الأرشيفنهاية دول الخليج العربي

هيئة كبار العلماء السعودية لم تجتمع من أجل القدس وأجتمعت من اجل قناة الجزيرة وتحرم المظاهرات والخروج على الحاكم فأين كانوا عند الإنقلاب على الرئيس محمد مرسى ؟

تقرير اعداد
فريق التحرير
هيئة كبار العلماء في السعودية، لم يستفزها قرار ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس وإعتبارها عاصمة موحدة لدولة الكيان، ولا الإنتهاكات اليومية في الأقصى.
ولا حتى البطالة والجوع في مناطق السعودية، ولا حتى الجزية التي دفعها ابن سلمان، ولا حتى سجن أمراء الفساد وإطلاق صراحهم بعد الدفع.
ولكن قناة الجزيرة إستحقت أن يخرج الأموات من قبورهم ويجتمعوا ليقرروا ويصدروا فتوى بخصوصها.
حيث خرجت هيئة كبار العلماء بالمملكة لتهاجم قناة “الجزيرة” القطرية وتصفها بأنه منبر للإرهاب، وتجاهلت حالة الانحلال الأخلاقي غير المسبوقة بالمملكة واعتقال الدعاة والعلماء.
الهيئة التي لم تتحدث بكلمة واحدة أو تشير حتى للميارات التي أهدرها “ابن سلمان” من قوت الشعب السعودي لإرضاء رغابته ودفع “الجزية” لأمريكا، خرجت اليوم لتصف قناة “الجزيرة” بأنها قناة تضليل وفتنة أذكت كثيرا من الصراعات وأصبحت بوقا للجماعات الإرهابية.
وزعمت الهيئة في بيان رسمي لها أصدرته اليوم، أن القناة القطرية تروج عن طريقهم ما تريد بما يخدم سياسة من يمولها بالكامل فى تمزيق الأوطان العربية، والعبث بوحدتها، وإثارة الفرقة، وتأجيج الفتنة.
وتابعت مزاعمها وافتراءاتها: “إن ذاكرة التاريخ لن تنسى أن جزيرة قطر كانت ولا زالت منبرا لدعاة الإرهاب وقادته، إذ دأبت – وبشكل حصري – على نشر خطابات زعيم تنظيم القاعدة الإرهابى أسامة بن لادن وخلفه، كما نشرت خطابات لإرهابيين رفعوا السلاح فى المملكة بفترات سابقة، وهى الآن تمارس نفس الدور فى نشر خطابات زعيم جماعة الحوثى الإرهابية”
بيان الهيئة عرضها لانتقادات لاذعة وردود نارية من قبل النشطاء، الذين وصفوا أعضائها بأنه مشايخ السلطان يتاجرون بالدين.
وأوضح البعض الآخر أن قناة “الجزيرة” أوجعت دول الحصار وصارت تمثل كابوسا للنظام السعودي فأطلق مشايخه ومغرديه لمهاجمتها.
المظاهرات والمسيرات .. بدعة متوردة تخـــالف الشرع وتثير الفتنة
بيان الهيئة يشمل «مشاغبي الاحتساب» ومطالبة بإقامة حـد الحرابة على المـتظاهرين
هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية هرعت لنجدة النظام، واقدمت على خطوة استباقية لا يجب التقليل من خطورتها، تتلخص في اصدار فتوى تحرم الاحتجاجات والمظاهرات التي يخشى المسؤولون من اندلاعها بسبب تصاعد حالة الغليان الشعبي، خاصة في اوساط الشباب.
الفتوى الصادرة عن الهيئة، التي يرأسها الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وهو مفتي المملكة ايضاً، تؤكد على تحريم المظاهرات وتقول ان الاسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة، ولا يكون معه مفسدة، هو المناصحة، وهي التي سنها النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
توقيت هذه الفتوى وصدورها عن الهيئة الدينية الاعلى في المملكة، و التحريم الذي نصت عليه، كلها على درجة كبيرة من الأهمية، من حيث اعطاء قوات الامن السعودية الغطاء الديني الشرعي لقمع المظاهرات التي دعا اليها اكثر من عشرين الف ناشط على الشبكة الاجتماعية (فيس بوك) ومن المفترض ان تنطلق يوم الجمعة المقبل في اكثر من مدينة سعودية للمطالبة بالاصلاحات السياسية والاجتماعية.
هيئة كبار العلماء  السعودية وتعبيد الطريق أمام التطبيع
يبدو أن حرارة طبخة التطبيع السعودي مع الكيان الإسرائيلي في أوجها، فالأمور تتسارع أكثر من المتوقع خاصة بعد ما كشفه الكيان عن علاقات وطيدة لا حاجة للخجل منها بينه وبين دول خليجية على رأسها السعودية.
بعد الكشف عن الرسالة السرية التي أرسلها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى ولي العهد محمد بن سلمان والتي تؤكد التطورات المتسارعة في العلاقة مع الكيان الإسرائيلي أتت دعوة وزير الاتصالات في الكيان “أيوب قرا” للمفتي السعودي “عبد العزيز آل الشيخ” لزيارة فلسطين المحتلة، دعوة صريحة وبالإسم لشخصية يعوّل عليها العدو وعلى هيئة العلماء السعوديين الكثير فما السرّ وراء هذه الدعوة؟
من أجل الوقوف على أهمية هذه الدعوة ولتكتمل الصورة من الجيد استذكار بعض الفتاوى الصادرة عن هيئة كبار العلماء في السعودية بخصوص الكيان الصهيوني.
1- قتل اليهود حرام
2- حركة حماس هي حركة إرهابية
3- الدعاء لنصر حزب الله في مواجهة إسرائيل حرام
4- التظاهر دعما للمسجد الأقصى حرام
هي أربع فتاوى كلها تصب في مصلحة الكيان الإسرائيلي، فتاوى أتت لتساعد هذا الكيان للاستمرار في انتهاكاته ولتهدأ من غضب الشعوب الإسلامية التي تقبل هذه الفتاوى في وجه الكيان الإسرائيلي.
في الواقع إن هيئة العلماء تسعى لمساعدة الكيان السعودي على تهيئة الأرضية الشعبية لتقبل فكرة التطبيع مع إسرائيل. حيث ومن خلال عملية تقسيم أدوار مدروسة وممنهجة أخذت على عاتقها الجانب الديني في هذا الملف. السعودية بدأت منذ سنوات ببرنامج سياسي أمني اقتصادي لتهيئة الأرضية للتطبيع، اليوم جاء دور المؤسسة الدينية التي تتحمّل جزءا مهما في هذا السياق من أجل الوصول إلى هدف آل سعود المنشود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى