آخر الأخبار

وزير يوناني وصفها بالغبية.. إليك خطة أثينا «الخطيرة» لمنع وصول اللاجئين القادمين من سواحل تركيا

لاقت الحكومة اليونانية انتقاداتٍ بعد إعلانها بناء حاجزٍ بحري طافٍ لردع آلاف الأشخاص من خوض رحلاتٍ بحرية محفوفة بالمخاطر من تركيا إلى الجزر الإيجية الواقعة على حدود قارة أوروبا.

كشفت الحكومة ذات التوجُّه السياسي اليميني الوسطي الإجراء المزعَم اتخاذه الخميس 30 يناير/كانون الثاني، بعد تعهُّدها باتخاذ موقفٍ أكثر حزماً في مسألة المهاجرين غير الشرعيين الوافدين إلى البلاد، وفق تقرير صحيفة The Guardian البريطانية.

سوف يُقام الحاجز الشبكي بطول 2.7 كيلومتر على ساحل جزيرة ليسبوس، وهي الجزيرة التي برز اسمها في أوج الحرب الأهلية السورية عندما هبط ما يقرب من مليون لاجئ متجه إلى أوروبا على شواطئها. سيُشيَّد المتراس المائي على عواميد بحرية بارتفاع 50 متراً فوق سطح المياه وستزوَّد بكشَّافاتٍ تميز حدود اليونان البحرية.

يقول وزير الدفاع اليوناني، نيكوس باناغيوتوبولوس، لإذاعة Skai اليونانية، مشيراً للسياج المغطَّى بالأسلاك الشائكة الذي شيَّدته اليونان على حدودها مع تركيا عام 2012، لصدِّ طالبي اللجوء: «في إقليم إفروس، كانت للحواجز الطبيعية نتيجةٌ مرضية في احتواء وفود المهاجرين. نحن نعتقد أنَّه يمكن تحقيق نتيجةٍ مشابهة باستخدام هذه الحواجز الطافية. نحن نحاول إيجاد حلولٍ للحدِّ من وفود المهاجرين».

هاجمت منظمة العفو الدولية الخطة المقرَّرة، محذرةً أنَّها سوف تُزيد الأخطار التي يواجهها طالبو اللجوء واللاجئون في محاولاتهم لقَصد مكانٍ آمن.

قال ماسيمو موراتي، مدير البحوث الخاصة بشؤون أوروبا لدى المنظمة: «يدشِّن هذا الاقتراح تصعيداً مقلقاً في الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة اليونانية لتجعل وصول طالبي اللجوء واللاجئين إلى شواطئها أصعب ما يمكن. تطرح هذه الخطة أسئلةً خطيرة عن إمكانية مواصلة المُنقذين تقديم مساعدة قد تنقذ حيوات مَن يحاولون القيام برحلة عبور المتوسط الخطيرة وصولاً إلى ليسبوس. على الحكومة أن توضح فوراً التفاصيل التنظيمية والضمانات اللازم تقديمها حتى لا يودي هذا النظام بالمزيد من الأرواح».

يصف وزير الهجرة اليوناني الأسبق، ديميتريس فيتساس، الحاجز بأنَّه «فكرةٌ غبية» محتومة الفشل. وقال: «إنَّ فكرة نجاح حاجز بهذا الطول هي افتراضٌ غبي. لن يمنع هذا أحداً من خوض تلك الرحلة الخطيرة».

شهدت اليونان أعداداً وافدة من اللاجئين والمهاجرين فاقت أي دولةٍ أخرى في أوروبا على مدار العام الفائت، إذ يستهدف تجَّار البشر المتركّزون على ساحل تركيا الغربي الجزر الإيجية على طرف الحدود اليونانية بنشاطٍ متجدِّد. يعيش أكثر من 44 ألف شخصٍ في مخيماتٍ بالجزر اليونانية غير معدَّة لاستقبال أكثر من 5400 إنسان. وقد وصفت المنظمات الحقوقية الظروف المعيشية بمنشآت اللاجئين اليونانية بأنَّها بائسة. وفي موريا، وهو مركز استقبال المهاجرين الرئيسي على جزيرة ليسبوس، يوجد نحو 140 طفلاً مريضاً بين ما يُقدَّر بنحو 19 ألف شخصٍ من رجال، ونساء، وأطفال مكدَّسين في خيام ومستودعاتٍ مكتظَّة.

على خلفية التوتُّر المتصاعد بين تركيا واليونان على مصادر الطاقة بالبحر المتوسط، تخشى اليونان من زيادةٍ أعلى في أعداد الوافدين إليها في الربيع رغم انخفاض هذه الأعداد بشكلٍ جذري، منذ عقد الاتحاد الأوروبي اتفاقية تاريخية مع أنقرة لردع وفود المهاجرين إليه في مارس/آذار عام 2016.

اتَّهم رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي هزم سالفه في المنصب، ألكسيس تسيبراس، في يوليو/تموز الفائت لأسبابٍ كان أحدها تعهُّده بتشديد حدود البلاد مع تركيا بأنها تساوم وتضغط لتحقيق مكاسب لصالحها. تأوي تركيا لاجئين أكثر من أي دولة غيرها في العالم، بصفتها مضيفة لنحو 4 ملايين سوري نازح، ويواجه أردوغان ضغطاً داخلياً متزايداً بسبب ذلك الوضع.

يخشى المسؤولون اليونانيون، الذين يواجهون هُم أيضاً سخطاً صاعداً من جانب المجتمعات المحلية في الجزر الإيجية، أنَّ عدد الوافدين إليهم سوف يرتفع إذا ما سقطت إدلب، آخر معاقل المعارضة السورية، وهو أمرٌ مُحتَمَل. وقد تعرَّضت منطقة إدلب لهجومٍ جديد من قوات النظام السوري في الأيام الأخيرة.

تعسى اليونان أن تكتمل أعمال إقامة الحاجز بحلول نهاية شهر أبريل/نيسان المقبل، بعد أن وجَّهت وزارة الدفاع اليونانية دعوةً للمقاولين الخاصين لتقديم عروضهم.

يُتوقَّع أن يتكلَّف المشروع 500 ألف يورو (551 ألف دولار أمريكي). وقال المسؤولون إنَّ الجيش سيبني الحاجز، وهو الذي لعب كذلك دوراً في تشييد المخيمات في اليونان، لكنَّه سيُبنَى باتّباع «مقوّماتٍ غير عسكرية» لضمان امتثاله للمعايير البحرية الدولية. قد يصل الحاجز لامتداد 13 إلى 15 كيلومتراً، إذ إنَّه قد تُضاف إليه امتداداتٌ إذا ما ثبت نجاح المشروع الأوَّلي.

وقال أحد المسؤولين: «سوف يُجرَى على الأرجح اختبارٌ أوَّلي على اليابسة لأسبابٍ تقنية».

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى