كتاب وادباء

قضاء ملايات السراير

  • قضاء ملايات السراير

    بقلم المحلل السياسى

    حاتم غريب

    ….حاتم غريب ———————–

    لا اظن ان الغالبية العظمى من الشعب المصرى استغرب ضبط قاضى فى وضع مخل بالاداب مع ثلاث فتيات فى فيلته بالساحل الشمالى فالامر ليس جديد ولن يكون الاخير فقد دأب هؤلاء الفشلة الفسدة الذين لوثوا سمعة القضاء بتصرفاتهم الحمقاء وسلوكايتهم الغير مسؤلة على ممارسة كل انواع الانحطاط الاخلاقى بداية من الرشوة المالية وانتهاءا بالرشوة الجنسية وما بينهما حشيش وبودرة كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من مجلسهم الاعلى وقد لايحرك ساكنا اذا كان المتورط فى تلك الجرائم من المحسبون على نظام الدولة الفاسد الذى يوفر لهم الحماية الكافية وعدم مسائلتهم عن افعالهم واعفائهم من العقاب….والامر لاينتهى عند هذا الحد فمن القضاة من يمارسون التجارة مستغلين فى ذلك منصبهم لتسهيل امورهم اما الجهات المعنية ومن كذلك من استولوا على اراضى الدولة وباعوها وحققوا منها ثروات طائلة وليس وزيرهم ببعيد عن ذلك. الامر فى حقيقته يمثل خطورة كبيرة على المجتمع بالاضافة الى المخاطر الاخرى التى يعانى منها فالمفترض ان القضاء هو رمانة الميزان التى تضبط المجتمع اخلاقيا وتساهم بقدر كبير فى تحقيق العدل والعدالة اما وانه يصل الى هذا الحد من الانحطاط والسفالة فذلك يودى بالمجتمع الى الهاوية والسقوط فى الرزيلة وبالتالى الحاق الدمار بالمجتمع ككل. والقضاء كما يعلم الجميع هو احدى السلطات الثلاث التى تتكون منها الدولة ولذلك ينبغى ان تكون مستقلة فى اعمالها واحكامها اعمالا لمبدأ الفصل بين السلطات والذى هو متعارف عليه بالفعل فى الدول ذات الانظمة الديموقراطية فمن العيب بل من الحقارة ان تأتمر السلطة القضائية باوامر السلطة التنفيذية وتصدر احكامها بناء على تعليمات منها فهذا امر يؤدى الى تغييب العدل وربما زواله مع مرور الوقت واذا ماحدث ذلك واظنه اوشك على الحدوث بمصر فان ذلك سيؤدى الى تحويل مصر الى غابة كبيرة ياكل فيها القوى الضعيف وهذا هو الطريق الى فناء الدولة وعندما تفنى الدولة تفنى معها كل سبل الحياة الكريمة لمن يعيشون على ارضها. فعلى الجميع الان ان يدرك خطورة المرحلة التى نعيشها فى كل المجالات وليس القضاء فحسب فكل مؤسسات الدولة دخلت الى مرحلة الخراب والتخريب ولم تعد هناك مؤسسات وطنية بالفعل يمكن الاعتماد عليها لادارة الدولة والنهوض بها فكل المؤؤسات الان وصلت الى حد الشراسة والافتراس لمن لاينتمون اليها من غالبية الشعب وفقدت مصداقيتها وتحولت الى نظام حماية للمستبدين والطغاة ضد الشعب الفقير المسالم الاعزل الذى يقف وحده فى وجه هؤلاء وهم الذين يملكون السلطة والسلاح…..فمصر الان اصبحت بلا جهاز امنى يعتمد عليه فى حماية المجتمع وافراده من الاشرار والخارجين على القانون لانهم هم انفسهم للاسف الشديد تبنوا الشر والخروج على القانون من اجل مصالحهم الخاصة….والامر لايختلف كثيرا بالنسبة للجيش فمصر الان بلا جيش وطنى يحمى اراضيها وثرواتها ومقدرات شعبها بل تحول الى الة لقتل ابناء الوطن وانتهاك اعراضهم وحرماتهم والاستيلاء على ثرواتهم وتقييد حرايتهم والحط من كرامتهم…..وحال القضاء كما ذكرنا سلفا لايسر عدو ولاحبيب وانهار كذلك مع انهيار المؤسسات الاخرى ويقف على راسها كذلك السلطة التنفيذية التى يديرها مجموعة من الخونة الفشلة عملاء الصهاينة الذين يساهمون فى قتل مصر قتلا بطيئا حتى اذا مافارقت الحياة تركوها اطلالا واشلائا لتدفن فى مقابر التاريخ.

    …./حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى