تراندتقارير وملفات

مؤتمر برلين لتحجيم تركيا وليس لإنقاذ الشعب الليبي

صحفي ومحلل سياسي

د . محمد رمضان

نائب رئيس منظمة اعلاميون حول العالم 

قررت الدول الأوروبية ان تتداعي لعقد موتمر لايجاد حل للازمة الليبية المتفاقمة من اكثر من اربعة سنوات،
فلماذا الان ؟
ولماذا تدعي الدول الداعمة للواء الفاشل خليفة حفتر ؟
دول عظمي تشترك بثقلها في هذا الموتمر علي رأسها فرنسا وروسيا وهما داعمين رئيسين لحفتر  بالاضافة للصين وانجلترا  وتركيا والمانيا الدولة المضيفة .

وامس قامت مليشيات حفتر باغلاق مواني تصدير النفط وذلك تم بالتنسيق مع دول أوربية لاستخدام ورقة النفط كسلاح لانتزاع تنازلات من حكومة الوفاق والضغط علي تركيا التي تساند الحكومة الشرعية في طرابلس ،
التعجيل بعقد المؤتمر جاء بعد التدخل التركي علي خط الازمة وتوقيع الحكومة الشرعية اتفاق امني مع الجانب التركي وهذا الامر اربك الجميع وخاصة الداعمين لحفتر واستطاع الأتراك بالتنسيق مع الروس إطلاق مبادرة لوقف إطلاق النار بين الجانبين والتزمت الحكومة الشرعية ووقعت الاتفاق في روسيا بينما هرب حفتر عائدا الي ليبيا رفضا التوقيع لانه تعرض لضغوط من مؤيدية كما ذكرت صحيفة نيويوركً تايمز وطالبوه بالاستمرار في القتال ،

المؤتمر محكوم عليه بالفشل لافتقاده آليات المحاسبة ففي حالة إصدار قرارات لن تكون ملزمة لاي من الطرفين لان من يريد السيطرة علي الارض وبالقوة مدعوم من دولا لها حق النقد في مجلس الأمن         ( فرنسا وروسيا ) وهذه الدول طوال سنوات الأزمة لم تتحرك لردع اعتداءات حفتر علي الحكومة الشرعية .
والأعجب ان تدعي  لحضور المؤتمر أنظمة قمعية (السيسي ) تدعم هذا الفاشل لتكون له سندًا دبلوماسيًا أمام العالم وتتحدث عن مصالحها وتدعي انها متاثرة بما يحدث في ليبيا ،
لكن أين الأمارات جغرافيا من ليبيا ؟
ولماذا تستدعي لحضور للمؤتمر ويتم تجاهل تونس والمغرب ؟
في حقيقة الامر ان هذا الموتمر خلق حالة من عدم التوازن ودفع بدولة الامارات التي تثير المشاكل في المنطقة منذ انطلاق ثورات الربيع العربي لتشارك في وضع حل وهي من تسببت في خلق الازمة الحالية، لكن الواضح ان دورها القذر ينسجم مع دولة أوربية لم يروق لها تحرر الشعوب العربية من سطوة جلاديها .
وفي الأسابيع الماضية سنت الدول العربية والاوروبية حملة شعواء علي الاتفاق التركي الليبي وادعت ان هذا الاتفاق سيعيق التوصل لحل في الأزمة الليبية وسيزيدها تعقيدا ..وبدات المحاور تشكل بين السيسي والامارات واليونان وقبرص وفرنسا وشن اعلام هذه الدول حملة كبري ضد التدخل التركي لحماية الحكومة الشرعية .
لقد كشف اتفاق تركيا وحكومة الوفاق بطرابلس عن حجم النفاق والكذب التي تمارسه هاته الدول لتضليل الراي العام  وتزيف الحقائق .
ومن متابعتي للأحداث أستطيع ان اؤكد ان مؤتمر برلين سيكون محاولة لابعاد تركيا عن مساندة حكومة الوفاق ومحاصرتها بإصدار قرارات تعيق وصول المساعدات التركية للحكومة الشرعية ، لكن الحكومة التركية لن ترضخ او تذعن لمخرجات مؤتمر برلين ان لم يراعي مصالحها واتفاقياتها مع حكومة الوفاق .
ويظل الخاسر الاول  هو المواطن الليبي الذي ثار علي دكتاتور استمر في الحكم اكثر من 40 عاما وأسقطه وفوجي بعوده دكتاتور اخر موجة من الغرب لإعادة انتاج النظام البائد .
سيظل ابناء واحفاد عمر المختار يواصلون الكفاح ضد القهر والظلم مهما طال الزمن او قصر لتحيا ليبيا عزيرة حرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى