الأرشيف

هل تم تقسيم مصر فعلا ؟؟؟

هل تم تقسيم مصر فعلا ؟؟؟

بقلم المهندس عبد السلام جابر ابراهيم

تقسيم27/11/2013

خارطة تقسيم مصر عندما يبحث الخبر عنك فيجدك في انتظاره، فأنت لا تعرف ولو كنت تعرف، وعندما تبحث عنه في غفلة عن أباطرة مصانع الخبر، فأنت في الجانب الآمن واليقيني من المعرفة.

سؤال يلح على ولا يغادر ذهنى مع أحداث متلاحقة , بتخطيط و دهاء و سحر فاق دهاء إبليس وسحر السحره , والغريب أن المخطط فى نفس الوقت لا يغيب على عقل طفل صغير ما بالك بعاقل كامل الأهلية .

المتابع للامور من قبل الثورة يجد تصاعد اعلامى  خسبس لم يسبق له مثيل و هجوم فيه ما هو موجه ( ولكن موجه ممن ؟ فى ذلك الوقت لم نكن نعلم) أما باقى الهجوم يعبر فعلا عن ارهاصات ثورة ربانيه طالت المنطقه فيما عرف بالربيع العربى .

وانا هنا ازعم ان صناع السياسة الأمريكية ادركوا من خلال أجهزة مخابرتهم وارهاصاتهم الى حتمية زوال نظام مبارك , و الى انجنرالات العسكر لن يسمحوا بالتوريث ( ليس فكرة التوريث بحد ذاتها و لكن ولى العهد ننوس عين امه جيمى ليس عسكريا ) , و ادرك ايضا الامريكان ان الاخوان مرشحون بقوة لقيادة تغيير فى المنطقه بل العالم الاسلامى , و هنا تهديد لوجود ربيبتهم اسرائيل , الى جانب صعود المارد الاسلامى الذى يمثل خطر على مقومات حضارتهم النفعيه الاستغلاليه .

أعود الى الهجوم الموجه قبل الثورة ( من قبل إعلام خسيس لم يسبق له مثيل فى العالم المتحضر، ومن رجال سياسه انتهازيين يبحثون عن مصالحهم الشخصية، دون النظر إلى مصلحة الوطن .والآن سنفهم لاحقا لمن كانوا مستاجرين ) , كان هجومهم شرسا مبنى على كوارث و فضائح ، وروح شعب بلغت الحلقوم و برود وإستخفاف متناهي الأبعاد ممن لديهم الامر , و يسقط هذا الهجوم اليومى على الفضائيات و الجرائد كل يوم من هيبة الفرعون مبارك و اسرته بطريقه غير مباشره , و يسقط ورقة توت فيزداد عريا يوما بعد يوم , و هنا نقول ان هناك ثلاثة ارادات تلاقت معا لهدف واحد و هو شخص مبارك العجوز و مشروعه التوريثى , بعد ان انتهت سنوات خدمته فى بلاط اسرائيل وامريكا .

هذه الإرادات تلاقت لاسقاط مبارك ,الاولى هى امريكا , والثانيه هى قيادات الجيش ( ووسوف أبرهن على ذلك من مواقفها لاحقا ) والارادة الثالثه هى ارادة الثوار الحقيقيه، و هى من ارادة الله , فالامر هنا شبيه باليهود الذين انتظروا النبى القادم فى شبه الجزيره , مع الامريكان الذين تاكدوا بحساباتهم واقمارهم و شموسهم ورؤياهم فى الليل و النهار، ان الزمن قد اظله زمن انبعاث الحضاره الاسلاميه , وان الزعيم المنتظر لقيادة هذا المشروع هم الاخوان المسلمون، كطليعه التيار الاسلامى المتفتح المتنور , صاحب التجارب و الرؤيه وتاريخ النضال الطويل و تنظيمهم الدولى الذى يعتبر اقوى تنظيم دولى فى العالم ( راجع اقوال الدكتور الجوادى فى هذا التصريح بالنص )

كان هناك صراع غيرمعلن و حرب خفيه بين الجيش و الداخليه بقيادة العادلى , و الاخير كان يمثل الداعم لمشروع التوريث، وتجنيده لاكبر ميليشيا فى العالم ( و اعنى ما اقول فى العالم ) و هى ما يقال عن 450 الف بلطجى , يستطيع ان يمثل بهم عامل توازن قوى، فى اى صدام محتمل مع الجيش ،اذا وقف ضد التوريث , او يستخدمه ضد الشعب اذا اراد ،لتكون مذبحة اذا صمم على المضى فى مشروع التوريث , و هذا يعتبر جنونا فى حد ذاته و لعب بالنار و تهور من العادلى و عصابة الاربعه ( مبارك و زوجته و ابناه ) .

و انطلقت شرارة الثورة , و اتفق الجميع بعد تصاعد سقف المطالبات على ضرورة ازاحة مبارك ( ثوار و جيش و امريكا ) , الثوار حددوا اكدوا ذلك بالوحدة التى كانت بينهم فى الميدان ،ورفع احذيتهم ردا على خطابه المستفز , و جيش بليونته و تمليسه و طبطبته على الثوار , بل و خدمة الخمس نجوم التى قدمها للثوار ( و للاسف كانت تخفى هذه الابتسامات انيابا زرقاء لرؤوس ابيض شعرها من الخبث و اللؤم و الانتهازيه كما اتضح بعد ذلك ) , وامريكا التى انذرت مبارك صراحة أنها تعنى الخروج الان يعنى الان ,

و استمرت الثورة و بدأ لعب الجيش والمخابرات واستقطب الداخليه واستخدم خَدَمه من اعلاميين منافقين ورجال سياسه فاسدين ( مما قلنا عنهم من قبل مستاجرين , واتضح انهم مستأْجَرين للمخابرات وجنرالات الجيش عملاء المخابرات الامريكيه )

هذه المقدمه تلتها احداث انتهت بالانقلاب , و لكنى اردت بها ان امهد لعنوان كلمتى , و اعيده هنا ( هل تم تقسيم مصر فعلا ؟ )

هذا السؤال يطرح عدة اسئله اخرى لكى نفهمه , و هذه الاسئله هى , ما المقصود بتقسيم مصر ؟؟؟ هل تقسيم دينى، أو عرقى ،ام اقتطاع جزء لاسرائيل مثلا ؟ ام هو تقسيم من نوع اخر يحافظ على هذه الكتله مصر بجغرافيتها و اسمها، ولا يفتتها حتى لا يضيع الهدف من التقسيم ؟؟؟ , و لمصلحة من هذا التقسيم ؟ هل قوى خارجيه ام داخليه ام الاثنان معا ؟؟؟ و ما هى هذه المصلحه التى تتطلب هذا المشروع ؟؟؟

فى الحقيقه اذا اردنا نفسر عنوان الكلمه علينا بالاجابه على هذه الاسئله واحدا تلو الاخر لتتضح الصورة و نطابقها بالواقع، ومن ثم تأتى الاجابه على السؤال الرئيسي موضوع المقال.

المقصود بتقسيم مصر هنا، تقسيما بين قوى مصالح و مكتسبات لا يهمها الوطن، بقدر ما يهمها من مصالح ماديه و سلطويه و نفعيه و مميزات و حصانات، بحيث تتقاتل هذه القوى من اجل الحفاظ على مصالحها، حتى و لو كان ذلك على حساب قوة و كرامة و نهضة مصر و حريتها و ريادتها و استقلالها، ( شئ شبيه بالعصبيات المحليه التى ارساها الإحتلال التركى فى مصر ،عندما فتحها لضمان ولائها للمستعمرالجديد ),

و من ثم نجد مؤسسات يتعصب منتسبوها لها ، على حساب الوطن الأم , فاصبح الانتماء للمؤسسه بما تمثله من امتيازات و حصانات و سلطه و مال, فنجد العسكر متعصبون لمؤسستهم اضف الى ذلك نمو الفاشيه العسكرية والتعالى على الشعب الطيب احسسهم بانهم هم اولى بالحكم , و اصبح القضاه متعصبون لناديهم و مؤسستهم، لما تمثله من حصانات و توارث لمنصة القضاء بل و بزنس فاسد و تجارة الأراضى, و نجد الشرطه وقد تعصبت لمؤسستها لما تمثله من امتيازات وسلطات و حمايه لاصحاب المال الفاسد و شبكة مصالح , و محامون متعصبون لنقابتهم حيث تتجمع بها كل الاعيب سحرة و حواة الارض حيث تخرج من اكمام اروابهم البيضاء والسوداء , و هم على استعداد لفعل اى شئ مهما كان للحفاظ على مصالحهم , فهم على استعداد لقلب الباطل حقا و الحق باطل و،هم فى معبدهم هذا لا يجاريهم احد , و كنيسه تبحث لها عن دور، تضحك به على شعبها و توَّرطه فى صدام يمس عقيدة اخواتهم فى الدين و احلام تراود صقور الكنيسه  وأحلام بدولة للاقباط و بزنس باموال طائله للكنيسه , و احلام طفل الكنيسه المدلل ساويرس و راس حربتها فى معركتها الخائبه مع الشعب المصرى , و رجال مال فاسد تاجروا فى كل شئ حتى الشرف، فلا دين لهم ولاشرف لهم مثلهم كمثل قارون كاقذر مثال لرجل اعمال فى العالم و هو مصرى للاسف , و انا ارى هنا ان اقذر رجل اعمال فى العالم ،اذا اراد ان يكون فسدا ، لكان رجل الاعمال المصرى بجداره، ثم توابع كدود الارض او الجعارين التى تعيش على الروث، من اعلامين و فنانين و سياسيين فسده و حاقدين على دينهم و شباب احمق باع ثورته و سلم عقله , و ما دون هؤلاء هم العبيد ممن لا يستحقون الرحمه و هم شعب مصر المقهور .

التوضيح والسرد السابق الذى يوضح القوى المستفيده من الطائفيه النفعيه ( اعنى بالطائفيه هنا جمع طوائف الصناع و التجار و المنافع ) و هى طائفيه مثلها مثل الطائفيه العرقيه او الدينيه او الجغرافيه , و هنا نجاوب عن السؤال ،هل التقسيم عرقى ام دينى ام اقتطاع جزء من الوطن ،وهنا نستبعد التقسيم العرقى لان مصر عرق واحد منذ 7000 سنه , و هى تؤثر و لا تتاثر اى تمتص الوافد و تمصره ( على حد قول شيخ الازهر الراحل طنطاوى مصر تؤثر و لا تتأثر ) فمصر لم تتأرمن ( بالارمن الوافدين ) و لم تتأترك ( بالترك الفاتحين ) و لم تتشركس ( بالشركس الوافدين ) , كما هو حادث فى دول حولنا مازالت بها حوارى و احياء تتحدث بلغات مختلفه للان منها لغة المسيح عليه السلام ومن ثم نستبعد هنا التقسيم الدينى او العرقى بحكم التاريخ منذ قديم الازل , حتى التقسيم الجغرافى اراه تم من قبل باقتطاع واحة, و هو خطر قائم و لكن ليس له عوامل تساعده فى ارض منبسطه يتزاحم اهلها فى 6 الى 7 فى المائه من ارضها، و هذا الخطر اراه غير واقعى لانه سيفكك مصر، كما أن هذا ليس فى صالح من خطط لتقسيم مصر تقسيما اخر يحقق مصالحها . اراه فى التقسيم النفعى لطوائف العسكر و القضاء و رجال المال الفاسد و الكنيسه و ديدان و جعارين الارض .

 أما حكم محكمة الاسكندريه اليوم على حرائر و ايقونات الثورة ،بالسجن لمدة 11 سنه بتهمة حمل اشارة رابعه ،الا نموذج لما وصلنا اليه من قهر و تركيع، واهانه لكل مقدس وهو تكريس للتقسيم و تثبيته ببث الياس فى نفوسنا , و لكنى رايت فى وجوههن الطاهره و ابتاسامتهن بريق النصر القادم و القريب

هذا التقسيم يخدم مصالح امريكا و الغرب و اسرائيل، و يشكل كابوسا مصرو مطرقه على راس شعبها ،يمنعه من النهوض لانه لو نهض، لنهض معه المارد الاسلامى، وطرحبنات مصر1  و المبادئ و الدين، الذى يكن له الغرب و اسرائيل كرها شديدا وحقدا اسودا

لذا ارى ان التقسيم قد تم بعد الانقلاب، على نحو الخارطه المرفقه وموضح به هيكله التنظيمى و شبكة اتصالاته و القوى التى تحركه و تدعمه , و ساجعل لهذا الهيكل التنظيمى لمصر المقسمه و القوى التى تدعم و تضمن استمرار هذا التقسيم , كلمة اخرى منفصله لاحقا تخدمها هذه المقدمه و تلك الخارطه لهيكل التنظيم التقسيمى و القوى التى تسانده و تدعمه بل و تديره ، من جديد أبدأ رحلة البحث عمن لم تتغير مواقفهُم من النقيض إلى النقيض كلما أطــَـلَّ علينا سيــّـدٌ جديد للقصر. لقد أرهقني كثيرا عزائي في مفكرين وكـتاب ومثقفين وسياسيين وزعماء وفنانين وإعلاميين ورجال دين ، فاتركوا لي بعضَهم بـكـْراً لعلي أظن، خارطة تقسيم مصروبعضُ الظن ليس إثما، أنَّ الدنيا بخير

خارطة مصر2

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى