آخر الأخبارتقارير وملفات

نكبة 30 يونيو ذكرى إنقلاب العسكر الأسود

بقلم الخبير السياسى

دكتور محمد السيد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

باريس_فرنسا

30 يونيو 2021

إن إجبار جماهير الشعب المصرى تحدث نفسها خوفا ورعبا بتحيا مصر ونحن مع الجيش تأتي بنتائج عكسية، فحب الوطن ليس لا يحتاج للشعارات، وإكراه المصرى على الحب هي كراهية معجونة بالخوف من انتقام السلطة.
إن غياب العدالة يوم فرح للباطل، والجالس فى قصر الرئاسة الذي يطلب من شعبه أن يغمض عينيه ويصم أذنيه كأنه يقدم الوعي أضحية للغياب القسري الوطني.

مع مرور ثمانية سنوات عجاف علي النكبة التي اضاعت امال واحلام ملايين المصريين الذي عاشوا حلم الحرية والديمقراطية والتطلع الي مستقبل افضل فها هي مصر تعود للقرون الوسطي ،سقطت مصر في يد ثلة من العسكر الذين تجردوا من الشرف والوطنية فاستباحوا الاعراض والدماء واهانوا الجميع وفرطوا في الغالي والنفيس من ارض وثروات لكي يظلوا في سده الحكم .
غابت شمس الحرية بعدما ظن الجميع انها اشرقت ولن تغيب مرة اخري ، غابت بايدي من ظنوا ان للعسكر دينا وان لا حرية الا تحت البيادة .

لقد كفروا بنعمة الله بعدما من الله علينا بزوال الطاغوت “حسني مبارك “وزمرته وعادت البسمة الغائبة الي الوجوه ، فتآمروا علي انفسهم وقدموا البلاد والعباد علي طبق من ذهب الي من لا امان لهم ولا عهد لهم وظنوا ان بفعلتهم هذه سينالوا ما لم ينالوه باصوات الجماهير وان المناصب في انتظارهم ، وبعدما مكنوا الخبيث وعصابته من البلاد لفظهم ونكل بمن علي صوته ، فمنهم من زج به في السجون ومنهم من اجبر علي الصمت ومنهم من اثر السلامة وفر هاربا من مصير مجهول .

إن خضوع وخنوع وذل ومسكنة ومهانة كل قيادات واجهزة الدولة وهم يصغرون، ويتقزمون، ويتحجمون، فيَضْحىَ كل من حول الرئيس أصغر من قزم صغير لا يبشر بخير.
نحن نرفض المزايدة التي تمارسها السلطة، وليس كل من ينتقد الحاكم يصبح عدوا للوطن ، إن مصر أكبر من السيسي وكل رؤسائها في التاريخ، والكذابون فقط هم الذين يهددوننا بنزع الوطن من قلوبنا إذا لم نجعله يسبح بحمد الرئيس ورجاله.

وها هي مصر ترزح من جديد تحت احتلال بالوكالة ، ثروات تنهب وتذهب الي الامارات واراضي سالت عليها دماء الشهداء “تيران وصنافير “تهدي الي من دعم الانقلاب “السعودية “و حقول غاز يتنازل عنها للصهاينة ليظل دعمهم قائم واسلحة تشتري باموال الشعب المقهور لينال رضا الغرب وشرعية مزيفة ، والنتيجة بعد مرور ثمانية سنوات عجاف كوارث لم تعرفها الاجيال السابقة ولا يتخيلها اكثر المتشائمين ،
مليارات الدولارات من الديون “130 مليار دولار “وفشل في التعليم وانهيار المنظومة الصحية وارتفاع نسبة الفقر 60% طبقا لتصريحات البنك الدولي “وازدياد معدل البطالة وانهيار سعر صرف الجنية وانتشار الامراض وزيادة معدلات الجريمة وغياب الرقابة وسقوط القضاء في مستنقع الرشوة والمحسوبية ومحاباة النظام علي حساب الشعب و غياب السلطة التشريعية عن دورها وتحولها لاداة في يد النظام لسن قوانين جائرة …

لقد عادت مصر عقود الي الخلف وتخلفت عن كافة الامم واصبحنا في ذيل القائمة لا قيمة ولا قامة ،فمن ينتظر ان يصلح الله هذ الحال دون الاخذ بالاسباب فهو مخطئ ، فالدماء التي سالت عبر هذه السنوات دون ذنب والسجون الممتلئة بعشرات الالاف من الابرياء دون جريمة والصمت علي الجرائم اليومية التي ترتكب في حق رافضي الانقلاب كل هذا الغبن ..سيظل لعنة تطارد هذ الشعب الي ان يعود الي رشده ويستفيق من غفوته ويسترد حريته ويقتص للشهداء والابرياء ويسترد ما نهب منه ،ان توفر الارادة الحقيقة للتخلص من هاته العصابة هي الطريق نحو محوا العار الذي طال الشعب باكمله منذ 30 يونيو الي يومنا هذا ، فعلي كل فئات الشعب المصري التوحد من جديد لازالة هذا المغتصب للسلطة وعصابته الاجرامية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى