آخر الأخبارالأرشيف

الأكراد يدفعون سوريا للتقسيم

بالتزامن مع محادثات جنيف التي استبعد منها الكرد، اتجهت أحزاب كردية سوريه إلى إعلان النظام الفيدرالي في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم في شمال سوريا، لتدفع الورقة الكردية في اتجاه تقسيم سوريا، كما ما رى الخبراء.

وأعلنت جماعات كردية سورية نظاما فيدراليا في المناطق التي تسيطر عليها شمال سوريا، وذلك خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان في محافظة الحسكة (شمال شرق)، وفق ما قال مسؤولان كرديان لوكالة فرانس برس.

وأكد سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأهم في سوريا:، “تم إقرار النظام الفيدرالي في روج آفا – شمال سوريا”، مشيرا إلى أنه “تم الاتفاق على تشكيل مجلس تأسيسي للنظام ونظام رئاسي مشترك”.

وقال الدار خليل، عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي الكردية،”نبارك مشروع النظام الفيدرالي روج آفا – شمال سوريا”.

 مناطق النظام الفيدرالي

 والمناطق المعنية في النظام الفيدرالي هي المقاطعات الكردية الثلاث، وهي كوباني في ريف حلب الشمالي، وعفرين الواقعة بريف حلب الغربي، والجزيرة بالحسكة، إضافة إلى تلك التي سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية مؤخرا، خصوصا في محافظتي الحسكة شمال شرق سوريا وحلب في الشمال.

ويتطلّع أكراد سوريا إلى نيل حقوقهم القومية في بلد مزقته الحرب منذ 5سنوات، إذ أنهم يشكلون القومية الثانية بعد العرب، وتقدر نسبتهم على نحو 15 % ويزيد عددهم عن 2.5مليون نسمة.

وقد تعرضوا خلال 5 عقود من حكم حزب البعث في سوريا إلى أشكال مختلفة من التمييز والعنصرية جراء سياسات البعث، كما أن المعارضة السورية بمختلف أطيافها، لم تستطع احتواء مطالبهم القومية بعد أن حددوها بالفيدرالية.

وكان المسؤول الكردي السوري إدريس نعسان قال إنه من المتوقع أن تعلن المناطق التي يسيطر عليها الأكراد السوريون النظام الاتحادي أمس الأربعاء.

وأضاف نعسان -المسؤول بإدارة الشؤون الخارجية في عين العرب (كوباني)- لوكالة رويترز، أن هذا الإعلان يعني توسيع إطار الحكم الذاتي الذي شكله الأكراد وآخرون.

 دعم روسي

ودعمت روسيا، مؤخرا، على لسان نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابغوف، المساعي الكردية، مبدية أملها في أن يتوصل المشاركون في مفاوضات جنيف إلى إقامة جمهورية فيدرالية.

وجاءت خطوة الأكرد بإقامة نظام فيدرالية عقب استبعاد الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري من المشاركة بالمفاوضات الدائرة في جنيف السويسرية بهدف الوصول لحل سياسي ينهي الأزمة السورية، وذلك استجابة لرغبة تركيا التي تعتبره امتدادا لـ حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في جنوب شرق البلاد، بحسب تصريحات نعسان.

وتشير التقديرات إلى أن الأكراد باتوا يسيطرون على نحو 10 % من التراب السوري، كما يتواجدون على قسم واسع من الحدود التركية.

كما يسيطرون أيضا على قطاع منفصل على الحدود الشمالية الغربية في منطقة عفرين، ويفصل عفرين عن المنطقتين حوالي 100 كيلومتر أغلبها خاضع لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي.

وأعلنت الحكومة السورية في دمشق السبت الماضي رفضها لفكرة النموذج الاتحادي. بينما قالت روسيا (حليفة دمشق) إن النظام الاتحادي يمكن أن يكون نموذجا محتملا في سوريا.

معارضة تركية إيرانية أمريكية

ورفض كل من وفد المعارضة السورية، ورئيس وفد الحكومة السورية في محادثات السلام الجارية في جنيف بشار الجعفري الحديث عن نموذج اتحادي في سوريا، ويعتبر أنها مساس بوحدة البلاد.

وإضافة إلى توافق النظام والمعارضة على رفض الفيدرالية، كذلك يلتقي الموقف الإيراني والتركي والأمريكي في رفض أي صيغة منفردة للأكراد في سوريا لعدم فتح الباب أمام التقسيم.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية أمس إن وحدة سوريا الوطنية وسلامة أراضيها مسألة جوهرية بالنسبة لتركيا وإن القرارات الأحادية لا يمكن أن تكون لها صلاحية خاصة أن فصيل واحد يريد فرض رأيه بالاتجاه للتقسيم، لافتا إلى أن شكل الحكومة والهيكل الإداري في سوريا ستقرره كل قطاعات الشعب السوري في دستور جديد.

 وفي هذا السياق، قال مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن لا تنوي الاعتراف بمناطق كردية يعلن فيه “حكم شبه ذاتي”، وجدد تمسك الحكومة الأمريكية بوحدة أراضي سوريا.

وعقد أمس في مدينة رميلان التي يسيطر عليها الأكراد مؤتمر لبحث إقرار “النظام الفيدرالي الديمقراطي لروج آفا- شمال سوريا” وروج آفا هو الأسم الكردي لشمال سوريا .

 وتوقع المشاركون في المؤتمر فشل محادثات السلام السورية التي بدأت هذا الأسبوع في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة دون مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري.

 بداية تقسيم

 وقال بسام الملك ـ عضو ائتلاف المعارضة السورية، إن إعلان نظام فيدرالي للأكراد هو بداية تقسيم سوريا، مشيرا إلى أن الشعب السوري بجميع طبقاته وتوجهاته الموالين والمعارضين للنظام والطبقة الرمادية الصامته ترفض هذا التوجه نهائيا، وذلك بسبب الأزمة السورية والفوضى العارمة المنتشره في البلاد.

وأضاف في تصريحات لـ”مصر العربية” أن هناك حالة واحدة من الممكن الحديث وقتها على نظام خاص بالأكراد وهو بعد انتصار الثورة السورية وانتخاب برلمان وقتها من الممكن عرض هذا المطلب على البرلمان لإقراره أو رفضه.

بدوره قال تيسير النجار ـ المحلل السياسي السوري، إن الأكراد  فصيل من ضمن عشرات الفصائل في سوريا ورأي السياسيين الأكراد تجاه النظام الفيدرالي لا يمثل جميع الأكراد، منوها إلى أن 95% من الأكراد ليسوا مع النظام الفيدرالي.

 تزيد سوريا تمزقا

وأضاف في تصريحات لـ”مصر العربية” أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري هو جزء من النظام السوري وكان يقاتل بجوار النظام، متوقعا أن يكون الأسد يدعهمهم على الرغم من إعلانه معارضتهم لكن هؤلاء يقولون شئ ويفعلون نقيضه.

وأوضح أن الفيدرالية تعني ضم مناطق ومدن مختلفه كانت متقاتله وضمها في كيان واحد، كما كانت الولايات المتحدة، لكن الوضع في سوريا مختلف فهو اتجاه لانفصال سيضر بالوحدة السورية، وسيعمل على فتح الأبواب أمام الطوائف والأقليات لبحث مستقبلها بنفس الطريقة التي تزيد سوريا تمزقا.

وأوضح أن تجربة الفيدرالية الهشة الموجود في العراق قد يكون مثالا خطيرا يحتذى به، مبينا أن الغرب لم يعد يتحدث عن وجود دولة اسمها العراق، ويريدون لسوريا الدخول في هذا المنحنى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى