آخر الأخباراقتصاد

فض النزاعات ( الظالم والمظلوم )

السعودية تقر ضوابط وتعليمات للمساجد في شهر رمضان المبارك

من روائع الأمين االكاتب الأديب

أحمد شكرى 

الأمين العام لمنظمة “إعلاميون حول العالم”

[14:37, 5.3.2023] احمد شكرى فرنسا:

  • ضرورة الالتزام بمواعيد الأذان حسب تقويم أمِّ القرى
  • عدم استخدام الكاميرات لتصوير الإمام والمصلين أثناء أداء الصلوات
  • عدم جمع التبرعات المالية لمشروعات تفطير الصائمين وغيرها

أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية، تعميماً تضمن التعليمات الخاصة لعمل منسوبي المساجد وضوابط وتعليمات لتهيئة المساجد وتنفيذ مشاريع تفطير الصائمين خلال شهر رمضان المبارك للعام الجاري 1444ه.

وزير الدعوة والإرشاد والمساجد في المملكة العربية السعودية يصدر تعليماته بخصوص شهر رمضان جاء فيها
جمع التبرعات لإفطار الصائمين ممنوع
اختصار دعاء الوتر والاقتصار على جوامع الدعاء !!
عدم استخدام الكاميرات لتصوير الصلاة وعدم نقل الصلوات أوبثها عبر المنصات الإعلامية بشتى أنواعها !!! (حرب على القرٱن)
حث المصلين والمحليات على عدم اصطحاب الأطفال لما يحصل منهم من تشويش !!! ( قطع صلة الاطفال بالمساجد )
……
…..
سيتولى المراقبون متابعة تنفيذ هذه التعليمات …

هذه والله حرب على المساجد وقطع صلة الناس بها حتى الدول الغربية الكافرة العلمانية لم تفعلها المساجد مفتوحة اربع وعشرين ساعة !!!
 فض النزاعات

” الظلم ” ؛ ما أبشعها من كلمة ، وما أحقره وما أبغضه من فعل ؛ ما من أحد يختلف ؛ وما من نظام أو عرق أو دين إلا ويعاقب أو يحذر وينفر من هذا الفعل الشنيع …

العالم أچمع ؛ بمسئوليه وحكامه وهيئاته ومنظماته ينشدون ويتغنون بالعدل الذي هو نقيض الظلم وعدوه ، وما أنشئت المحاكم الدولية والهيئات ؛ ولا المحاكم العليا بقضاها ومحاميها إلا لإقراره ومعاقبة الظلم والظالمين …

وما اشتهر من قاض أو وال على بلد ،؛ او أم أو أب أكثر ممن كان عادلاً بين شعبه ورعيته ؛ أو ممن قضى وعدل ومن ساوى بين أولاده وبناته ولم ينقص أحد منهم حقه …
 قالوا في الكتب والأمثال والحكم الكثير والكثير عن الحق والعدل والمساواة بين الناس …

” العدل أساس الحكم “ ؛ شعارا تراه في المحاكم التي تنشؤها الدولة للفصل بين الظالم والمظلوم ؛ وللبت في شكاوى من يظن أن حقه مهضوم ، ولكننا مع ذلك نرى من يصرخ ويبكي بعد حكم عليه ؛ بل أكثر من ذلك بكثير ؛ ففي أيامنا هذه قد نرى الجاني حرا والمظلوم في السچن وراء القضبان ...
” وياما في الحبس مظاليم” كما يقال في الأمثال … وإذا بحثنا ودققنا بنظرة أوسع وأكثر شمولاً ؛ فلسوف نرى ونشاهد الظلم واقع على الضعفاء من الدول أمام نظيراتها من القوى المتوحشة ؛ ولا تستطيع الهيئات أو المحاكم الدولية ‘ المخولة لإرساء العدل ‘ أن تفصل بينهم أو تنصف المظلوم منهم ؛ وكأننا وحوش وحيوانات في غابة يأكل فيها القوي الضعيف . والكتب السماوية هي أكثر ما يحس ويأمر على وبالعدل بين الناس ؛ وما أكثر ماچاء فيها من الترغيب في العدل بدءاً من الرچل حيال زوچته وأبنائه ؛ ووصولاً إلى الشعوب والقبائل والطوائف والدول …
 ” ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وچعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفو ؛ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير “

ولقد ربط القرآن ( الذي صدق الكتب السماوية ؛ وأقر وأكمل وهيمن على وختم الرسالات الربانية ) بين العدل والتقوى في آيات أخرى : ” اعدلوا هو أقرب للتقوى ” ، ولكي لا نخوض أو نستطرد في الآيات وفي الكتب السماوية وفي ذكر الأنبياء والرسل وما أرسلوا به من رسالات عدل ومساواة ورحمة ؛ فذلك من شأن العلماء والمتخصصين ، ولكن لا أحد يختلف على أن العدل كان حليفهم ونصيرهم …

ولربما اختلف الناس في إتباع الرسل والأنبياء والمرسلين وفي اختيار الرسالة التي يدينون بها ويتبعون تعاليمها ، ولكنهم يتفقون على عدل وسمو شخصية وأخلاق وآداب هؤلاء المبعوثين رحمة للعالمين ؛ وعلى عدل وقوة شخصية من تبعهم …

وعمر بن الخطاب يعد من الشخصيات التي لا يختلف عليها اثن…
 من منا – إذا ظلمه أحد – لم يأرقه الظلم في منامه ؟ ؛ ومن لم يطارده البغي ( بغي الحكام ) في أحلامه ؟ … لا هناء بعيش ولابيوم يظلم فيه الإنسان من أخيه الإنسان …
قيل إن الظلم لظلمات يوم القيامة . وأن الله حرم الظلم على نفسه ؛ وچعله محرما بين الناس غنيهم وفقيرهم ، وكبيرهم وصغيرهم ، وأقواهم وضعيفهم …

في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء ثلاثة أشخاص ممسكين بشاب وقالوا: “يا أمير المؤمنين نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل فقد قتل والدنا”

 قال عمر بن الخطاب: “لماذا قتلته؟

  قال الرجل: إني راعي إبل وماعز.. وأحد جمالي أكل شجرة من أرض أبوهم فضربه أبوهم بحجر فمات، فأمسكت نفس الحجر وضربت أبوهم به فمات”

 قال عمر بن الخطاب: إذا سأقيم عليك الحد

 قال الرجل : أمهلني ثلاثة أيام، فقد مات أبي وترك لي كنزاً أنا وأخي الصغير فإذا قتلتني ضاع الكنز وضاع أخي من بعدي

فقال عمر بن الخطاب: ومن يضمنك؟

 فنظر الرجل في وجوه الناس:

فقال عمر بن الخطاب: يا أبا ذر هل تضمن هذا الرجل؟

فقال أبو ذر: نعم يا أمير المؤمنين

 فقال عمر بن الخطاب: إنك لا تعرفه وإن هرب أقمت عليك الحد

 فقال أبو ذر: أنا أضمنه يا أمير المؤمنين

 ورحل الرجل ومر اليوم الأول والثاني والثالث وكل الناس كانت قلقلة على أبو ذر خوفا من أن يقام عليه الحد، وقبل صلاة المغرب بقليل جاء الرجل وهو يلهث وقد اشتد عليه التعب والإرهاق، ووقف بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب،

 قال الرجل : لقد سلمت الكنز وأخي لأخواله وأنا تحت يدك لتقيم علي الحد

 فاستغرب عمر بن الخطاب وقال: ما الذي أرجعك؟! كان ممكن أن تهرب

 فقال الرجل : خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس

فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر: لماذا ضمنته ؟!

فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس

 فتأثر أولاد القتيل فقالوا: لقد عفونا عنه

فقال عمر بن الخطاب: لماذا؟

فقالوا: نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس”

وأما نحن.. فنشرناها لكي لا يقال ذهبت دعوة الخير من الناس.

وعلى المستوى المحلي والعائلي وبين العشيرة الواحدة وفي صفوف الصحاب والأهل والمعارف ؛ فإن لنصرة المظلوم ‘ ولإحقاق الحق والعدل ‘ بين الناس حلاوة في القلب والنفس لا يعادلها إحساس أو لذة ؛ هذا علاوة على أنها من أفضل الأعمال والأفعال على الإطلاق ، وهي كالسعي في حاجة أخ محتاج ؛ فما أعظمهما من أفعال ؛ هنيئا لمن يتصدر لها ويحمل لوائها …

ولكن لنصرة المظلوم قواعد وأصول ( أهمها تذكرة أخيك الظالم أنه ظالم والأخذ على يديه لا نصرته لمجرد أنه أخ أو صديق ) ، ومنها على سبيل المثال : الإلمام بكل ماهو حرام ومعرفة الحلال وقواعد الفقه والمعاملات ؛ وذلك لمن يختار للإصلاح أو لفض نزاع ، ثم سماع طرفي الخلاف في كل الملابسات المحيطة بما اختلفا فيه ، والتريث وأخذ الوقت الكافي قبل الفصل في الأمر ؛ وأخذ المشورة ؛ وإسناد الأمر إلى أناس محايدين ذوي علم وخبرة وبصيرة ما أمكن إلى ذلك سبيلاً .
ودائما وأبدأ يكون العفو والتسامح تاچان في أي معاملة ، ورحم الله امرءا سمحا إذا باع ؛ سمحا إذا اشترى وسمحا إذا قضى .

والعفو دائما أبلغ وأقوى من العدل والحق ؛ وهو أكثر ربحاً وفوزا من استرداد حق ( عند المقدرة ) من ظالم …

ومن الوصايا الغالية والأكثر من نفيسة ؛ إنما هي وصايا تنسب إلى الرب لخاتم أنبيائه ورسله ؛ وهي بعد خشية الله في السر والعلانية والقصد في الفقر والغنى والعدل في الغضب والرضا ؛ العفو عمن ظلم – أخي – و صلة من يقطع – الأرحام – وإعطاء من حرم – ني – ، وأن يكون الصمت فكراً ، والنطق ذكرا والنظر عبرا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى