الأرشيفتقارير وملفات

موقع «ميدا» الإسرائيلي ..كيف وقع العرب في غرام (إسرائيل)؟

خرجت (إسرائيل) من عزلتها السياسية خلال السنوات القليلة الماضية وحطمت جدار المقاطعة الإقليمية الذي فرضته الدول العربية عليها، بعدما أدرك الحكام العرب، لاسيما في السعودية والإمارات ومصر، أن من مصلحتهم خطب ود الدولة العبرية، إن لم يكن في العلن فتحت جنح الظلام.

هذا ما خلص إليه موقع «ميدا» الإسرائيلي في تحليل مطول لـ«آريك جرينشتاين» نائب رئيس تحرير الموقع تحت عنوان «أسطورة العزلة السياسية لإسرائيل» تناول إنجازات حكومة «بنيامين نتنياهو» على المستوى الإقليمي وتحديدا علاقة (إسرائيل) بالمحور السني.

ورأى الكاتب أن دائرة العلاقات مع الدول العربية اتسعت كثيرا لتشمل دولا لا ترتبط معها تل أبيب بمعاهدات سلام، مرجعا السبب في ذلك إلى الدمج بين تهديد التنظيمات الجهادية وفي مقدمتها تنظيم «الدولة الإسلامية» وبين تزايد قوة إيران الشيعية، ما وضع (إسرائيل) على أعتاب مرحلة جديدة تغذيها التحولات الجيوسياسية الحاصلة بالشرق الأوسط تحديدا.

واعتبر الكاتب أن (إسرائيل) تحولت إلى قوة إقليمية مستقرة، فالعلاقات التي كانت تبدو في الماضي غير البعيد خيالية أو تجرى تحت جنح الظلام فقط، تخرج إلى النور تدريجيا.

temp

وبحسب الموقع العبري فإن (إسرائيل) تخلت عمليا عن التطلع لمعاهدات سياسية مع الدول العربية، وانتقلت لاستراتيجية التحالفات المؤقتة، والميزة الواضحة لهذا الأسلوب هي أن أحدا من الأطراف لا يضطر للتنازل عن أي شيء، ويمكنه التعاون مع الآخر في مسائل محددة، هذه التحالفات لا تقيد الأطراف أيضا بطرف ثالث أو دولي، والأهم أن تفاصيلها ليست معلنة، ما يتيح مساحة مناورة سياسية كبيرة بحسب «جرينشتاين».

واستعرض المقال نماذج لهذه السياسات الخفية، مشيرا إلى ما وقع قبل نحو 3 أسابيع، حيث تم توثيق مصافحة تاريخية بين وزير الدفاع الإسرائيلي «موشيه يعالون» والأمير السعودي «تركي بن فيصل»، الذي شغل في الماضي منصب مدير جهاز الاستخبارات السعودية. وقد جاء ذلك في مؤتمر الأمن القومي بميونيخ، مباشرة بعدما تحدث «يعلون» عن لقاءات خلف الأبواب المغلقة وقنوات اتصال مع دول عربية في أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويشير الكاتب إلى أنه في عهد ما بعد توقيع الاتفاق النووي وانتعاش نظام الملالي، فقد تحول التعاون المتوطد بين السعودية و(إسرائيل) إلى سر علني.

«يمكن لإسرائيل اليوم الاتصال مع كل الدول العربية»، هذا ما قاله «دوري جولد»، مدير عام وزارة الخارجية في يناير/كانون الثاني الماضي في مؤتمر «معهد أبحاث الأمن القومي» بعد يوم من حديثه عن لقاء جرى في أبوظبي بين وزير الطاقة «يوفال شتاينتس» ومسئولين من الإمارات.

وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كان «جولد» نفسه في أبوظبي بهدف تمهيد الطريق لافتتاح ممثلية دبلوماسية لدى وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة هناك.

ويذكر أنه قبل أقل من عام، وقبل وقت قصير من تعيينه مديرا لوزارة الخارجية، شارك «جولد» في مؤتمر بواشنطن جنبا إلى جنب مع الجنرال السعودي المتقاعد «أنور عشقي»، المقرب من الأسرة المالكة السعودية، بحسب ما نشره «ميدا».

وبعد المؤتمر قال «جولد» للقناة العاشرة الإسرائيلية: «أدركنا أن هناك الكثير من المصالح المشتركة، في ضوء ما يحدث بإيران، فإن لدى إسرائيل والسعودية مقاربات مماثلة أكثر من الماضي».

ورأى الكاتب أن الخصومة بين دول الخليج وإيران تصب كثيرا في مصلحة (إسرائيل)، وأنها قد بدأت تؤتي ثمارها من خلال اعتبار دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية حزب الله تنظيما إرهابيا.

tem1

واستشهد «جرينشتاين» بما كتبه البروفيسور «بول شام» مدير عام معهد «جيلدنهورن» للدراسات الإسرائيلية بجامعة ماريلاند الأمريكية حيث قال: «تحولت إسرائيل إلى جزء لا يتجزأ من الوضع الإقليمي الراهن، فالحكومات العربية تريد الآن الاستقرار أكثر من أي شئ آخر وكذلك إسرائيل. لن تربح أية دولة عربية الآن من اختفاء إسرائيل».

اللافت في الأمر هو ما شدد عليه الكاتب بالإشارة إلى أن «حقيقة وجود علاقات مكثفة مع دول المحور السني تثبت إلى أي مدى أصبح الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هامشيا في عيون تلك الدول».

واستشهد بمقال نشرته صحيفة سعودية في 8 مارس/أذار للصحفي «محمد آل الشيخ» بعنوان: «العدو الفارسي أولا والصهيوني ثانيا»، جاء فيه «يجب أن نضع هذه (الحقيقة) مباشرة ودون مجاملة لأحد، في وجه كل من يبتزنا، بحكاية أن إسرائيل هي عدو العرب الأول، وأن إيران تدعمنا في هذه القضية».

ويقول الدكتور «ناحوم شيلا» الخبير في شئون دول الخليج تعليقا على هذا المقال: «هذا ليس كاتبا عاديا، اسم الكاتب وهو، محمد آل الشيخ، له دلالات كبيرة، عائلة آل الشيخ هي العائلة الرئيسية في النخبة الدينية الرسمية السعودية, وهي عائلة تعود جذورها لمؤسس المذهب الوهابي الشيخ محمد بن عبد الوهاب، تمضي هذه العائلة يدا بيد مع حكام القصر الملكي منذ منتصف القرن الـ 18، وهي حقيقة يمكن أن تشهد على مزاج القيادة السعودية في هذه الأيام».

وبالنسبة لمصر، يشير المقال إلى أن (إسرائيل) قد حققت في عهد الرئيس «عبد الفتاح السيسي» مكاسب لم تكن تحلم بها، حتى بعد توقيع معاهدة السلام مع القاهرة عام 1979.

علاقة السيسى الحميمة بنتنياهو وبإسرائيل علاقة انتماء

وفي هذا السياق يقول «جرينشتاين»: «منذ وصول نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم، أصبحت سخونة العلاقات مع مصر ماثلة للعيان، وكشف السيسي في العام الماضي أنه يتحدث كثيرا مع نتنياهو، بعد ذلك بعدة شهور دعا الرئيس المصري لتوسيع معاهدة السلام لتشمل دولا عربية أخرى».

كما تطرق المقال أيضا إلى مؤتمر رؤوساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى الذي تم الشهر الماضي، حيث قالت شخصيات يهودية بارزة لـ«نتنياهو» إن «السيسي» أخبرهم خلال لقائه بهم أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي زعيم يتمتع بإمكانيات عظيمة، تساعده ليس فقط على قيادة دولته، بل يمكنه أن يقود المنطقة كلها والعالم».

ويستطرد نائب رئيس تحرير «ميدا» بالقول: «بشكل مشابه لعملية التقارب بين دول الخليج وإسرائيل، يدرك النظام المصري أن مصلحته تقتضي التعاون مع إسرائيل، سواء في المجال الاقتصادي أو في الحرب على الإسلام الجهادي في شبه جزيرة سيناء وفي قطاع غزة».

المصدر

 موقع ميدا العبري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى