف التقرير- قساوستها لحث أتباعها هناك على حشد الدعم له فور وصوله يوم الأحد وحال وصوله إلى مقر الأمم المتحدة .

وتشير الصحيفة إلى الانتقادات الشديدة التي وجهتها الدول الغربية والمجموعات الحقوقية  للسجل الحقوقي المصري خلال ثلاث أعوام منذ الإطاحة بمرسي ،واعتقلت السلطات الآلاف ،معظمهم من الإسلاميين ، وأيضاً النشطاء العلمانيين والليبراليين البارزين الذين وقفوا وراء الإطاحة بحسني مبارك .

وختمت الصحيفة بالإشارة إلى مما تنشره وسائل الإعلام  المصرية التي يسيطر عليها مؤيدي السيسي من نظريات المؤامرة حيث تتآمر الدول الأجنبية على مصر من أجل إضعافها بنشر الإضطرابات السياسية ، وتصور وسائل الإعلام هذه السيسي كحصن ضد الفوضي، ونشطاء حقوق الإنسان بأنهم خونة وعملاء أجانب .

وتأتي زيارة عبدالفتاح السيسي لنيويورك للمشاركة في أعمال اجتماعات الدورة رقم 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعقد تحت عنوان “قمة الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والمهاجرين”، بصحبة جيش جرار من الإعلاميين والبرلمانيين والسياسيين والفنانين لتضع العديد من علامات الاستفهام حول فاتورة هذا الوفد ومن يدفعها.

السى

زيارة السيسي هي الـ 50 له خارجيًا منذ توليه مقاليد الحكم في مصر في 2014، ليبقى السؤال: ماذا حققت تلك الزيارات من نتائج؟ علمًا بأن زياراته للداخل لا تتعدى سبع محافظات فقط من إجمالي 27 محافظة مصرية، ما يدفع الكثيرين للتساؤل: هل تحسين صورة النظام خارجيًا ومحاولة شرعنة وجودة بعد الهزات التي تعرض لها مؤخرًا أولى من إقناع الشعب به في ظل حالة الغليان التي يحياها جراء التدني المستمر في المستوى المعيشي والحقوقي؟

تواضروس حشد اقباط المهجر للدعاية وتلميع السيسى فى نيويورك

كانت الكنيسة الأرثوذكسية، في الولايات المتحدة، أصدرت مساء الأحد، بالتعاون مع إيبارشية نيويورك، بيانا دعت فيه أقباط الولايات المتحدة للتواجد أمام مقر الأمم المتحدة بنيويورك صباح الثلاثاء 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، لدعم السيسي إبان إلقاء كلمة مصر أمام الجمعية العامة.
وأكد البابا، أنه “على كهنة أمريكا حشد وتشجيع الشعب على التواجد أمام مبنى الأمم المتحدة صباح الثلاثاء لاستقبال عبد الفتاح، في ظل توفير وسيلة انتقال من كل كنيسة للذهاب والعودة، وتأييد فخامة الرئيس الذي يعمل بلا كلل من أجل مصر”، بحسب البيان المذيل بتوقيع الأنبا ديفيد، أسقف نيويورك ونيو إنجلاند، والأنبا كاراس الأسقف العام والنائب الباباوي في أمريكا الشمالية، ومجمع كهنة المقر الباباوي، ومجمع كهنة نيويورك ونيو إنجلاند.

سى

تواضروس ومواقفه السياسة

 إبريل/نيسان من العام 2012 إبان حكم المجلس العسكري، وهي الزيارة التي لاقت ضجيجاً كبيراً حولها آنذاك، وبررها جمعة بأنها لدعم المسجد الأقصى.

جاءت زيارة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني إلى القدس، لحضور جنازة الأنبا أبراهام الأورشليمي، مطران القدس والشرق الأدنى، لتمثل تحولاً وإنقلاباً على موقف قيادات الكنيسة الأرثوذكسية المصرية خلال 40 عاماً، بعدما رفض البابا كريلس السادس، إبان عهد عبد الناصر، السفر إلى القدس وهي واقعة تحت الإحتلال الإسرئيلي بعد 5 يوينو/حزيران عام 1967، وكذلك موقف البابا شنودة والمجمع المقدس بتحريم الزيارة إلى القدس للتبرك أو الحج وهي واقعة تحت الإحتلال، في مارس/آذار 1980، وذلك بعد رفضه السفر مع الرئيس الأسبق أنور السادات إلى تل أبيب عقب توقيع معاهدة كامب ديفيد.تلك القرارات ظلت صامدة عشرات السنين، لم يكسرها أي من الباباوين السابقين، حتى عند تنصيب الأنبا أبراهام نفسه، حيث أرسل البابا شنودة وفداً كنسيا لإجراءات التنصيب من دون أن يسافر هو، فيما عاقبت الكنيسة من سافر من رعايها للتبرك أو الحج.

وعلى الرغم من أن تحولات الكنيسة السياسية بعد 3 يوليو/تموز كانت كثيرة على المستويين، الحقوقي والسياسي، ومثلت إنقلاباً على ثوابت حاول أن يرسيها البابا شنودة بعزل الكنيسة عن الاشتباك مع محيطها العام بدرجة أكثر اتساعاً من مصالح الكنيسة، ومحاولة بسط المزيد من النفوذ الاجتماعي والروحي على أتباعها، في مقابل تأييده لرأس النظام السياسي في المناسبات المهمة أو الفارقة، على أن تحتمي بالليبراليين والمدافعين عن حقوق الإنسان في ما يخص الاشتباك الاجتماعي أو الحقوقي. إلا أن هذه الزيارة مثلت إنقلاباً على واحدة من أهم ثوابت الكنيسة القبطية التي لم يتنازل عنها البابا شنودة الثالث، لا في عهد السادات، ولا في عهد مبارك، ما يطرح تساؤلات عديدة أبرزها حول صلاحيات البابا في مخالفة قرارات المجمع المقدس منفرداً، الذي يعد الهيئة الأعلى داخل الكنيسة المصرية وصاحب السلطة التشريعية العليا بداخلها، وفي أمر رعوي كان يمكن أن يتغلب عليه بإرسال لجنة إدارية إذا استلزم الأمر. وفي المقابل، زيارة توضراوس لم تكن الزيارة الوحيدة لقيادة دينية في مصر. مفتي الجمهورية السابق علي جمعة، والمقرب أيضاً من النظام المصري وأحد حلفائه، كان له موقف مشابه حينما وصل إلى القدس المحتلة عبر الأردن، لزيارة المسجد الأقصى في إبريل/نيسان من العام 2012 إبان حكم المجلس العسكري، وهي الزيارة التي لاقت ضجيجاً كبيراً حولها آنذاك، وبررها جمعة بأنها

إن توغل الكنيسة في السياسة وعلاقتها برموز النظام الحالي لا تخفي علي أحد، فالبابا يدعم علناً نظام السيسي الدكتاتورى ويبارك سياساته القمعية التي بحسب وصفه ستنقذ الكنيسة من خطر الإخوان.

مشجعى

الوفود المرافقة للسيسي

اشتهر السيسي عن غيرة من رؤساء العالم باصطحابه جيش جرار من الإعلاميين والفنانين والسياسيين والشخصيات العامة في كل جولة يقوم بها، حيث تجاوزت أعداد الوفود المرافقة له كل مرة عن الـ 90 فردًا ما بين إعلاميين وفنانين وسياسيين وشخصيات عامة وبرلمانيين.

وتعد زياراته للولايات المتحدة الأمريكية لاسيما خلال مشاركاته في اجتماعات الأمم المتحدة هي الأكثر زخمًا من حيث عدد المرافقين له، لما تتضمنه من أهمية كبيرة يسعى لتوظيفها من أجل إيصال بعض الرسائل لقادة وزعماء العالم، وخلال جولته الحالية للمشاركة في اجتماعات الدورة رقم 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة اصطحب السيسي معه وفدًا مكون من 91 شخصية متنوعة.  

المطبلاتية والمهللين من الإعلاميين

ضم الإعلامية لميس الحديدي، والإعلامية دينا سالم، وندا واصف من قناة “سي بي سي”، والإعلاميين عمرو الكحكي، ودعاء جاد الحق، وأسماء مصطفى، من قناة “النهار”، والإعلامي وائل الإبراشي، من قناة “دريم”، ومحمد عبدالحكيم علي، والمهندس عمرو محمد فتحي، من غرفة صناعة الإعلام، والإعلامية إنجي أنور، ومحمد حسين عيسى، وعماد جاد من قناة “تن”، ومحمد يونس حسين، وأحمد مجدي عريف، وأحمد سالم أمين، وروزيت داود أنطوان، وريهام علي ومصطفى بكير، من قناة “صدى البلد”، و الإعلامي يوسف الحسيني.

 الصحفيون المحسوبين على السلطة وامن الدولة

ومن الصحفيين، خالد ميري ومحمد شبانة، عضوي مجلس نقابة الصحفيين، وعبير فتحي وصبحي محمد عبدالسلام، ووليد محمد بهي الدين ومحمد العزاوي من “الجمهورية”، والكاتب الصحفي محمود مسلم رئيس تحرير “الوطن”، وصالح إبراهيم وسماح حسن من “الوطن”، وعمر يحيى ومحمد الجالي ويوسف أيوب وسمير الشامي ورامي ناجي من “اليوم السابع”، وهاني النحاس ووائل لطفي وأحمد فرحات وكمال أبو الخير عامر من “روز اليوسف”، ومحمد نبيل إبراهيم وعلي حسن من “وكالة أنباء الشرق الأوسط”، ومحمد محمود عبدالباقي من “الأهرام ويكلي”، وأحمد سامي متولي وعبدالحكيم محمد طه ومحمد فايز فرحات ومحمد محمود عبدالله ومحمد محمد عباس منازع ووليد الشرقاوي وأشرف محمد علي حسن من “الأهرام”، ونهال عبدالمنعم عاشور من “دار الهلال”، ومحمد قاسم محمد رئيس تحرير “إجيشن جازيت”، وهيثم فارس من “دوت مصر”، ومحمد وديع وسعيد عبده من “دار المعارف”، وجمال الشناوي مدير تحرير “أخبار اليوم”، وعمرو حسن وأحمد صلاح درويش من “الفجر”، وإبراهيم جمال من “آخر ساعة”، وعمرو مخلوف من “الأهرام المسائي”، وأحمد الخضري من “الأسبوع”، ومحسن لملوم وخالد إسماعيل من “الأهرام الرياضي”، وأيمن بدرة من “أخبار الرياضة”، وأحمد عبدالوهاب من موقع “المصدر”.

رجال الأعمال

وضم الوفد بعض رجال الأعمال ومنهم رجل الأعمال عمرو بدر، وفيبي أنرو تادرس، ومحمد إسماعيل إبراهيم، وأحمد بدر، وخالد طه، من شركة “إبر كرومبي أند كنت” للسياحة.

أعضاء البرلمان

ضم الوفد عبد الرحيم علي عضو لجنة الشؤون العربية، والدكتورة مؤ البطران رئيس لجنة الاتصالات، والنائب أحمد بدوي وكيل لجنة الاتصالات، وخالد يوسف عضو لجنة الثقافة والإعلام، وداليا يوسف وكيل لجنة العلاقات الخارجية، وطارق الخولي أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، وطارق رضوان وكيل لجنة العلاقات الخارجية، وإيليا ثروت باسيلي ونادر مصطفى وهشام الشطوري عن حزب الشعب، ومنال ماهر عضو لجنة حقوق الإنسان، ومحمد شعبان عضو اللجنة الدينية، وإيهاب الطماوي أمين سر اللجنة التشريعية، ومحمد علي عبد الحميد وكيل اللجنة الاقتصادية ونشوى الديب وسحر طلعت رئيس لجنة السياحة، وسولاف درويش عضو لجنة الشؤون العربية.

سىسى

مولد  سيدى نيويورك السنوي

“أصبح تقليدًا سمجًا ومضحكًا ومضرًا أن يصاحب عبد الفتاح السيسي في رحلته السنوية حتى الآن لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وفدًا من المؤيدين والمحبين من رجال أعمال ونواب وفنانين ومذيعين، تتلخص كل مهمتهم في التصفيق والتهليل له عند دخوله مقر المنظمة الدولية، أو مقر إقامته في أحد الفنادق الفاخرة بصحبة وفد عرمرم من كبار المسؤولين والمستشارين ورجال الحراسة يكلف ميزانية الدولة الخاوية الملايين من الدولارات الشحيحة..” بهذه الكلمات استهل خالد داود، المتحدث باسم تحالف التيار الديمقراطي، حديثه عن الوفد المرافق للسيسي في جولته الأمريكية.

داود أشار في مقال له أن هذا العام، وكما كل عام على مدى السنوات الثلاث الماضية، أعلن رجال الأعمال الطامعون بلا شك في مصالح أو تسويات لقضايا فساد واستيلاء على أراضٍ صحراوية من زمن حبيبهم المخلوع عن تمويلهم السخي للرحلة السياحية الترفيهية إلى أحد أغنى عواصم العالم عبر المحيط الأطلنطي وبعد رحلة طيران تستغرق إحدى عشرة ساعة، كما أعلن قداسة البابا تواضروس الثالث عن مباركة الرب لرحلة عبد الفتاح  وأوصى أساقفة وشعب الكنيسة في نيويورك بالترحيب به بحرارة.

وتابع: ومقابل حضور مولد نيويورك السنوي، المطلوب فقط المشاركة في عدة فقرات من الانبساط والصهللة في شارعين أو ثلاثة في نيويورك كلما مر موكب السفاح على أنغام الأغاني والأناشيد الوطنية، والتي بات حتى أكثر مؤيدي النظام يقرون بأنها لم تعد لها مفهوم السحر على غالبية المواطنين كما كانت في ضوء موجة الغلاء التي سيستمر تصاعدها في الشهور المقبلة لكي نحصل على قرض صندوق النقد الدولي.

وأضاف المتحدث باسم تحالف التيار الديمقراطي أنه ومن خلال ملاحظات عدة في هذا الشأن في ضوء خبرته الشخصية في تغطية أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة والإقامة في نيويورك لسنوات، أولها أنه لا توجد أي دولة أو حكومات أخرى، ديكتاتورية أو ديمقراطية، تقوم بتنظيم رحلات الدعم لعبد الفتاح هذه على هامش المشاركة في أعمال الجمعية العامة، كما أن الرؤساء الأكثر إثارة للجدل بسبب مواقفهم من الولايات المتحدة غالبًا، وآخرين ممن تواجههم مشكلات قد تشكك في مدى استقرارهم في مناصبهم، يكونون عادة الأكثر حرصًا على حضور هذا الاجتماع السنوي الذي يحضره العشرات من قادة دول العالم على مدى أسبوع، وإلقاء خطابات بلادهم من على منبر الجمعية العامة الشهير.

هكذا كان حال الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، والرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز في الفترة التي قضيتها في نيويورك، وكانا من بين آخرين حريصين بشكل منضبط على الحضور كل عام لمقر الأمم المتحدة وإلقاء خطابات وتنظيم مؤتمرات صحفية، وفي مواجهة رأي عام وصحافة أمريكية حادة في انتقاداتها لنجاد وتشافيز، ومظاهرات قوية للجاليات الإيرانية والفنزويلية المعارضة، لم يقوما بحشد أنصارهما في طائرات لكي يتظاهروا ويهللوا لهما أثناء تجوال موكبيهما في مربع صغير للغاية من جزيرة مانهاتن بمدينة نيويورك، حيث يقع مقر الأمم المتحدة والفنادق التي يقيم بها الرؤساء.

والغالبية الكاسحة من سكان مانهاتن بنيويورك يعلمون جيدًا أن هذا المربع المحدود من الشوارع يتحول إلى منطقة محظورة تقريبًا في الأسبوع الذي يتوافد فيه الرئيس الأمريكي وقادة العالم إلى المدينة، شديدة الازدحام، وبالتالي يتجنبون التوجه إلى هناك، ولن يتمكنوا من متابعة المظاهرات العديدة لأنصار الرئيس السيسي أمام مقر الأمم المتحدة وفندقه وليعرفوا بنفسهم كم الحب والتأييد الذي يحظى به على المستوى الداخلي على عكس ما تمتلئ به وسائل إعلامهم الخاضعة للنفوذ الإخواني والتمويل القطري واللوبي الصهيوني.

تحسين صورة السيسي القاتمة والمنهارة فى العالم

وفي تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية عن دور الكنيسة والإعلام في تحسين صورة السيسي أمام الرأي العام العالمي خلال مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة، أشار إلى أن السلطات في مصر تحاول التغلب على جميع العقبات للتأكد من النجاح الدبلوماسي لزيارة الرئيس المصري، على الرغم من الانتقادات المتزايدة لسجل حقوق الإنسان تحت حكمه، ملفتًا إلى مرافقة العشرات مع أعضاء البرلمان والشخصيات الإعلامية الموالين له ،الساعين لتحسين صورة البلاد خلال الزيارة التي ستستغرق أربعة أيام.

الصحيفة أشارت إلى أن الزيارات السابقة صاحبها الاحتجاجات أو الاعتداءات على الصحفيين المصاحبين له من قبل داعمي الرئيس المعزول محمد مرسي، كما أوفدت الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية – الحليف القوي لعبد الفتاح السيسي بوصف التقرير – قساوستها لحث أتباعها هناك على حشد الدعم له فور وصوله يوم الأحد وحال وصوله إلى مقر الأمم المتحدة.

وختمت الصحيفة بالإشارة إلى ما تنشره وسائل الإعلام المصرية التي يسيطر عليها مؤيدة السيسي من نظريات المؤامرة حيث تتآمر الدول الأجنبية على مصر من أجل إضعافها بنشر الاضطرابات السياسية، وتصور وسائل الإعلام السيسي كحصن ضد الفوضي، وتصف نشطاء حقوق الإنسان بأنهم خونة وعملاء أجانب.

من يدفع فاتورة المطبلين والمهللين المرافقين لعبد الفتاح؟

الكثير من علامات الاستفهام حول من يتحمل فاتورة هذه الجيوش الغفيرة من الوفود المشاركة للسيسى خلال زياراته الخارجية، لاسيما في ظل هذه الأعداد غير المسبوقة في تاريخ الزعماء والقادة، حيث تباينت الآراء حول الممول الحقيقي لهذه الزيارات بعد تأكيد مؤسسة الرئاسة المصرية نفيها لما أثير بشأن رعايتها لهذه الزيارات.

العديد من الجهات تبنت رعايتها لتمويل هذه الزيارات المكوكية للوفود المصاحبة للسيسي، كان في مقدمتها رجل الأعمال محمد أبو العنين رئيس مجلس إدارة قنوات صدى البلد وشركة سيراميكا كليوباترا، ورجل الأعمال محمد الأمين رئيس غرفة صناعة الإعلام، ومحمد فريد خميس صاحب شركة النساجون الشرقيون، وهو ما تم التأكيد عليه خلال مشاركة السيسي في اجتماعات الأمم المتحدة 2014، حين اصطحب معه كوكبة من الفنانين والمثقفين والشخصيات العامة.

وفي الزيارة الحالية، وقبل اشتعال الجدل بشأن الممول الحقيقي لها، أصدرت غرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع، أمس، بيانًا يفيد بأنه من منطلق مسؤوليتها الوطنية، وتأكيدًا لتعزيزها لتوجهات الرأي العام للشعب المصري، وبناءً على تأييدها ودعمها للجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة المصرية، نظمت سفر وفد شعبي مصري رفيع المستوى لدعم زيارة السيسي لأكبر تجمع دولي ومشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة لدورتها الـ 71 بنيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضحت الغرفة في بيانها أنها “تبذل إيمانًا منها بدوره كافة الجهود المطلوبة لإنجاح زيارة الوفد الشعبي المرافق لعبد الفتاح في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة”.

وأضاف البيان: “آملين أن يوفق الله مصر وأهلها وحكومتها ورئيسها وأن يسدد خطانا جميعًا من أجل رفعة البلاد والتقدم إلى المصاف التي تستحقها مصر العظيمة”.

من جانبها أوضحت النائبة داليا يوسف وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن الوفد البرلماني المرافق للسيسى إلى نيويورك، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تحمل جزءًا كبيرًا من نفقات السفر، وتكفلت غرفة صناعة الإعلام بتنظيم الرحلة مع الوكالة السياحية، وتوفير تذاكر السفر فقط إلى النواب المشاركين في الزيارة.

وقالت يوسف، في تصريحاتها إنها لا يشغلها الحديث عن تحمل نفقات السفر بقدر اهتمامها بقيمة الزيارة، كونها المرة الثالثة التي يشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، باعتباره أول رئيس منقلب يشارك 3 مرات، بعد مرتين للسادات وجمال عبد الناصر، كما أنها المرة الأولى التي يشارك فيه وفد برلماني مع السيسي، على حد قولها.

من جانبه قال النائب طارق رضوان، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، إنه يتحمل تكلفة سفره إلى نيويورك ضمن وفد النواب المرافق للسيسي، نافيًا توجيه دعوة له من غرفة صناعة الإعلام، موضحًا أن فكرة الوفد البرلماني تطوعية وليست بتوصية من أحد، موضحًا أنه لم يتلق دعوة من غرفة صناعة الإعلام للمشاركة في وفد نيويورك، ملفتًا أن هدف الوفد هو تحسين صورة مصر أمام العالم الغربي.

سواء كانت فاتورة هذه الوفود المرافقة لمستر عبد الفتاح من جيب الدولة أو رجال الأعمال يبقى السؤال: ما الفائدة السياسية التي تحققت من وراء هذه الوفود؟ كما أنه أليس من الأفضل ترشيد هذه الأموال الطائلة لصالح الشعب لاسيما في ظل حالة التقشف التي يحياها المواطن العادي؟ ثم ألا يعد ذلك تناقضًا واضحًا في عقيدة النظام، فكيف يدعو الشعب بالصباح لشد الأحزمة والتبرع لأجل الوطن وفي المساء ينفق رجال أعماله المدللين الملايين من أجل التطبيل والتصفيق في محفل لا يعترف بهذه الطقوس المصاحبة للنظم الديكتاتورية؟ ثم أليس كافيًا بعد 50 زيارة خارجية أن يشرعن النظام الحالي نفسه ويحسن صورته دوليًا أم أنه لازال بحاجة لمزيد من الهتاف والتصفيق؟  ويبقى السؤال الأكثر حرجًا: هل تعد رعاية رجال الأعمال وأباطرة الإعلام لهذه الزيارات هي المقابل الذي تحصل عليه الدولة في مقابل عدم ملاحقة هذه الحفنة من تحصيل الضرائب المستحقة عليهم أو حفظ القضايا المقدمة ضدهم في الأدراج؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى