آخر الأخبارالأرشيف

احتجاجات في تونس رفضاً لزيارة بن سلمان أبو منشار “لا أهلا ولا سهلا”

تقرير إعداد
فريق التحرير
احتج مئات التونسيين، اليوم الثلاثاء، على زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لبلادهم ؛متهمين إياه بأنه “قاتل”، في ثاني يوم على التوالي من احتجاجات تندد بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ويصل بن سلمان إلى تونس في وقت لاحق من الثلاثاء، قادماً من القاهرة؛ في إطار جولة عربية زار خلالها أيضاً البحرين والإمارات.
وسعياً على ما يبدو لتفادي إحراج ضيفها السعودي، اكتفت الرئاسة التونسية بدعوة المصورين، ولن تنظم مؤتمراً صحفياً على عكس ما تعودت أن تفعل في مثل هذه الزيارات.
إلى ذلك ذكرت وكالة الأناضول، نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن أجندة زيارة بن سلمان تقتصر  على لقاء الرئيس الباجي قايد السبسي، وسط تكتم رسمي على برنامج الزيارة وموعدها.
وحسب تصريحات سابقة للمتحدثة باسم الرئاسة التونسية سعيدة قراش، تأتي الزيارة بطلب من بن سلمان نفسه.
وأدى قتل خاشقجي الكاتب بصحيفة واشنطن بوست، وأحد منتقدي ولي العهد، قبل أسابيع في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، إلى توتر علاقات السعودية مع الغرب، وأثر سلباً على صورة محمد بن سلمان في الخارج.
ورفع مئات المحتجين، الذين تجمعوا بشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة تونس، شعارات احتجاجاً على زيارة ولي العهد السعودي. 
ورددوا هتافات: “بن سلمان يا غدار ارفع يدك عالاحرار”، و”بن سلمان القاتل لا أهلا ولا سهلا”،  و”شعب مواطنين.. تونس ليست للبيع”، و”الشعب يريد طرد ابن سلمان”، و”الشعب يريد تجريم التطبيع”،

حراك نقابي ضد الزيارة
بدورهم تقدم محامون تونسيون بقضية لمنع الزيارة، وأصدرت أحزاب سياسية ومنظمات طلابية وجمعيات حقوقية ونقابات مهنية بتونس بيانات رافضة للزيارة.
وانطلقت المسيرة، التي دعت إليها منظمات مدنية وأحزاب بينها حزب “حراك الإرادة” و”الجمهوري” و”الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية” (مستقلة)، من أمام تمثال “ابن خلدون” وسط العاصمة لتجوب شارع “الحبيب بورقيبة”.
ورفع المحتجون صوراً لولي عهد السعودية ظهر فيها ويداه ملطختان بالدماء، وصوراً أخرى ظهر فيها وفي يده منشار وكتب عليها “عار عار استقبال أبو منشار”.
متظاهرون عرضوا صورة كبيرة عليها رسم كاريكاتيري يظهر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي يصب الماء على يدي بن سلمان وهما ملطختان بالدماء، في إشارة إلى أن السبسي يسعى لتلميع صورة ولي العهد السعودي.
وأمس الاثنين أيضاً نظم العشرات احتجاجاً بقلب العاصمة التونسية، إضافة إلى عرض مسرحي ساخر ضد محمد بن سلمان جسده مهرجون أمام المسرح البلدي بتونس.
يذكر أن هذه الزيارة هي الأولى لولي العهد السعودي إلى تونس منذ تولّي والده، الملك سلمان بن عبد العزيز، السلطة في البلاد، وتعيينه وليّاً لولي العهد ومن ثمّ وليّاً للعهد.
وبعد أن كانت تونس حليفاً قوياً للسعودية، أصبحت علاقات البلدين تتسم بالفتور عقب ثورة 2011، خصوصاً مع وصول الإسلاميين للحكم وتقاسم السلطة مع العلمانيين.
وعلى النقيض، أصبحت علاقات تونس مع قطر وتركيا قوية منذ الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.
والنظام السياسي في تونس مختلف بشدة عن السعودية. فنظام الحكم في السعودية هو الملكية المطلقة، في حين شهدت تونس انتقالاً ديمقراطياً منذ عام 2011 عقب الإطاحة بالرئيس بن علي.
وتجري تونس انتخابات حرة منذ ذلك الحين، ووافقت في عام 2014 على دستور يضمن الحقوق الأساسية مثل حرية التعبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى