اخبار إضافيةالأرشيف

رجل ايقظ أمة من ثبات الحلقة “السادسة”

تقديم الباحث
محمد المصرى التركى
ثانيا:  بداية  نشاط جماعة الإخوان وتربص الأعداء ضدها
ظلت الجماعة أربعة عشر سنة من الدعوة خطوتها ثابتة على الطريق الذى رسمه الإمام حسن البنا لها وهو طريق صعب لا يستطيع المنافق أو ضعيف الإيمان أو الذى يدعى إنتسابه لهذه الجماعة بالإستمرار فيه  لأنه يحتاج لرجال أولو قوة وأولو بأس شديد ونساء ذات زهد وإيمان عميق ولهذا فكل من ينتسب إلى  هذه الجماعة ولا يتمتع بهذه الصفات فرياح التذرية تصفوه ولا يستطيع الإستمرار فيه وخصوصا أن النفوذ الصهيوصليبى يقف لهم بالمرصاد ويحاربهم من الخارج حرب وجود ويتربص لهم عملاء هذا النفوذ من الفاسدين والمرتزقة والعملاء والمتصهينة والإقطاعيين والقصر وعلى رأسه الملك والنظام والطابور الخامس وكارهى الإسلام والحق فى الداخل لأن هذه المدرسة الإخوانية إستمدت فكرها من شجرة النبوة وسلوكها من أكابر الصحابة وإتخذت عمل الخير والعناية بالشعوب منهاجا لها ولذلك حاربها النظام العسكرى فى مصر التابع لهذه القوى الصهيوصليبية حربا لا هوادة فيها لأن منهج هذه الجماعة ضد المخطط الصهيوصليبى الذى يحارب التطور فى أى بلد عربى أو إسلامى ولذلك ما أن حدثت جريمة الإنقلاب حتى قام هذا الإنقلاب بإلغاء الجمعيات الخيرية الخاصة بهذه الجماعة واستولى على أموالها ولكى يضلل الشعوب عن الهدف من إلغاء هذه الجمعيات الخيرية أشاع بأنه ليس المقصود بهذا الإلغاء ضرب المساعدات لذوى الحاجة والفقراء والتى بدونها لا يستطيع الفقراء الإستمرار فى الحياة ولذلك سارعت الكنائس بفتح  أبوابها لهم طبقا للمخطط الصهيوصليبى لجذب العامة على حظيرة الكنائس وإبعادهم عن جماعة الإخوان والدين.
كما أن هذه الجماعة إتخذت الجهاد سلوكا والشهادة غاية ولذلك تكالبت عليها الأمم الصليبية للقضاء عليها لأنها عملت على إحياء الإيمان والجهاد فى المسلمين وهو أكبر عائق لهؤلاء الصليبيين فى تحقيق أهدافهم من الإحتلال فهم قد عانوا من قوة الجهاد وحماس الترك الإسلامى وحبهم لنيل الشهادة فى الدولة العثمانية التى تم القضاء عليها بواسطة عسكر الإنكشارية فى الدولة العثمانية والذين قام أحفادهم بنشر العلمانية مقرونة بالفساد فيها حتى تظل تركيا وولاياتها من الدول العربية والإسلامية منغمسة فى الفساد والفقر والجهل فلا تستيقظ أبدا فيتمكن قوى النفوذ الصهيونى من إحتلالها
وبنشر مبدأ الجهاد بين جماعة الإخوان المسلمين تمكن مجاهدوا الجماعة  من النكاية فى الإحتلال الإنجليزى فى قاعدة قناة السويس وفى الإحتلال الصهيونى اليهودى فى فلسطين وضربوا أروع المثل فى النكاية فى العدو وطلب الشهادة مما أصاب قواتهم بالخوف الشديد من هذه القوة التى لم يعهدوها فى الشعوب أو الجماعات ولذلك بعد أن يستقر الإحتلال الصليبى فى أى دولة من الدول العربية والإسلامية دائما ما يكون شرط تولية عملائه  فى الحكم القضاء على جماعة الإخوان المسلمين ونستطيع أن نتبين عمالة النظم الحاكمة فى أى دولة من الدول العربية والإسلامية   لقوى الغرب الصليبى من موقف إنقلاب  1952  من الإخوان المسلمين بالبطش بهم رغم أنهم قاموا بمساعدة  الدكتاتور ناصر  أثناء حصار اليهود لفرقته التى كان يقودها إلا أنه بمجرد أن تولى الحكم نكل بهم وأعدم الكثير منهم مما دل على تبعيته للنفوذ الصهيوصليبى وأصبحت أمريكا موضع شك فى أنها وراء هذا الإنقلاب ومع هذه القوة والإيمان فى المنهج والسلوك للجماعة الإخوان المسلمين دعا المرشد العام للإخوان المسلمين أتباعه إلى التقدم إلى الأمام دائماً لأن النكوص والانحراف عن المبدأ يؤديان إلى سقوط الهمم وتدعوا إلى التساؤل والشك فى مصداقيتها 
والمنهج دائما لأى دعوة يكون أولا بالدعوة الخاصة للأقربين ومن المعارف والأصدقاء وهو طبقا لمنهج القرآن الكريموأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ  ]  الشعراء – الآية 214 ليكون منهم الدعاة والقادة الذين يقودون الحركة ويوجهون الناس إلى الطريق الصحيح لتكون بعدها الدعوة العامة للشعب  كله وقد بدأت دعوة الإخوان المسلمين خالصة لوجه الله لم يكن لزعيمها هدف دنيوى أو طموحات قط وهذا سر نجاحها فالهدف الأسمى لها إعلاء كلمة الله مقتفية أثر الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ومتخذة القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم منهاجا لها ولذلك نستطيع وصف دعوة الإخوان بأنها إسلامية قرآنية وسنية محمدية كما أنها رسمت طريقها طبقا لسلوك السلف الصالح وزينته بمنهاج الروح الذى تميز به المنهج  الصوفى ولذلك كان شعارها سلفية صوفية فجمعت بذلك تربية الشعوب على الإيمان وتغذية الروح ولذلك فهى فرع من شجرة النبوة .

ولذلك عاداها مدعو السلفية لأنها ضد منهجهم الذى لا يهتم بتغذية الروح ولا يرى عدم مقاومة الحاكم الظالم أو العميل أو الخروج عليه دون أن يوضحوا المقصود بهذا الحاكم هل هو الحاكم الصالح الذى يعمل من أجل المسلمين أم الحاكم الخائن لله وللرسول والذى يعمل من أجل أعداء الدين وعندما نبحث عن أصول السلفية  نعرف أنها أصلا صناعة صهيوصليبية قام بها أداتها من النظام السعودى لنشر الفتن فى العالم العربى والإسلامى لقصم ظهر الخلافة العثمانية الدرع الواقى للعالم العربى والإسلامى وعندما أصبحت النظم العربية والإسلامية رهينة فى يد النفوذ الصهيوصليبى كف السلفيون أذاهم عن الصوفية لأن هذه الصوفية أصبحت هيكلا بلا روح مسلوب الإرادة وتمكنت هذه النظم من الإستيلاء عليها بتعيين رؤساء لطرقها من رجال الحزب الوطنى الفاسدين لتوجيههم تجاه العبادات والذكر فقط دون السياسة وأهمال الجهاد وهذا مانراه واضحا جدا فى طرق مصر الصوفية التى إنحرفت كثيرا عن المنهاج  الصوفى الذين شيده الأوائل من الزهاد والمرابطين فى العالم الإسلامى ليصبح معظم أبناء الشعوب قوة متماسكة مترابطة لها قيمتها فى الجهاد وليس مجرد شعوب تعيش لتأكل كما نراها اليوم فى الشعوب العربية والإسلامية غثاء غير منتج ولا قوى ومنحرف عن جادة الطريق السوى رتع معظمهم فى الفساد والإنحطاط الخلقى .  
 كان لابد لجماعة الإخوان المسلمين أن تقوم بالتصدى لهجمة شرسة من القوى الصهيوصليبية طالما أن منهجها هو الدعوة والجهاد لأن هذا ضد المخطط الصهيوصليبى الذى يعمل على القضاء على القيم والأخلاق التى زرعها الإسلام فى المجتمعات الإسلامية وذلك باستخدام أدوات لها من أبناء البلد وقد علمتهم التجارب مع النظم المدنية فى البلدان العربية والإسلامية أن النظم المدنية  لا تستطيع الصمود امام هبات الشعوب أو الإنقلابات كما حدث مع السنوسى ملك ليبيا أو كما حدث مع فاروق ملك مصر ولذلك عملت بكل جد أن تكون أدواتها من العسكر لتمهد الأرض له بتكوين جماعة منعدمة الضمير والأخلاق ليس لها حس وطنى ترحب  به عند حضوره كما حدث مع الإحتلال البريطانى التى رحبت به طبقة الإقطاع والخديو والقصر والعسكر الخونة وبذلك أصبحت مصر يوم أن نبتت فيها هذه الدعوة المجددة لا تملك من أمر نفسها قليلاً ولا كثيراً يحكمها الغاصبون ويستبد بأمورها المحتلون بدعم من هذه الجماعة الفاسدة عديمة الوطنية ذلك أن الإحتلال والطغيان والفساد  أمنوا من المقاومة بسبب غرس الإحتلال المنازعات الحزبية والحزازات السياسية فى المجتمع الذى تربى طويلا على الأنا وحب الذات وسحبت منه الفضائل وتذكيها مآرب القيادات الشخصية ولم يشأ الإخوان المسلمون أن يزجوا بأنفسهم في هذه الميادين فيزيدوا خلاف المختلفين ويمكنوا للغاصبين ويلوثوا دعوتهم وهي في مهدها بلون غير لونها فتظهر  للناس في صورة غير صورتها النقية مع تقلب هذه الحكومات العميلة لكنهم تركوا كل هذا دون أن يصطدموا به وعملوا على بناء مؤسساتهم لكى تكون جماعة فاعلة ومؤثرة فى المجتمعات فأصبح لهم  دار في كل مكان ودعوة على كل لسان وأكثر من ثلاثمائة شعبة تعمل للفكرة وتقود إلى الخير وتهدي إلى سواء السبيل وبذلك أصبح بفضلها في مصر شعور إسلامي قوي متدفق يركن القوي إليه ويعتز الضعيف به ويأمل الجميع في ثمراته ونتائجه .
ورأت قيادات هذه الجماعة أن وقت العمل قد حان وآن أوان الجد ولم يعد هناك مجال للإبطاء وذلك بالعمل على توضيح الخطط و تطبيق المناهج وكلها تؤدي إلى الغاية وتنتج الثمار المطلوبة  لأن الزعماء حائرون بين الوطنية والإنقياد للنفوذ الصهيوصليبى والقادة مذبذبون متأرجحون بين الواجب الوطنى وبين مصالحهم الشخصية   لذلك بدأت خطوة اجماعة الإخوان المسلمين الثانية بالإنتقال من دعوة طبقة العامة إلى دعوة الخاصة أى بالتوجه بالدعوة إلى المسؤولين من قادة البلد وزعمائه ووزرائه وحكامه وشيوخه ونوابه وأحزابه ومطالبتهم بالنظر فى مناهج الإخوان كيف هى  تصنع من أجيال وشباب وطنى قوى ووضعوا بين أيديهم برنامج الجماعة ليقوم هؤلاء المسؤولين بتطبيق منهاجها الغنى والثرى بالعمل الوطنى  ومطالبتهم بأن يسيروا بهذا البلد المسلم الذى يعد زعيم الأقطار الإسلامية في طريق الإسلام في جرأة لا تردد معها وفي وضوح لا لبس فيه ومن غير مواربة أو مداورة ومن دعوة الكلام وحده إلى دعوة الكلام المصحوب بالنضال والأعمال فهى جماعة حرب على كل زعيم أو رئيس حزب أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام ولا تسير في الطريق لإستعادة حكم الإسلام ومجده وأصرت على إعلان خصومتها لهم بدون سلم فيها ولا هوادة حتى يفتح الله بينهم وبين قومهم بالحق وهو خير الفاتحين فإن الوقت لا يتسع للمداورات فإن أجابوا الدعوة وسلكوا السبيل إلى الغاية آزروهم وإن لجؤوا إلى المواربة والروغان وتستروا بالأعذار الواهية والحجج المردودة أعلنوا الحرب عليهم ومعظم هؤلاء المسؤولين لم يستجيبوا حفظا لمصالحهم فكلهم علمانيون أدوات للقوى الصهيوصليبية  فهى التى أنشاتهم لكى يكونوا حربا على الإسلام وعونا للفساد .
وجماعة الإخوان المسلمون إلى هذا الوقت لم يخاصموا حزباً ولا هيئة كما أنهم لم ينضموا إليهم ومع ذلك إتهمهم البعض أنهم وفديون نحاسيون ــ الوفد الذى أسسه سعد زغلول ونحاسيون نسبة للنحاس باشا خليفة سعد زغلول ــ وإتهمهم البعض أنهم سعديون ماهريون ـ السعديون هم الذين أنشقوا عن حزب الوفد وظلوا ينتسبون لسعد زغلول وماهريون نسبة إلى أحمد ماهر ــ ومن قائل إنهم أحرار دستوريون ـ أولئك الذين يريدون التخلص من الطغيان وينادون بعمل الدستور وإحترامه فانتسبوا للدستور ـ وإتهمهم البعض بأنهم متصلون بالحزب الوطني  أو أنهم منتسبون إلى حزب مصر الفتاة والسبب فى هذه الإفتراضات أن منهج جماعة الإخوان المسلمين ضم بين دفتيه بعضا  من مبادىء هذه الأحزاب والجماعات التى تتفق مع  الشرع والعارفون بمنهج الجماعة يعلم ببراءتهم تماما من الإنتساب لهذه الأحزاب والجماعات الضعيفة التى أطلق عليها  جماعات هلامية أو أحزاب كرتونية وهى فى الحقيقة أجزاب وجماعات لاتسيطر على أتباعها لتخمد طموحهم وتقتل وطنيتهم تماما مثل الجماعة السلفية التى حيدت جزء كبير من الشباب وابعدتهم عن العمل الوطنى والجهاد فى سبيل الله مستغلة جهلهم بالشرع   ولكن جماعة الإخوان المسلمين إتبعت منهج الله وإتخذت من رسوله  زعيماً وما إرتضت غير كتابه دستورا وما إتخذت سوى الإسلام غاية ولذلك دعاهم الإمام حسن البنا مؤسس هذه الجماعة أن يدعوا كلام الناس جانباً  ويسيروا فى طريق الجد والزمن كفيل بكشف الحقائق  [وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ] البقرة  
ولكن هذه الحقائق لم تظهر إلا بعد الإنقلا ب العسكرى الصهيونى 2013 وكان  موقف الإخوان فيما مضى سلبياً  أما مع هذه الخطوة الجديدة فلن يكون كذلك  فهم قد خاصموا من كانوا في الحكم أوخارجه خصومة شديدة   أما الذين إستجابوا لهم وإتخذوا تعاليم الإسلام منهاجاً يسيرون عليه ويعملون له وأجابوا داعي الله وعملوا معه سيكون هؤلاء جميعاً منضمين لجماعة الإخوان المسلمين في وحدة قوية وكتلة متراصة متساندة وحينئذ يجتمعون ولا يتفرقون ويتحدثون ولا ينتقدون .
هذا الموقف يكون موقفا إيجابيا واضحا لا يعرف التردد ولا يتوسط بين الحب والبغض فإما ولاء وإما عداء وليس في ذلك مايخالف خطة الجماعة أو الإنحراف عن طريقها أو تغيير مسلكها بالتدخل في السياسة  كما يدّعى الذين لا يعلمون ولكنهم بذلك ينتقلون خطوة ثانية في طريقتهم على نهج الإسلام وخطتهم المحمدية بمنهجه القرآني ولا ذنب لهم أن تكون السياسة جزءاً من الدين وأن يشمل الإسلام الحاكمين والمحكومين  فليس في تعاليمه أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله كما فى تعاليم الكنائس ولكن في تعاليم الإسلام الحنيف  إعط قيصر وما لقيصر لله الواحد القهار ولذلك قال الإمام حسن البنا : أيها الإخوان أعلن لكم هذه الخطوة على صفحات جريدتكم هذه لأول عدد منها وأدعوكم إلى الجهاد العملي بعد الدعوة القولية فالجهاد بثمن  وفيه تضحيات وسيكون من نتائج جهادكم هذا في سبيل الله والإسلام أن يتعرض الموظفون منكم للإضطهاد وما فوق الإضطهاد وأن يتعرض الأحرار منكم للمعاكسة وأكثر من المعاكسة وأن يُدْعى المترفون المترفهون منكم إلى السجون وما هو أشق من السجون ولتبلون في أموالكم وأنفسكم فمن كان معنا في هذه الخطوة فليتجهز وليستعد لها ومن قعدت به ظروفه أو صعبت عليه تكاليف الجهاد سواء أكان شعبة من شعب الإخوان أم فرداً من أعضاء الجماعة فليبتعد عن الجماعة لأن عملها فى سبيل الله شاقا وطويلا ولذلك ستظل الجماعة لا تعرف لونا غير الإسلام ولا تصطبغ بصبغة غير صبغة الله العزيز الحكيم ولا تنتسب إلى قيادة غير قيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تعلم منهاجاً غير كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه  فالإسلام  دين عبادة وصلاة وروحانية وهو قيادة وحكم ودولة وعمل وجهاد وطاعة لأولى الأمر الذين يعملون بكتاب الله  ويقيمون شرعه من مصحفه وحكم بما أنزل الله ودفاع بسيف الحق لا ينفك واحد من هذين عن الآخر فمن لا يرهبه القرآن يقومه  سيف السلطان [عن عثمانَ بنِ عفانَ رضي الله عنه قال إنَّ اللهَ يزَعُ بالسلطانِ ما لا يزَعُ بالقرآنِ ] الراوي:- المحدث:ابن باز المصدر:مجموع فتاوى ابن باز الجزء أو الصفحة  : 27/393 حكم المحدث : ثابت .
ولذلك كان من أهم مبادىء الإخوان الجهاد فهم يجاهدون مع المجاهدين ويعملون مع العاملين  منصرفون إلى ميدان مثمر منتج هو ميدان تربية الأمة وتنبيه الشعب لما يحيط به من اخطار من الطغيان والقوى الصهيوصليبية وتغيير العرف العام الذى تلون بالفساد الخلقى والمادى والتقاعس عن إضلاح ذات البين وحب الذات والأثرة والإنكباب على الشهوات ولذلك كان من منهاج الإخوان المسلمين تزكية النفوس وتطهير الأرواح وإذاعة مبادئ الحق والجهاد والعمل والفضيلة بين الناس ونجحوا في ذلك إلى المدى الذى يحمدون الله عليه ويسألونه المزيد منه وأصبح بذلك  في مصر شعور إسلامي قوي دفّاق وشكروا الله لهذا الشعب الذكي على حسن إستعداده لتقبل الحق وجميل مبادرته إلى طريق الخير.
هذه مرحلة من مراحل جماعة الإخوان التي اجتازوها بسلام وفق الخطة الموضوعة لها وطبق التصميم الذي رسمه الإمام حسن البنا  بتوفيق الله وهى حكم الإسلام ومجد الإسلام والذى عملت أدوات النفوذ الصهيوصليبى على القضاء عليه بحرب هذه الجماعة لتظل مصر إقطاعية عسكر ينغل فيه الفساد ويسيطر عليها هذا النفوذ وتمكنت  جماعة من  ينتسبون إليها  ممن جندهم القوى الصهيوصليبية  من إختراقها وأحدثت بها إنقساما جعلها عاجزة عن القيام بأى عمل لتقضى عليها من الداخل ولكن المبادىء لا تموت ونحن فى إنتظار بعثها من جديد .  

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى