كتاب وادباء

هراس…..فى زمن العسكر

بقلم المحلل السياسى

حاتم غريب k

حاتم غريب

———————–

شخصية هراس هذه يستخدمها البعض كفزاعة لاخافة الجبناء قد يرى البعض انها خيالية لكن الواقع اثبت انها حقيقة ..منذ حوالى ربع قرن عرض مسلسل الغربة وكان ضمن شخصياته هذا الهراس الذى كان يقوم باداء دوره الممثل سعيد عبد الغنى وبالمقابل لهذه الشخصية كان هناك شخصية اخرى عبيط القرية الدور الذى كان يؤديه الممثل احمد بدير الذى كان بوق دعاية لهراس وكان يردد مقولته الشهيرة هراس جاى..هراس جاى بين ابناء القرية اما لاخافتهم او انتظار الفرج على يديه لكن بدى فى النهاية انها اى الشخصية مجرد فزاعة لاأكثر ولاأقل. ………………………………………………

لكن على مايبدو ان هذه الشخصية لم تمت بعد ومازالت تعيش بيننا سواء هراس او عبيط القرية فكلاهما يكمل بعضه البعض ولايمكن الفصل بينهما والا سقط الاثنان وأصبحا فى خبر كان تماما كما هو حادث الان فعبيط القرية هذا كثر عددهم ونادوا جميعا بان هراس جاى واتوا بهراس الذى طالما استخدمهم للدعاية والترويج له والتسبيح بحمده وانه هو المخلص لهم من حياة البؤس الى حياة الرفاهية ومن العبودية الى الحرية هكذا ظنوا بانفسهم حتى تمكن هراس من الولوج الى داخلهم ليحتل مكان الصدارة فى نفوسهم وعقولهم وقلوبهم فبين ليلة وضحاها أصبح هراس ملك الارواح والقلوب ومبعث البهجة والسعادة فى حياتهم.

زمان

…………………………………………………

رفع عبطاء القرية شعارات مختلفه للتعبير والتهليل بهذا الهراس منها على سبيل المثال وليس الحصر هراس بحجم القرية….اتقل ياعبيط هراس جاى وجاء هراس واقام عبطاء القرية الافراح والليالى الملاح ابتهاجا بعودة هراس كبير القرية وعمدتها وفزاعتها التى يخيفون بها الصغار والكبار ..النساء والرجال توسموا فيه انه سوف يقيم العدل بينهم والمساواة وسياخذ للضعيف حقه من القوى ويقضى على الفساد المستشرى بالقرية ويعاقب اللصوص والمجرمين على افعالهم ضد عبطاء القرية ظل يعدهم ومايعدهم الا الشيطان واستخدم اساليب الخداع والكذب والاحتيال وجمع اموالهم وباع لهم الوهم والخديعة. مع مرور الايام أكتشف عبطاء القرية انهم وقعوا تحت براثن ثعلب ماكر استطاع بقدر من المكر والحيلة خداعهم والضحك عليهم لكنهم لايستطيعون الافصاح عن ذلك خشية شماتة الاخرين الذين فهموا فى اول الامر حقيقة هذا الهراس ولم ينساقوا وراءه هؤلاء هم نجباء القرية وصفوة مافيها اما العبطاء فقد دفعهم طمعهم وجشعهم وجهلهم وغبائهم واحساسهم بالضعف للانسياق وراء هراس الذى اطاح باحلامهم واّمالهم وقضى على الاخضر واليابس فى حياتهم.

………………………………………………..

لانه هراس فقد هرسهم تحت اقدامه وهم الذين يوما رفعوه فوق الاكتاف ووضعوا حذاءه فوق الرؤوس أخذ على نفسه عهدا بان يزيدهم فقرا وجهلا ومرضا وجوعا فيسلب منهم قوت يومهم وعقولهم وصحتهم فما هم بالنسبة له سوى شعب من الصراصير لاقيمة لهم ولاوزن ولايعتد برأيهم وافكارهم اذا كانوا فى الاصل اصحاب رأى وفكر لقد استطاع بخبثه ان يخلع عنهم كل شىء ويعريهم تماما امام نجباء القرية لاذلالهم والتحقير من شأنهم وما هم سوى عبيد لديه ماعليهم سوى تقديم فروض الولاء والطاعة دون نقاش او جدال او معارضة او اعتراض فهم من اتوا به وعليهم الرضاء بكل تصرفاته وافعاله دون نقد او انتقاص من قدره. …………………………………………………

هكذا رأى هراس نفسه ملكا على عرش قرية العبطاء وجمع من حوله افراد العصابة الذى ينتمى اليهم وقلدهم المناصب واغدق عليهم بالاموال والامتيازات فى مقابل الحرمان والاضطهاد للعبطاء وأصدر العديد من الفرمانات ضد العبطاء وحملهم المسؤلية كاملة عن توفير الحياة المترفه لافراد عصابته فعليهم ان يسهروا على راحتهم ويجوعوا لاشباعهم ويعطشوا لارواءهم أصبح حال العبطاء يرثى له فقدوا ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم بل لقد لفظهم المستقبل فليس لهم مكان فيه ذهبت وعود هراس هباء تزروها الرياح لكن ماقد يصيبك بالدهشة ان هراس مازال على غيه والعبطاء يترقبون وينتظرون ويمنون انفسهم بان يعود هراس الى صوابه ويدرك اخطاءه فى حقهم ويرد لهم حقوقهم التى سلبها ويعيد البهجة والفرحة للقرية من جديد بعد ان سادها الحزن والظلام وعشش الفقر على ابواب بيوتها وأوشكت على الخراب ويصل بها الحال ان تصبح اثرا بعد عين. ………………………………………………………

رغم كل ماحدث للقرية وماسيحدث فى القريب من الايام الا ان نجباء القرية وصفوتها مازالوا ينتظرون ان يمن الله على عبطاء القرية بنور الهداية وان يشرح صدروهم ويرون الحق حقا والباطل باطلا ويتوبوا الى الله على فعلتهم وسوء خيارهم فما كان يجب ابدا ان يعيدوا هراس هذا الطريد الذى يسكن الجبال والكهوف محتميا وراء عصابة لصوص مجرمين خونة ابتزوا اهل القرية سنوات عديدة وسرقوا ثرواتهم وانسانيتهم وعذبوهم وقتلوا فى نفوسهم روح التضحية والكرمة والشرف والطموح وحولوا عقولهم الى اّلة صماء لاتفكر ولاتبدع ولاتعبر….مازال الفرصة سانحة لعودة العبطاء للاصطفاف مع النجباء ويتوحد اهل القرية ويصبحون يدا واحدة ولن يستطيع احد ان يفرق بينهم بعد ان يندمجوا مع بعضهم البعض وقتها نستطيع ان نقول بان هؤلاء العبطاء تخلوا عن عبطهم وفى الطريق الصحيح للوعى والفهم وادراك الحقيقة ليصبحوا مع مرور الوقت نجباء ويصبح اهل القرية كلهم شعب واحد يبنوا قريتهم من جديد على اساس من العدل والمساواة والرحمة والحرية والكرامة بعد ان يكونوا قد تخلصوا من هراس واعوانه والى الابد.

….

حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى