آخر الأخباركتاب وادباء

كيف تتحول أمريكا لدولة من العالم الثالث المستبدين؟

تحليل للإعلامي الكاتب

أحمد شكري

رئيس فرع فرنسا 

كيف تتحول أمريكا لدولة من العالم الثالث المستبدين؟

تتواصل لليوم العاشر احتجاجات في جامعات أمريكية ضد إسرائيل بسبب حربها على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأظهر إحصاء أن الشرطة ألقت القبض على نحو 550 شخصا خلال الاحتجاجات على مدار الأسبوع بجامعات أمريكية رئيسية.

الشرارة كانت من جامعة كولومبيا عندما بدأ طلاب مؤيدون للفلسطينيين اعتصاما في حديقة الحرم الجامعي احتجاجا على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين والإبادة الجماعية” في غزة.

اعتقال 108 طلاب أشعل فتيل الاحتجاجات في جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، لتتسع بعدها رقعة الفعاليات الاحتجاجية يوما بعد آخر.

وفي الوقت الذي لجأت فيه بعض إدارات الجامعات للتفاوض مع المحتجين، اختارت أخرى طلب تدخل قوات الأمن، التي قامت بقمع الاحتجاجات بشكل عنيف، وصف بـ”الهمجي” واعتبر إدانة لدولة مثل الولايات المتحدة، تدعي الديمقراطية.

وتسائل معلقون في أمريكا وخارجها، عن ازداوجية المعايير في انتقاد واشنطن لمثل هذه القمع لو حدث في بلدان أخرى تصفها بالديكتاتورية مثل إيران.

ففي جامعة “إيموري” بولاية جورجيا شهدت اعتقال 20 طالبا وإطلاق عناصر الشرطة قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي، بحسب ما دونه أحد طلابها في موقع إخباري محلي.

وخرج علينا بن غفير وإعتبر مطالبة الطلاب في الجامعات الأمريكية بوقف الحرب، ومظاهر استنكار حرب الإبادة في غزة، والتنديد بأفعال إسرائيل أشكالا من «معاداة السامية». إضافة لذلك، يشبّه بن غفير، على ما يظهر، بين أفعال وزارته في دعم المستوطنين من حرق وتدمير وتخريب ومطاردة للفلسطينيين، ومن تعذيب وإهانات وتضييق على الأسرى، وأفعال أجهزة الشرطة في أمريكا، غير أنه يضع نفسه في موضع أكثر خبرة ومراسا بشكل يجعله قادرا على توجيه أجهزة الشرطة في أمريكا وغيرها من البلدان التي ظهرت فيها احتجاجات.

تزامن تصريح بن غفير مع بيان نشره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على موقع «إكس» يقول فيه إن «جحافل معادية للسامية سيطرت على جامعات رائدة». لكن نتنياهو ينتقل، في تصريحه الأخير هذا، من المحاكاة التي أنشأها بن غفير بين إسرائيل والدول الغربية، إلى محاكاة أكثر درامية لا يشبّه فيها إسرائيل بأمريكا، بل يشبهها بألمانيا الثلاثينيات، أي بالحقبة التي انتشرت فيها النازية في أوروبا، في تهويل فظيع مثير للسخرية.
يعاود نتنياهو، طبعا، استعمال المعادلة البائسة التي تساوي العداء لإسرائيل بـ«معاداة السامية» وبذلك يصبح كل الفلسطينيين «معادين للسامية» لسبب لا يد لهم فيه وهو وجودهم التاريخي على أرضهم، ورغم أنه يريد حكّ عقدة الذنب الألمانية، لما في ذلك من فوائد مستدامة لإسرائيل (وأضرار مستدامة للفلسطينيين) فإنه بإعادته عجلة التاريخ الانتقائية بهذا الشكل يبرئ الفلسطينيين، من حيث أراد تجريمهم، فالنازيّة هي مخلوق أوروبي ـ غربيّ،، واليهود الذين وقع الاضطهاد عليهم كانوا أوروبيين أيضا، وتشكيل إسرائيل هو أحد تداعياته التاريخية الفظة بشكل حمّل الفلسطينيين جرائر الغرب، واعتبر الغرب أنه عوّض اليهود عن نكباتهم، لكنّه نكب الفلسطينيين بأرضهم

الأمل في الطلاب بعد الله

بعد سلسلة مظاهرات جامعات كاليفورنيا وتيكساس بأميركا ؛ اندلعت مظاهرة طلابية بوسط پاريس أمام أعرق وأشهر جامعات باريس و فرنسا ؛ لمطالبة الحكومة بالكف عن دعم الدولة المحتلة لفلسطين ، ولمطالبتها بالضغط على إسرائيل الاستعمارية والتي تخوض حرب قذرة وتطهير عرقي وإبادة لشعب غزة والضفة الغربية وفلسطين …

الرعب يسيطر على المسئولين في أميركا والغرب ؛ والمسئولين عن المجازر والإبادة الجماعية لشعب أعزل ( تحت أعين الجبناء من چيران فلسطين عربا وأعاجم …

يختلف الأمر رأسا على عقب إذا تحرك الشباب والطلاب ( خاصةً طلاب الجامعات ) وسيزداد تعقيداً لهؤلاء الأشرار المجرمين من قادة العالم الغربي والعربي إذا انتقلت الاحتجاجات والاعتصامات والمظاهرات من أميركا إلى أوروبا ، ثم من الجامعات إلى المعاهد والمدارس الثانوية …

ولما لا وقد شهدت فرنسا تظاهرات طلابية عارمة على مر العصور ؛ وكانت أبرزها وأكبرها في الثمانينات على سبيل المثال ،
حيث انتفضوا في كل الجامعات والمعاهد رفضا لتعديلات وإصلاحات أراد وزير التعليم العالي ( ديڤاكيه ) إدخالها على قوانين ولوائح الجامعات الفرنسية ضد النظام القائم الذي كان يتيح للجميع الفرصة للتعليم العالي وبرسوم متاحة للجميع ( خاصة الفقراء من الأچانب المقيمين بصفة رسمية بفرنسا ) …

والعجيب ؛ بل وعجب العجاب ؛ أن السلطات في تكساس وكاليفورنيا بل وفي باريس يقومون باعتقال الطلاب من داخل الحرم الجامعي ويوجهون إليهم تهما چنائية ؛ بدلاً من إدانة دولة الاحتلال المغتصبة التي تقوم بكل أشكال العنصرية وجرائم الإنسانية والحرب …

لعلها تكون فرصة جديدة لشعوب وطلاب العالم لكي يستفيقوا وينهضوا من چديد ضد هذا الظلم والبغي والإفراط اللأنسانى  والوقح والقذر في استعمال الأسلحة المحرمة دوليا ، وفي استعمال القوة المفرطة لتركيع شعب أبي ؛ يضحي بشبابه وأطفاله ويؤثر الموت على التسليم والخضوع لهؤلاء الذئاب والأشرار الغير بني آدميين …

نهضت الشعوب في ثوراتها الربيعية العربية وغير العربية ضد الاستبداد وضد الفسدة والعملاء القابضين على الحكم بالنار والحديد ، والمستديرين ظهورهم لأعدائهم والموچهين بنادقهم ودباباتهم نحو شعوبهم ، ثم سرقت هذه الثورات والانتفاضات ، وانقلب عليها الطغاة والفسدة والمنحلين المحليين والإقليميين والدوليين ذوي المصالح الشخصية المشتركة ، وذوي الميول لاستعباد الشعوب وسلب إرادتها وتركيعها وإرغامها على قبول الشذوذ والانحلال والتمييز العنصري والظلم الإچتماعي …

فهل تغير الحركات أو الصحوات الطلابية شيئاً لمعادلة حقوق الإنسان ؟ وهل ينچح طلاب وطالبات العالم في الضغط على ضباع وكلاب العالم الذين يحكمونهم ويسيطرون على مقدراتهم وعلى حياتهم اليومية بل والشخصية والعائلية ؟

الأمل في الله ؛ ثم فيمن ثاروا على القهر والترويع وإرهاب المواطن وأفراد الشعب ؛ ثم تفرقوا وتراچعوا وسچنوا ونفوا …

فهل يوحدنا الطلاب من چديد ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى