سيدتي

كيف تربي طفلك دون ضرب؟ العقاب بقدر الخطأ.. إليك طرق التربية الحديثة

ألم الولادة منسي، يذهب
بعد فترة من خانة الذكريات، وتبدأ الرحلة الأطول الأكثر تحدياً، تربية الطفل دون
اللجوء إلى أساليب تهدم شخصيته بغير قصد، سواء جسدياً أو حتى نفسياً.

ضرب الطفل مثلاً، أسلوب لجأت إليه الأجيال السابقة في شتى أنحاء العالم، ولكن هل ينفع هذا الأسلوب في عصرنا فعلاً؟ وألا تصلح التربية والتنشئة الجسدية والعقلية والفكرية السليمة للطفل إلا بالضرب؟

قد يتساءل الكثير من
الآباء الجدد عن أُسُس التَّربية الصّحيحة وطُرق التّعامل مع الأطفال، وعن
الطّريقة الأمثل للتّربية دون ضربٍ أو عُنفٍ، وهو ما سنتحدث عنه في تقريرنا.

تُعرَّف تربية الطِّفل
بأنّها عمليّة دعم الطِّفل، وتعزيز عاطفته، وتربيته وتنشئته تنشئةً جسديّة وعقليّة
وفكريّة سليمة وسوِيّة.

اتّبع الأجداد في تربية
الأبناء قديماً أساليب مُختلفةً؛ اعتمد بعضها على العُنف اللفظيّ أو الجسديّ أو
كليهما كوسيلةٍ للتّربية، أمّا في الوقت الحاضر فيفتخر الكثير من الآباء بتربية
أبنائهم وتنشئتهم تنشئةً خاليةً من أساليب العِقاب والتّأديب، بخلافِ ما كانت عليه
تربية الأجداد قديماً.

ولكن، لا تزال هناك
حالات، يُعنّف فيها الطفل بحُجة «التربية».

أمّا عن طرق التربية الحديثة، فهي التي توازن بين الأمرَين، ومن النّصائح المُهمّة لتنشئة الطّفل وتعليمه وتربيته تربيةً صحيحةً ما يأتي:

لكن في الأحوال كلّها، يجب تجنُّب ضرب الطّفل تحتَ أيّ ظرف؛ لأنّ الطّفل لا يُدرك ما يقوم به، ولا يُميّز بين الصّحيح والخاطئ، كما لا يقصد الوقوع في الخطأ؛ ولأجل ذلك يجب ألّا يُعاقب بالضَّرب.

هناك العديد من طرق
العقاب الفعاّلة في تربية الطفل، ومنها:

إذا لم يلعب طفلك جيداً
أو بكى كثيراً أو أحدث كثيراً من الضجة، جهزي له مكاناً واطلبي منه أن يجلس فيه
هادئاً لمدة دقيقة لكل سنة من عمره.

في البداية سيرفض ذلك،
ولكن بإصرارك مرة وراء مرة سيعتاد عليه.

(لا يجب أن يكون هذا
الوقت المستقطع في غرفة الطفل، حيث الألعاب حوله في كل مكان، ولا يجب أن تصبح تلك
طريقة العقاب الوحيدة فهناك طرق أفضل) حاولي أن تكون تلك الزاوية في مكان في
المنزل لا يوجد بمحيطه ما يمكن أن يؤذي الطفل به نفسه، وفي محيط بصرك.

إذا أحدث الطفل إزعاجاً
كبيراً بإحدى ألعابه ولم ينصت إلى تعليماتك ومطالباتك بالهدوء أو أحدث بلعبة ضرراً
ما، انتزعيها منه، ثم ضعيها في صندوق أطلقي عليه اسماً، وليكن (صندوق المواسم)،
ولتخرج تلك الألعاب يوم الجمعة فقط.

اللعبة التي يرفض طفلك أن
ينظفها وراءه، أو يحاول كسرها، أو التي ينشغل بها ويتجاهل نداءك للغذاء، يفقدها.

من الجدير ذكره أن المواظبة على تطبيق العقوبة أمر أساسي، وإذا عاقبت طفلك على شيء فلا يجب أن تتجاهله في المرتين القادمتين، عندها لن يأخذ الطفل التهديدات على محمل الجد.

إذا تسبب طفلك في إضاعة
وقت أحدهم بمشاغباته وأفعاله، اجعليه يقوم بتنفيذ بعض المهام لهم لتعويضهم عن
الوقت الذي تسبب في إضاعته.

إذا تسبب في إضاعة وجبة
الغداء عليك اجعليه ينظف الصحون، فقط حاولي تعليمه أنه مسؤول عن أفعاله، وأن لكل
خطأ يرتكبه تداعيات وأثراً على الآخرين.

(ملاحظة: العقاب يجب أن
يكون على قدر الخطأ، فلا مبالغة في حجم ووقت العقاب).

مع الإيمان بأهمية
الاعتذار وتعبير (أنا آسف)، إلا أن تلك الجملة لا تصدر دائماً من القلب.
إذا طلبت من طفلك أن يعتذر إلى شقيقته ليحصل على الآيس كريم، فغالباً ما سيضطر إلى
الكذب.
ولكن أفضل من ذلك حاولي أن تسأليه عن أكثر ما يحب في شقيقته ثم اطلبي منه أن
يخبرها ذلك بنفسه، فهذا أفضل كثيراً من الاعتذار المنمق الأجوف.

(ضع القواعد الخاصة
لأسرتك، وعاقب أطفالك على عدم التزامهم بها).

هناك شجارات دائمة في
منزلك بين أبنائك؟ تضطر دائماً إلى التحكيم بينهم واستخدام سلطاتك الأموية أو
الأبوية للفصل بينهم والضغط على الأصغر لينصت إلى كلام الأكبر منه؟

لا تفعل ذلك، اطلب من
أبنائك فقط أن يدخلوا إلى غرفهم ولا يخرجوا حتى يصلوا إلى حل مقنع لك ولهم.

(ضع نظاماً للعقاب يلائم
مراحل طفلك العمرية، فطفلك صاحب الـ14عاماً لا يرغم على النوم في السابعة مساءً
لأن أخاه ذا الست سنوات يفعل ذلك).

التجاهل يعلّم الطفل
طرقاً أخرى للتنفيس عن مشاعره ورغباته بدلاً من الصراخ وضرب الأرض بقدميه، ويعلّم
الطفل التخلص من تلك التصرفات التي يفتعلها لجذب الانتباه مثل: الأنين، نوبات
الغضب، تكرار السؤال، فبدون جمهور ولا مستمعين لا فائدة من تلك الأفعال.

لا يمكنك عزل طفلك أو
تجاهله أو معاقبته بدون إعطائه بعض الاهتمام قبل ذلك والإشادة بأفعاله
الإيجابية.

إذا وجدك الطفل تتجاهلين
أفعاله الإيجابية فسيضطر إلى فعل العكس لجذب الانتباه، وهذا ما يسمى بالتربية
الإيجابية، التي تعطي محفزات للسلوكيات التي تريدينها.

وتذكر دائماً أن الأطفال
يريدون إرضاء الوالدين والحصول على انتباههما بشتى الطرق، لذا شكر الطفل لأنه يلعب
مع أخيه أو أخته، أو لأنه وضع ألعابه مكانها، أو لمجرد أنه تشارك الحلوى مع أشقائه
أمر يشجع السلوكيات الحسنة.

ولعل هذه السياسة تنجح مع
البالغين أيضاً، كل ما عليك هو تجريبها!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى