سيدتي

قبل أن تفقد أعصابك.. إليك 7 طرق للتعامل مع «زَنّ الأطفال» بشكل صحي

هل يُطرِبك ابنك بعشرات المرات من النداء المستمر طوال اليوم، ماما
ماما ماما؟!

هل تطلب منك ابنتك 3 طلبات متتالية وتلبيها لها، فقط لتبادرك هي
بالطلب الرابع؟!

هل تقضين يومك بين متطلبات أطفالك التي لا تنتهي؟!

هل حديثهم لا يتوقف ولا ينتهي من الاستيقاظ للنوم؟!

إذا اسمحوا لي أن أُرحّب بكم في نادي (زن الأطفال) كما يسميه الآباء.
بينما نطلق عليه في علم النفس (الاحتياجات النفسية غير المشبعة).

فكل سلوك يظهر من الطفل، نتعامل معه مثل الجبل الذي يظهر سطحه لنا
بينما تمتد جذوره العميقة تحت الأرض. كذلك سلوك الطفل الظاهر لنا، يخبئ خلفه جذور
من الاحتياجات النفسية التي يسعى للحصول عليها، حتى لو باتباع سلوكيات خاطئة أو
مضرة.

أقول دائماً كما تعلمت في علم النفس التربوي (لا يوجد طفل سيئ
السلوك.. يوجد طفل غير مُشبَع الاحتياجات).

والأصل في تربية الأطفال أن نتعلم ما يكمن خلف سلوكياتهم ونعمل على
إشباعه بشكل صحي. لا أن نركز على وقف السلوك خارجياً فقط.

علّمنا عالم النفس النمساوي الشهير ألفرد
أدلر
في
مدرسته الشمولية في علم النفس، أن الأطفال تلجأ لعادة الزن بعد أن يكونوا اختبروا
-ولو مرة في لحظة ضعف من الآباء- أنها تلبي لهم طلباتهم واحتياجاتهم. وتختلف
الاحتياجات التي تكمن وراء (زن) الطفل باختلاف شخصيته وبيئة تنشئته.

فمثلاً زن الأطفال يكون أحيانا للفت انتباه الأب والأم. إذا فهذا
الطفل يحتاج إلى الانتباه والاهتمام ولكن بشكل صحي، لا أن نقدم له الانتباه كلما
مارس سلوك الزن.

وأحياناً أخرى يكون لنقص المهارات، كأن يطلب الطفل منك ماء ليشرب، ثم
يطلب أن تحضر له ثمرة فاكهة، ثم يتبعها بطلب لفتح باب الخزانة… إلخ. إذا هذا الطفل
يحتاج أن يتعلم الاعتماد على نفسه وتحمل المسؤولية بشكل تدريجي.

وقد يكون (الزن) تحدياً من الطفل واحتياجاً لإثبات ذاته، كأن يكرر
الطفل طلبه بعد أن أخبرته أنك ترفض هذا الطلب وأنه غير مسموح به، أو يتوقف عنه
ويبدأ في طلب ثانٍ ثم ثالث.

ما يهم هو أن نتعامل بأساليب تربوية تؤدي لإشباع تلك الاحتياجات بشكل
سليم وسويّ، لا بشكل سطحي.

تحدث الكاتب الشهير واستشاري العلاقات الزوجية جاري تشابمان في كتابه
«لغات الحب
الخمس
«،
عن أن لكل إنسان خزاناً عاطفياً يستقبل فيه مشاعر الحب ممن يحيطون به. وأن هناك 5
لغات مختلفة يستقبل بهم البشر مشاعر الحب من الآخرين، ويملؤون بها خزاناتهم
العاطفية على حد تعبيره.

وإذا لم تتعلم لغة الحب الخاصة بطفلك، فقد تبذل الكثير من الوقت
والجهد للتعبير له عن حبك دون جدوى. تعلّم لغة ابنك في استقبال الحب، ومارسها معه
حتى يمتلئ الخزان العاطفي لديه ويصبح في غير حاجة لإساءة السلوك حتى يلفت انتباهك
له.

يمنح الاختيار صاحبه شعوراً بالقوة والتحكم، ولكن
بشكل صحي. فإذا طلب منك طفلك 3 طلبات على سبيل المثال، يمكنك أن تطلب منه يختار
طلب واحد فقط لتنفذه له. وتخبره بأنك لن تستطيع تلبية أكثر من طلب واحد فقط في
الوقت الحالي، وأنك ستدعه هو يقرر أي الطلبات تفعلها له.

أحد الأساليب التربوية القوية والصحية جداً،
والتي ينصح بها الطبيب النفسي جيفري برنشتاين على موقع (Psychology Today)، هو
أن تطلب من طفلك منحك بعض الوقت لتفكر فيما يطلبه وتتخذ القرار الصحيح.

يعمل هذا الأسلوب على إبطاء رتم طفلك السريع في
الطلبات المتلاحقة، ويعطيك فرصة لتلتقط أنفاسك فتستطيع التعامل معه بأسلوب هادئ.

كما أن ذلك الأسلوب يعلّم الطفل الكثير عن اتخاذ
القرارات وأهمية التفكير.

وإذا عاد إليك طفلك بعد دقيقة ليكرر الطلب، يمكنك
أن تخبره بلطف أنك سمعته بالفعل وتحتاج ربع ساعة لتتخذ قرارك. (هذا بالطبع إن كان
عمر الطفل يدرك مفهوم الوقت والساعات).

تأتي ابنتك لكي وأنتِ تطبخين العشاء لتطلب منك
طلباً واثنين وثلاثة. يمكنك حينها ببساطة أن تخبريها بأنك تحتاجين مساعدة،
وستسعدين كثيراً إذا قضت هي بعض الوقت معكِ في المطبخ تساعدك. وقد تطلبي منها مهمة
بسيطة مثل غسل الخضراوات إن كانت في سن صغيرة، أو تقطيع السلطة إذا كانت أكبر
عمراً.

كما ذكرنا سابقاً، في كثير من الأحيان تكون كثرة الطلبات لنقص مهارات
الطفل. وهنا من المهم جداً أن نبدأ بتمضية بعض الوقت في تعليم الطفل تلك المهارات.

ولنبدأ باختيار مهمة واحدة فقط لا يستطيع هو عملها بنفسه مثل غسل
ثمرة فاكهة ليتناولها. ونبدأ تدريبه عليها، وتعليمه كيفية أدائها. ثم بعد ذلك
نفوّض له أداء تلك المهمة بنفسه ولكن بشكل تدريجي حتى يتمكن من أدائها بشكل تام
آمن.

تعمل تلك الأداة
التربوية
على
احترام الطفل، مع احترام نفسي أيضا كأب/ أم. فعندما يأتي ابني ليطلب مني أن يذهب
للعب عند الجيران، وأنا أجد الوقت غير مناسب فأجيبه بلا. بالطبع سيكرر الطفل طلبه
بعد دقيقة واحدة أو أقل. وقتها أستطيع تطبيق تلك الأداة في 4 خطوات:

– هل تعرف أداة (سؤال وإجابة)؟

بالطبع سيجيبني أنه لا يعرفها.

– فأقول له: حسناً، هل سألتني منذ قليل عن لعبك عند الجيران؟

سيجيبني بنعم.

– فأُكمل: وهل تلقيت مني إجابة؟

سيفهم على الفور ويبدأ يستعطفني: نعم يا ماما ولكن أنا فعلاً..

إذا استمر في تكرار الطلب بعد أن أوضحت له، يمكنني أن أستأذنه وأغادر
المكان.

وتلك هي مفتاح النجاح في التربية. فدائماً ما يختبر الأبناء قوة
وثبات أدواتنا التربوية، وأساليبنا المُتّبعة معهم. ويحاولون اختراقها وكسرها.
فإذا وجدوا من الأب/ الأم ثبات في التمسك بتلك الأساليب استمرارية في استخدامها،
فيستأكدون من جدية آبائهم وستقل مقاومتهم كثيراً.

كما أنهم سيتعلمون من تلك الاستمرارية والثبات، الكثير عن مهارات
الحزم والاحترام وحماية الحدود النفسية للإنسان.

وأخيراً.. راجع عاداتك أنت معهم

فكثيراً ما يكون سلوك (الزن) هو انعكاس لأسلوب
الأب/ الأم مع أبنائهم. فعلينا أن نراجع أنفسنا والطريقة التي نطلب بها من أبنائنا
أداء مهامهم؛ هل فيها الكثير من التكرار؟ هي فيها تلاحق للطلبات؟ هل نقوم بطلب
الكثير والكثير منهم خلال اليوم الواحد؟

ففي النهاية الكثير من سلوكيات الأبناء يكون انعكاساً لسلوكيات الآباء دون أن ينتبهوا.

يسرا القارح أم لثلاثة أطفال، مقيمة في كندا. تهوى القراءة و الكتابة والتعلم الذاتي والبحث، باحثة ومتخصصة في مجالي التربية وعلم النفس منذ عام 2010

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى