كتاب وادباء

مـن شـامـت إلـى بـاسـم يـوسـف

  • مـن شـامـت إلـى بـاسـم يـوسـف

    بقلم الأديب الكاتب

    مؤمن الدش

    مؤمن الدش

    ………………………………………….. هكذا نحن دائما ، نعانى من شيزوفرينيا حادة ’’ إنفصام فى الشخصية ’’ ، يعيش غالبيتنا بشخصيتين متناقضتين ، لانشعر بنار الأخرين إلا إذا أحرقت اباسم يوسف الذى كان يقفز كالقرد مع كل قرار للرئيس مرسى ، ويسخر من الرئيس دون مراعاة لقيمته وقامته الإجتماعية كونه رئيسا لمصر ، بعيدا عن الإنتماءات والتحزبات أو الإختلاف معه أو الإتفاق عليه ، والذى أذاع عدة حلقات عقب فض رابعة يسخر فيها من ضحايا الفض ، الذين تم قتلهم وحرق جثثهم ، وتجريفها بالجرافات ، وحرق خيام المعتصمين بمن فيها ، وحرق بعض المصابين أحياء ، هذا الذى لاهو باسم ولاينتمى لإسم يوسف فى شئ ، توفى والده منذ بضعة أيام وهو الممنوع من دخول البلاد ، فلم يستطع العودة إلى مصر لحضور مراسم دفنه وتقبل العزاء فيه . لنار أجسادنا ، ولانتوجع لألم غيرنا إلا إذا نفس الألم أصابنا ، حين يكون الأمر لايمسنا ، نكون أفظاظا غلاظ القلوب ، وحين يصيبنا الأمر تتلبسنا شخصية الطيبين المتدينين ، هذا الكلام وغيره من تلك التحليلات ، قد ينطبق على الأسوياء ، أو الذين لازال لنا فيهم أمل ورجاء ، أما الإنتهازيون ، والمتربحون من الدماء ، والشامتون فى القتل والقهر والقمع ، فالله كفيل بهم ويعاقبهم من جنس أعمالهم . سحقا لمن قال لاشماتة فى الموت ، والويل لمن يستدعى تلك الشعارات حين تخدم أغراضه فقط ، واللعنة على عديمى الضمائر الذين يدعون أن ضمائرهم لازالت حية حين تمسك النار بأجسادهم وحين يصيبهم قرح ، ذق ياباسم مرارة رجل مات والده وهو فى المعتقل أو طريدا خارج البلاد فلم يستطع إلقاء النظرة الأخيرة عليه ، وذق لوعة فراق أم على فلذة كبدها ، وشعور مترملة فقدت زوجها ، كنا نثق فى فى عدل الله وقدرته ، وكنا نعلم أن بندقية النظام الذى كان يحميكم ستوجه فوهتها يوما إليكم ، وكنا نثق فى أن الله سيشفى صدورنا ممن شمتوا وهللوا لكل تلك الدماء ’’ ويشفى صدور قوم مؤمنين ’’ ، وليصمت الحاصلين على براءة إختراع ’’ لاشماتة فى الموت ’’ فإن لم أشمت فى قاضى ظالم حكم على المئات بالإعدام فمات إثر حادث أليم ففى من سأشمت إذن ، وإن لم أشمت فى قاضى روج لشائعة ممارسة المعتصمات فى رابعة لجهاد النكاج حين يتم ضبط إبنته تمارس الرزيلة مع مدرب كاراتيه المحلة فى فيديو مصور ففى من سأشمت إذن ، فإعتبروا ياأولى الألباب ، وليعلم الجميع أنه كما تدين تدان .

     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى